رهن محللون ماليون اتجاه بورصة مصر خلال الاسبوع المقبل بمدى تقبل الشارع المصري للاعلان المتوقع عن التشكيل الكامل للحكومة الجديدة بعد الصدمة الأولية التي سببها تكليف وزير الري والموارد المائية هشام قنديل بتشكيل الحكومة. وقال نادر إبراهيم عضو مجلس إدارة شركة آرشر للاستشارات "تشكيل الحكومة سيكون العامل المؤثر في السوق خلال الاسبوع المقبل." وأحبط اختيار الرئيس المصري محمد مرسي لوزير الري لتشكيل الحكومة العديد من المستثمرين والخبراء الذين كانوا يأملون في مجيء خبير اقتصادي متمرس. وانخفضت المؤشرات المصرية منذ الثلاثاء الماضي فور الاعلان عن تكليف قنديل بتشكيل الحكومة لتقطع موجة صعود استمرت خمس جلسات متتالية. وأضاف إبراهيم "في حالة تشكيلها(الحكومة) من الاخوان والسلفيين سنتراجع ... (لان) الاوضاع السياسية ستزداد صعوبة." وكان للانتفاضة لثورة 25 يناير التي اندلعت العام الماضي تأثير سلبي شديد على الاقتصاد حيث أبعدت السائحين والمستثمرين الأجانب عن البلاد وأثارت سلسلة من الإضرابات العمالية للمطالبة برفع الأجور. وتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو اثنين بالمئة في السنة المالية 2011-2012 من خمسة بالمئة أو أكثر في السنوات السابقة. وقال كريم عبد العزيز الرئيس التنفيذي لصناديق الاسهم بشركة الاهلي لإدارة صناديق الاستثمار "لا أحد يعرف الكثير عن رئيس الحكومة الجديد وكل ما هو خفي يكون مخيفا جدا للمتعاملين. المشتري غير موجود بالسوق الآن. أتوقع تراجع السوق خلال الاسبوع المقبل." ولم يرد اسم قنديل في قائمة طويلة من المرشحين المحتملين لرئاسة الحكومة المصرية الجديدة رددتها وسائل الاعلام على مدى ثلاثة اسابيع منذ تسلم مرسي الرئاسة. وتركزت تلك التكهنات حول مجموعة من الاقتصاديين من بينهم مسؤولون حاليون وسابقون في البنك المركزي. وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية "بعض المتعاملين فضلوا الخروج من السوق الآن حتى تتضح الرؤية حول تشكيل الحكومة بشكل أفضل." وفقدت الأسهم المصرية 4.7 مليار جنيه (781 مليون دولار) من قيمتها السوقية خلال معاملات الاسبوع الجاري حتى الساعة 1042 بتوقيت جرينتش. وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار "ستواجه (السوق) ضغوطا بيعية خلال النصف الاول من الاسبوع المقبل ولكن مع تشكيل الحكومة خلال النصف الثاني أتوقع تحسنا في المعاملات." وفقد المؤشر الرئيسي نحو 2.5 بالمئة هذا الأسبوع حتى الساعة 1042بتوقيت جرينتش يوم الخميس. لكن محللين فنيين يتوقعون حدوث ارتدادة تصاعدية بالسوق المصرية خلال الاسبوع المقبل على عكس توقعات المحللين الماليين. وقال عبد الرحمن لبيب رئيس مجلس إدارة شركة ستاليون انفستمنت "السوق الآن عند مستوى دعم بالقرب من 4680 نقطة. لذا اتوقع الارتداد للأعلى خلال الاسبوع المقبل لاستهداف مستوى 4850 نقطة. لكن في حالة النزول وكسر مستوى 4630 نقطة انصح بايقاف الخسائر." واتفق معه إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية قائلا إن السوق سترتد لأعلى من مستوى الدعم الحالي خلال الاسبوع المقبل. (الدولار= 6.06 جنيه مصري)