حظى توقيع اتفاق السودان وجنوب السودان على استئناف الرحلات الجوية بين البلدين بعد توقف دام لأكثر من أربعة أشهر بترحيب واسع من خبراء الاقتصاد ورجال الاعمال، وتوقعوا ان يسهم في تعزيز التعاون بين البلدين وتسهيل حركة نقل الركاب والبضائع بين الخرطوموجوبا. وفي ذات السياق اوضح الاستاذ حسن عثمان الخبير في اقتصاديات الطيران ان الرحلات الجوية لجنوب السودان كانت تأخذ نصيب الاسد من الرحلات الجوية الداخلية، واشار الى وجود العديد من شركات الطيران المتخصصة في تسيير رحلات منتظمة في مجالي البضائع والركاب لمدن الجنوب، واضاف: بعضها يقوم برحلات يومية كشركة مارسلان، وصن اير ونوفا بجانب سودانير، وتابع: شركتا بدر وكاتا متخصصتان في خط واو، وألفا وجوبا للطيران تعملان في خط جوبا، أما تاركو فتعمل بين جوبا وواو، اضافة الى الشركات الصغرى التي تعمل في نقل البضائع من وقت لآخر كشركة بانتيو وطيران الولايات. واكد حسن في حديثه ل(الرأي العام) ان شركتي بدر وتاركو اكثر جاهزية الآن للعمل مع دولة جنوب السودان بجانب الراية الخضراء ، هذا في مجال نقل البضائع ، اما في مجال نقل الركاب، فان شركة مارسلان هي الاكثر جاهزية من غيرها. وفي السياق اكدت شركات الطيران الوطنية جاهزيتها التامة للعمل في النقل الجوي لدولة جنوب السودان، وقال الاستاذ احمد ابوشعيرة مدير شركة بدر للطيران: ان الجنوب يمثل سوقا كبيرا للطيران، وهنالك عدد من البضائع والمعدات لا يمكن ان تصل الى الجنوب إلا عبر الطيران، خاصة وان المنطقة يطول فيها فصل الخريف، واشار الى توقف الطيران للجنوب في الفترة الماضية، وقال ابوشعيرة في حديثه ل(الرأي العام): فاقت نسبة اضرر شركات الطيران اكثر من ال(40%)، وكان لذلك اثر سالب، خاصة للبضائع الواردة لدولة الجنوب سواء من السودان او الامارات او من الدول الاخرى، واكد ابوشعيرة ان استقرار واستمرار النقل الجوي بين البلدين رهين بالقضايا السياسية ، ومن المفترض ان يتوسع في ظل الاتفاق الذي تم بين الجانبين. من جهته اوضح د. عثمان البدري وكيل الطيران السابق ان للشعبين مصالح مشتركة، واقتصاديات مترابطة لحد ما ، وان كانت في اتجاه واحد، وان انسيابها في غاية الاهمية للدولتين، وأكد د.البدري ان فتح المعابر سواء الجوية او البرية او النهرية في ظل المهددات الامنية يحتاج لترتيبات جيدة حتى لا يحدث اختراق ويعود الاغلاق مرة اخرى، وقال د.البدري في حديثه ل(الرأي العام) : يجب ان تتم عمليات فتح المعابر بحذر وترتيبات دقيقة وواقعية ليست بالأحلام او تحت الضغوط حتى تستمر وتتطور ، وأضاف : نخشى من فتح المعابرالمتسرع الذي تعقبه ردة فعل غير محمودة، وتابع: يجب العمل بما هو مسموح ومنع غير ذلك، بوضع ترتيبات للعبور سواء لعبور الشخصيات المهمة او البضائع او للافراد العاديين، بصورة قانونية ودستورية وواقعية، وعلى اية دولة من الدولتين ان ترى ما هو مفيد لها، وتبتعد عن غيره، وذلك بارادة الطرفين، وليس بامنيات طرف دون رضاء الطرف الآخر ، وليس بناء على مطالبات دولية او اقليمية من الوسطاء الافارقة اوغيرهم، وحتى يكون التواصل اكثر فائدة يجب العمل بالضوابط القائمة والمعمول بها مع اية دولة حدودية، بان تكون الحركة محسوبة ، وبعيدة عن اية مجاملات او ضغوطات بأي شكل من الاشكال. وفي السياق وصف قنديل ابراهيم قنديل امين أمانة الاتفاقيات باتحاد اصحاب العمل ما تم بالمقدمات ، وأكد انها تصب في مصلحة الجانبين، ولكنها تتوقف على مدى استتباب الامن، وان حجم العمل يتوقف على الاوضاع الامنية ، ولا يحدث التوسع إلا باطمئنان الجميع للناحية الامنية، ودون ذلك لن يصبح للامر جدوى اقتصادية اوغيرها، واوضح قنديل ان ما يحدث ليس في مصلحة الطرفين، ولا مبرر له، واضاف: توقيع الاتفاقية واستعادة النقل سواء بالجو او البر او النهر يزيد تطبيع العلاقات ويقوى الروابط التي لايوجد اي سبب لعملية القطع التي تمت. وكانت حكومتا السودان وجنوب السودان قد وقعتا بجوبا، اتفاقية حول استئناف الرحلات الجوية بين الدولتين بعد توقف دام لأكثر من أربعة أشهر، ورهن رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانية إستأنف رحلات الطيران بإكتمال الإجراءات الفنية، وأضاف رحمة الله : إن هنالك ممرات ستفتح بعد أن تم تحديدها ، وأشار إلى استمرار مباحثات الجانبين لفتح المعابر البرية والبحرية، واكد أن عودة الرحلات بين الدولتين تصب في مصلحة الشعبين في المقام الأول. من جانبه قال ديفيد مارتن وكيل وزارة النقل بجنوب السودان ، إن استئناف عمليات الرحلات الجوية يتوقف على جاهزية الشركات الناقلة، بعد أن وقعت الاتفاقية.