دار حديث كثير فى أجهزة الإعلام حول إستقالة د.عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة أو اعتكافه فى منزله بسبب تكليفه لمدير الوقاية خضر جبريل المتقاعد لبلوغه سن المعاش، والذى تم اعفاؤه من قبل رئيس الجمهورية ، كما راج حديث أيضا عن انتقال الخلافات إلى داخل وزارة الزراعة بين الوزير، ووزير الدولة خاصة بعد إلغاء د.المتعافي لقرار وزير الدولة القاضي بتكليف مديرجديد لوقاية النباتات، الذى كان مستنداً لقرار من مجلس الوزراء ، ودار همس المدينة عن وجود علاقة شخصية أو صلة أو مصلحة بين الوزير والمدير المتقاعد، وأصبح الهمس جهراً. وكان الكثيرون يتوقعون تدخل رئاسة الجمهورية لاحتواء الأمر وإعادة الأمور إلى نصابها، وقد حدث ذلك، والتأم اجتماع مطول مطلع هذا الأسبوع ضم الرئيس ونائبه ود.المتعافي وآخرين، أعاد الأمور إلى نصابها، والوزير إلى وزارته ليباشر مهامه يوم الأحد الماضي، حاولنا فى (الرأي العام) إجراء حوار شامل مع الوزير د.عبد الحليم المتعافي عقب مزاولته لنشاطه مباشرة، واستجاب الوزير مشكوراً، فكان لنا هذا الحوار الذى أجاب فى (حلقته الأولى) على العديد من أسئلة حول أين تكمن الحقيقة، وما صحة ما يتردد من أحاديث عن علاقته الشخصية أو علاقة المصلحة التى تربطه بمدير الوقاية المتقاعد. فأجاب د. المتعافي بصراحة عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة .. أما الحلقة الاخيرة من الحوار وقد خصصناها لمشروع الجزيرة، وكيف ينظر المتعافي لهذا المشروع ، وكيف يرد على المتخوفين من رئاسته لمجلس إدارة مشروع الجزيرة ، وللمتفائلين كذلك .. وما رؤيته لحل مشكلة ملاك الأراضي بالمشروع.. وما خطته للنهوض به ، حيث أجاب عن كل تلك الأسئلة بصراحة واستهلها بالإجابة عن سؤالنا: *ما المطلوب من العاملين فى وزارة الزراعة لتنفيذ الأولويات بعد استئناف الوزير نشاطه من جديد...؟ - أتمنى من العاملين بوزارة الزراعة، وكلنا، أن نبذل كل ما فى وسعنا لخدمة الشعب السوداني، وهنالك نجاحات كثيرة تحققت فى وزارة الزراعة وسنعلن عنها فى سبتمبر المقبل، كما أن هنالك مبادرات جيدة جداً ولأن العمل الزراعي يحتاج إلى صبر ربما لم تعكس هذه المبادرات فى أجهزة الإعلام فى الفترة الماضية ، وسنركز على عكسها واطلاع أجهزة الإعلام عليها ميدانياً لتجيب عن العديد من أسئلة الصحافيين والإعلاميين. *هل مشروع الجزيرة من بين هذه المبادرات.. وكيف ينظر المتعافي إلى هذا المشروع..؟ - الجزيرة ليس هو العملاق الذى هوى ولا (عال العال) ، وإنما يحتاج إلى مجهود كبير وإلى برنامج، ونحن لدينا خطة من (10) نقاط لمشروع الجزيرة، وإن شاء الله سنعلن عنها قريبا، بعد إخضاعها للنقاش والتفاكر مع المختصين، كما بدأنا فى إنفاذ بعض الخطوات فيها، ولكن مازال التنفيذ فيه مربوطاً بأشياء أخرى، ولكن بالنسبة لنا هذه الخطة واضحة جداً بعد شهرين ثلاثة سنعلن عنها، كما أننا بعد تجربة ثلاث سنوات أعتقد أن هنالك عملاً لابد أن يبدأ بصورة مكثفة فى مجال الرى بمشروع الجزيرة، وفى قضايا الإدارة والإرشاد والتقانة، وقضية دعم البحوث الزراعية وفى قضية إقامة منظومة من الحقول الايضاحية تغطي كل المشروع، فى صيانة البنيات، فى توفير آليات، فى تحسين شروط خدمة العاملين، يعني نحو (10) نقاط نحن توصلنا إليها بعد دراسة عميقة ونقاش. *مقاطعة = ولكن هذه النقاط العشر خالية من قضية ملاك الأراضي بمشروع الجزيرة والجدل الذى دار حولها..؟ - أجاب بسرعة: ملاك الأراضي بمشروع الجزيرة ما عندهم مشكلة، هنالك خيار متاح الآن لهم، وبعضهم قبل بهذا الخيار وأقدم على السياسة السابقة ، ومن لا يريد السياسة السابقة قد بدأنا معه حواراً، ولا أرى مشكلة كبيرة لملاك الأراضي بمشروع الجزيرة، وهي مشكلة قديمة ولها زمن وليست وليدة اللحظة. *مقاطعة أخرى = ولكن حلها غير واضح...؟ - أجاب مقاطعاً : لا، حلها واضح، هنالك بعض ملاك الأراضي بمشروع الجزيرة قبلوا بالمعادلة السارية الآن، ونحن نريد إتاحة الحرية لهؤلاء الذين قبلوا بهذه المعادلة بأن يستمروا فى صرف استحقاقاتهم، ولمن لا يقبل بهذه المعادلة أو يريد، سنبحث عن خيار جديد وندرسه، ولذلك لا أرى مشكلة فى قضية ملاك أراضي مشروع الجزيرة، وحسب معلوماتي الشخصية أكثر من(57%) من ملاك الأراضي استلموا استحقاقاتهم، وهناك البعض توقف لقرار قضائي، ونحن نريد أن نسعى مع السلطات القضائية أن تجعل القبول بالخيار. * الناس في الجزيرة نوعان فى نظرتهم إلى المتعافي خاصة وأنه جمع بين منصبين: وزير للزراعة ورئيس لمجلس إدارة مشروع الجزيرة .. هناك من يتخوفون من أن المتعافي سيطبق عليهم رؤيته التى يسعى إلى تنفيذها بمشروع الجزيرة ، وآخرون متفائلون خيراً بالمتعافي .. الاثنان ماذا تقول لهم ( المتخوفين والمتفائلين)...؟ - أجاب : والله أقول لهم هذه سنة الحياة ، سنة الحياة تقول إن : ( نصف الناس أعداء لمن ولي الحكم هذا إن عدل) ، كما يقول بيت الشعر ، وإذا بحثت فى هذا البيت ستجدني فيه ، ومضى ضاحكا: إن شاء الله نجعل النصف المتخوف من المتعافي مع النصف المتفائل بمقدم المتعافي ورئاسته لمجلس إدارة مشروع الجزيرة بأن نزيد هذا النصف إلى أكثر من (60%) ، ونقلل نسبة المتشائمين أو المتخوفين. *بماذا ستزيد نسبة التفاؤل وسط مزارعي الجزيرة...؟ - أجاب بسرعة: بالعمل فقط، مافي حاجة تقنع البشر مثل العمل، ولذلك نحن لا نتحدث كثيراً ، وإذا كنت عارف أنك ستتحدث كثيراً معي ما كان قابلتك ، بل سنرد على أسئلتكم بالبيان بالعمل من خلال المبادرات التى نقودها فى وزارة الزراعة للنهوض بالقطاع الزراعي وتأمين الغذاء .