أصبحت الأسواق طاردة في كل شيء إبتداءً من ارتفاع الأسعار التي أضحت تزداد يوماً بعد يوم، وانتهاءً بالعشوائية والأوساخ التي تزاحم المواطنين في سيرهم.. كل الأسواق بالعاصمة القومية تشكو من الأوساخ.. وعلى رأسها سوق (امدرمان والشعبي أمدرمان ). فقد تبدل الحال بهما تماماً ليحل البيع العشوائي محل التنظيم.. وتتناثر الأوساخ هنا وهناك بصورة مزعجة للغاية؛ ما أدى لتكدر المواطنين والتجار على حد السواء.. إذ لا يخلو شارع في أسواق (أمدرمان ? الشعبي ) هذه الأيام من أن يكون مكباً للأوساخ والقاذورات. لقد تحولت ساحات وجنبات الشوارع الرئيسية في هذه الأسواق إلى بؤرة للأوساخ وأكياس البلاستيك الضارة والسامة التي تتلاعب بها الرياح هنا وهناك لتزيد من أزمة النفايات الخطيرة على حياة المواطنين . لقد اصبحت الروائح الكريهة المنبعثة من هذه البؤر المصحوبة بالذباب والحشرات الضارة مألوفة وعادية لدى العاملين بالأسواق والزوار ، وهم اكدوا عجز السلطات المحلية في الحد من استفحال هذه الظاهرة المشينة والمتخلفة التي تزداد مع اقتراب الأعياد وتستمر إلى ما لا نهاية ، فالزائر أسوق أمدرمان أو السوق الشعبي أمدرمان تبدو له الأوساخ الممزوجة بالطين الذي خلفته الأمطار أكثر بكثير من المعروض تجاريا، وتخنق أنفاسه أكياس البلاستيك المملوءة ببقايا الأطعمة المتعفنة والمواد السائلة وبعض الأغراض الساقطة كالأكياس الفارغة والأقمشة الرثة التي تضيف ألوانها وأشكالها لوناً آخر أكثر قتامة وبؤسا مما يعكسه الوجه الآخر للسوق. ولا يقتصر المشهد على هذا النمط الشاذ، فلن تدير بصرك الى اية جهة دون أن ترى بعض السلوكيات التجارية الخاطئة في جانب العرض والطلب. الجميع يحمل المسؤولية للمحليات لفشلهم في إزاحة الأوساخ والقاذورات التي تتراكم يوما بعد يوم لتشكل تحديا حقيقيا لشركات النظافة. مما يستدعي المطالبة بتشديد آليات الرقابة على أداء شركة النظافة واداراتها بالمحليات. مع الوضع في الاعتبار أن انتشار الأمراض وزيادة حالات الحمى والربو وضيق التنفس والتايفويد والاسهالات لدى المواطنين، راجع أساساً إلى هذه الأوساخ. فالأسواق المعنية باتت بؤرة للأوساخ بلا منازع .