قلل وفد الحكومة المفاوض في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا من شأن مسودة اتفاق قدمها كبير مفاوضي الجنوب؛ باقان أموم، لحل خلافات «القضايا العالقة» المتمثلة في النفط والحدود ومنطقة أبيى المنتازع عليها، قائلاً إنها مواقف سابقة لا تحمل جديداً.وقال عضو الوفد السوداني المفاوض؛ د. مطرف صديق، إن ما رفعه وفد جنوب السودان هو في واقع الأمر تجميع لمواقف سابقة في وثيقة واحدة وهو اجترار لمواقف سابقة ولا تحمل جديداً.وأعلن كبير مفاوضي الجنوب؛ باقان أموم، في مؤتمر صحفى عقده بمقر المفاوضات، أن بلاده تقترح تسعة دولارات وعشرة سنتات لعبور كل برميل من بترول شركة النيل الكبرى (جانبوك) وسبعة دولارات وستة وعشرين سنتاً لعبور بترول بترودار إلى جانب تحمل الديون.ورد مطرف بأن السودان على استعداد للتفاوض حول جميع المسائل، بما فيها النفط والحدود والأمن وذلك وفقاً لجدول متفق عليه في المفاوضات .وأوضح صديق أن المفاوضات كانت تسير على تناول جميع هذه القضايا وفقاً لاستراتيجية شاملة وأنه عندما يأتي التفاوض حولها فسيوضح السودان موقفه تجاهها، لكنه قال إن الانطباع الأول حول ما اقترحه وفد جنوب السودان هو أنها لا تحمل جديداً. وانتقل الطرفان بالمفاوضات من مدينة بحر دار إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وسيجتمعان الليلة بشكل ثنائي تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.وقال أموم أمام الصحافيين أن جوبا تعرض عبر مسودة اتفاق تحويلات مالية سخية لما فيه مصلحة السلام. وقال صديق، إن نهاية المهلة التي وضعها مجلس الأمن الدولي لقراره رقم 2046 وفقاً لخارطة الطريق الأفريقية في الثاني من أغسطس القادم، لا تعني نهاية المطاف. وأبلغ صديق الصحافيين في مقر المفاوضات، أمس الإثنين، أن الغرض من المهلة هو تحديد مدة يبدي فيها الطرفان جديتهما وحرصهما على الوصول إلى اتفاق حول المسائل والموضوعات الخلافية كافة. وقال إن الطرفين وخاصة الطرف السوداني قد بذل غاية جهده في التوصل لاتفاق وإنه لو تمكن من الوصول لحلول قبل التاريخ المحدد لفعل. وأضاف: لذلك فإن انتهاء ذلك الأجل لا يعني أن يتوقف الطرفان عن التفاوض بل هو يعني إظهاراً للجدية ووضع الطرفين في المسار الصحيح للتفاوض حول مجموعة من المسائل الشائكة بما يشمل وقف العدائيات وسحب القوات من المناطق المحتلة ووقف دعم الحركات المتمردة وتحديد المناطق منزوعة السلاح. ووصف صديق موقف حكومة الجنوب بوقف التفاوض بأنه تطور مؤسف، وقال إن السودان لا يدرك لماذا سمحت جوبا لقوات حركة العدل والمساواة المتمردة والتي كانت تحركت حوالى 80 كلم داخل أراضي جنوب السودان إلى التحرك في هذا التوقيت لتدخل إلى الشمال. وشدد صديق على أن القوات المسلحة السودانية تصدّت لقوات متمردي العدل والمساواة التي دخلت إلى الأراضي السودانية من جنوب السودان رغم أن وفد الخرطوم كان قد حذر من وجود هذه القوة المتمردة داخل جنوب السودان.وقال إن المباحثات بين الجانبين كانت تسير بصورة جيدة ومباشرة بين الطرفين دون وجود الوسيط، وإن الجولة كانت تسير بصورة معقولة حتى دخول حركة العدل والمساواة أراضي السودان من دولة الجنوب. ووصف صديق موقف حكومة الجنوب بوقف التفاوض بأنه تطور مؤسف، وأن السودان لا يدرك لماذا سمحت جوبا لهذه القوات المتمردة والتي كانت تحركت حوالى 80 كلم داخل أراضي جنوب السودان إلى التحرك في هذا التوقيت لتدخل إلى الشمال، حيث تعامل معها الطيران السوداني. وأكد أن القوات البرية السودانية تتعامل الآن مع بقايا هذه القوات داخل منطقة غرب ولاية جنوب كردفان ضمن ممارسة السودان لكامل حقوقه في الدفاع عن أراضيه وحماية أمنه وسلامة مواطنيه.وقال د. مطرف صديق، إن تعامل السودان مع هذه القوة المتمردة داخل أراضيه ليس مبرراً منطقياً لتعليق الحوار المباشر بين الوفدين.