طبيعي ان تجد سودانيا يحتل مركزا متقدما في المجالات العلمية والادبية في الخارج.. بل ان السودانيين هم اكثر الكوادر التي تسجل نجاحا منقطع النظير ويتفوقون على غيرهم في أغلب المنافسات أو المعاينات التي تجري حول الدراسات والبحوث كافة .. ولكن من النادر (جدا) ان يتحصل أجنبي على وظيفة باحث في دول المهجر وبالصين بصفة خاصة، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي (مليار) و(300) مليون نسمة.. وهذا ما حققه دكتور الرضي عباس أستاذ هندسة النفط بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، الذي كان ضمن خمسة اجتازوا معاينة اجراها ثاني أكبر مراكز البحوث النفطية بجامعة (الصين للبترول) ببكين ل(25) اجنبيا من آسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية والدول العربية، تقدمت لهم بلادهم للمنافسة،حيث صفيت النتائج الى الخمسة بينهم د.الرضي فاختير باحثا في المركز كأجمل واعظم إنجاز، ما يعد تفوقا كبيرا للسودان، حيث كان التخصص موضع المنافسة هو(طرق الإستخلاص الحديثة لزيادة الانتاج النفطي). «الرأي العام» التقت دكتور الرضي عباس بمكتبه بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا قسم (هندسة النفط)، وحدثنا عن هذا الانجاز وعن أهمية التدريب في مجال النفط وبعض النواحي والتحديات التي تواجه صناعة النفط في السودان! فالى الحوار: مشاركتك في المعاينات كيف تمت؟؟ فرصة المشاركة جاءت من خلال جامعة البترول ببكين والتي اعتادت ان تجمع معلومات عن الجامعات ذات الصلة (النفط والجيولوجيا) لترشيح عدد من طلاب (الماجستير) لملء وظائف باحثين بالمركز في مجال الدراسات النفطية،وقد تم ترشيحي لهذه المنافسة،واجريت لنا عدة معاينات وتمت التصفية الى خمسة من مجموع (25) باحثاً اجنبياً، والجميل ان من بين الخمسة سودانيين، شخصي وزميلي (خالد ابوقناية). * كيف يمكنك استغلال هذه الفرصة لخدمة البلد؟ حقيقة هي فرصة مواتية لاستغلالها في اكتساب الخبرات وعمل البحوث في مجال طرق الاستخلاص الحديثة لزيادة الانتاج النفطي (E.O.R) وهو تخصصي الدقيق الذي تم اختياره تحديدا، و لما فيه من ندرة في عدد المتخصصين بالسودان ولما به من حاجة ماسة في الصناعة النفطية لتطوير الانتاج النفطي بالسودان. مع العلم ان المشاريع الهندسية في هذا التخصص ذات تكلفة مالية عالية جدا(قد تتعدى المليون دولار للدراسة الواحدة). وجميعها تتم خارج السودان. وعليه يمكن الاسهام ولو بجزء في توطين مثل هذه الدراسات. رؤيتك حول التدريب فيما يختص بمجال الهندسة بالسودان؟ صراحة النفط مازال يحتاج الى مزيد من الجهد في مجال التخصصات، والتدريب لابد أن يكون ممنهجا ومدروسا وفق خطط استراتيجية، بحيث يكون هناك اتصال لخلق مجموعات تخصصية في المجالات المختلفة للصناعة النفطية. * هل ترى أن وتيرة البحوث والدراسات النفطية بدأت في التصاعد بالجامعات السودانية؟ مازالت تحتاج لوقت، ولكن هناك الكثير من العمليات النفطية تتم بواسطة سودانيين فيما يختص بالبحوث، الا ان معظم الدراسات تتم في الخارج في (الصين وماليزيا). ولكن بمزيد من التنسيق بين جهات الاختصاص يمكن ان يتم جزء منها في الداخل. * في رأيك هل استفدنا من الصين في صناعة النفط، لاسيما وهي دخلت بهذا المجال للسودان منذ التسعينات؟ لم نستغله الاستغلال الأمثل ، ذلك لبعض الاشكاليات من ضمنها فيما يتعلق باللغة الصينية، والبيئة عموما،من ناحية جغرافية وثقافية، ولكن كل هذه الاشكاليات مقدور عليها لأن الصين تتمتع بامكانيات ضخمة في مجال صناعة النفط، ويمكن إستغلال هذه السمات بمزيد من التنسيق مع جهات الاختصاص الصينية.