لا يخفى على الجميع اننا لا نملك خططا ودراسات نواكب بها الاحداث ، ونعالج عبرها الاخفاقات التي يزداد وضوحها عند مرور حالات جوية مختلفة كالعواصف والأمطار ، فأي تجاهل او خطأ بسيط قد يكلفنا خسائر بالغة جدا . فالأمطار التي ضربت اجزاء واسعة من مدن ولاية الخرطوم امس خلفت اضرارا بالغه وكان لها اثرها الواضح ، كما كشفت النقاب عن اخفاقات عديدة وتجاهل الجهات المختصة لنداءاتنا المستمرة والتي دائما تسبق حلول فصل الخريف ، والمتمثلة في فتح المجاري وإيجاد منافذ لتصريف مياه الامطار، اضافة لمعالجة السلبيات بشوارع الاسفلت الرئيسية والفرعية ، الى جانب الالتفات الى الوضع البيئي للأسواق ، ومعالجة مشكلة النفايات التي أبت العربات حملها من على طرقات وشوارع وسط الخرطوم ، فهذه المسائل تزداد تفاقما عند هطول الامطار . ففي كل عام نبدأ العزف على الوتر ونغني اغنية ( المطرة جات والوقوع في المطبات) ، فأمطار الامس تسببت في مشاكل عبور المواطنين للشوارع بوسط الخرطوم وخلقت زحمة مرورية حادة عند مدخل كوبري النفق الذي تكدست فيه العربات الخاصة والعامة صباح الامس بسبب مياه الامطار التي غمرت مدخل شارع الغابة وأدت الى صعوبة في حركة المرور . وشارع الغابة يعتبر من الشوارع الرئيسية ، تمر به العربات القادمة من امدرمان ومتجهة الى جنوبالخرطوم ، يعاني هذا الشارع من مشاكل عديدة فهو ضيق لدرجة لا تسع مرور عربتين في وقت واحد ، كما ان الحفر التي تملأ مدخل الشارع ساهمت في حبس مياه الامطار وعرقلة حركة مرور المواصلات والعربات الملاكي ، هذا الشارع بحاجة الى صيانة وتوسعة سريعة واهتمام من جانب الجهات المختصة لأنه حال هطول (مطرة ) اخرى سوف تجد العربات العامة والخاصة صعوبة في الخروج من نفق الزحمة داخل كوبري النفق وربما يقود ذلك الى وقوع حوادث مرورية ، اما موقف المواصلات كركر فحدث ولا حرج فقد غرق في رشة مطرة وحال المواطنين يرثى له وهم يمارسون لعبة القفز والتنطيط للعبور . وأيضا من الشوارع التي تحتاج الى معالجة شارع ( فتاشة) الواقع بمدينة ابو سعد جنوب محلية امدرمان فقد غطت مياه الامطار امس امتداد الشارع بأكمله وخاض اصحاب الركشات والعربات والمواطنين المشاة معركة ضروس لعبور الشارع والسبب في ذلك انخفاض مستوى الشارع وعدم وجود مصارف لمياه الامطار . مشهد امتلاء الشوارع بمياه الامطار والمجاري المغلقة وعدم وجود منافذ للتصريف تبثه ايضا شاشات المشاهدة بمحلية بحري حيث غمرت مياه الامطار الشوارع الرئيسية والفرعية وأعاقت حركة مرور العربات والمشاة . يبقى السؤال : متى تفيق المحليات من النوم العميق الذي تغط فيه وتلتفت الى البنى التحتية وتعمل من اجل اصحاح البيئة ومن اجل المواطن .. متى متى ؟؟