توقع علي كرتي وزير الخارجية، استئناف المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بأديس أبابا خلال ثلاثة أو أربعة، ونوه للمشاورات التي يجريها الوسيط الأفريقي ثابو امبيكي بين الطرفين. وأكد كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب عودة رئيس الجمهورية من أثيوبيا أمس، أنّ المهم هو الجدية وحرص الجنوب على طي ملفات التفاوض والوصول به إلى بر الأمان، وأشار إلى حرص السودان على اكمال كل الملفات والوصول فيها إلى اتفاق. وقال حسب (سونا) أمس، إن رئيس الجمهورية اطمأن خلال الزيارة على أن علاقة السودان بأثيوبيا ستظل جيدة بذات المنهج الطيب والجوار الحسن وذلك عبر اللقاءات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الأثيوبيين، وأشاد كرتي بالدور الكبير الذي لعبه زيناوي في تحقيق السلام بالسودان . وفي الأثناء، أوضح السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية، أن الحكومة لم تمنع تسيير السفريات الجوية بين الخرطوموجوبا، لكنها طلبت في وقتٍ سابقٍ من حكومة الجنوب ضرورة توفيق الأوضاع باعتبار أن السفريات بين البلدين لم تعد داخلية وأنه حسب القوانين الدولية فلابد من توقيع اتفاقية تحكم عملية النقل الجوي بين البلدين. وقال رحمة الله في تصريحات أمس، إنّه بحث خلال زيارته لجوبا عودة الطيران، وأبَانَ أنّه بحث مع السون مناني مقايا وزير الداخلية بحكومة الجنوب وجود رعايا البلدين في البلد الآخر الى أن يكتمل توفيق الأوضاع. ونوه الوكيل لوجود أكثر من (3) آلاف مواطن سوداني في مدينة جوبا تم بحث توفيق أوضاعهم مع وزير الداخلية هناك. إلى ذلك، أوضح الوكيل أن الوفد الحكومي للمفاوضات سيتوجّه اليوم إلى أديس أبابا لاستئناف جولة المفاوضات مع وفد دولة الجنوب غداً، وأكّد أنّ الأجواء مهيأة أكثر من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق. ويتوقّع أن تكتمل وفود السودان المفاوضة في كل الملفات فجر غد، وأكّدت مصادر مطلعة، أن الجولة المقبلة أياً كانت النتيجة التي ستتوصّل إليها سواء اتفاقاً شاملاً أو جزئياً أو لا اتفاق ستكون نهائية، وأبانت أن ثابو امبيكي رئيس الآلية الأفريقية سيدفع في نهايتها بتقرير لمجلس الأمن الدولي يضمنه مقترحات حلول يلزم المجلس الطرفين بتنفيذها، وتوقعت المصادر أن يكون امبيكي ناقش مع وفدي التفاوض وقيادات الدولتين العقبات والعقد التي تعرقل مسار التفاوض، خاصةً ملف فك ارتباط الفرقتين التاسعة والعاشرة بالنسبة لدولة الجنوب ومنطقة (الميل 14)، ولفتت المصادر إلى أن امبيكي قصد من جولته الماكوكية بين عاصمتي الدولتين استكشاف خيارات مسؤولي البلدين لحل العقبات التي يمكن أن تعرقل إمكانية التوصل لحلول نهائية. وفيما يلي قمة البشير - سلفا المقترحة، قالت المصادر إن القمة متفق عليها من حيث المبدأ، إلاّ أنّ توقيت عقدها متروك للتشاور بين الرئيسين والوساطة بحيث تكون أجندتها دافعة للتفاوض، وحول ما أُثير بشأن مقترح لتقسيم أبيي بين الدينكا والمسيرية، أوضحت المصادر أن فكرة التقسيم قديمة واقترحتها الوساطة خلال الفترة الماضية، وأن المقترح قوبل بالرفض من قبل وفد دولة الجنوب، ولم تستبعد المصادر طرح المقترح مجدداً، بجانب مقترح التصويت.