ابتهج مواطنو ولاية الخرطوم بتدشين مشروع نظافة الخرطوم الكبرى قبل سنوات والذي هيأ المواطنين والولاية على النظر للنظافة كمشروع تجاري وجمالي في الوقت نفسه وتقبل مواطنو الولاية الفكرة وعملوا على نجاحها لانها تمثل الحل الناجع لمشكلة استعصت على الولاية لعدة عقود وحقق المشروع في فترته الاولى نجاحا مضطردا قبل ان يتراجع ويصير مشكلة من جديد .. اكياس من البلاستيك تنتظر ميقاتها .. ونفايات حان قطافها ولم يأتِ حمالها .. اوساخ تنتشر في الشوارع والميادين ، (الصحافة ) تلقي نظرة خاطفة على حال شوارع اسواق الخرطوم في رمضان . بدأنا جولتنا من سوق ليبيا و حاويات النفايات الموزعة على ارجاء السوق قد فاضت بالنفايات عن جنباتها .. وتحت كل حاوية تتناثر النفايات مقضية على فكرة وجود الحاويات والتي ابتكرت للقضاء على نمط ( الكوش ) ، وتلك الحاويات ليست بعيدة لكنها على جانب الزلط وبقربها يفترش الباعة صنوفاً من البضائع . يقول محمود عبدالله (منظر النفايات بات شيئا عاديا في السوق و تحصيل رسوم النفايات مازال سائدا رغم تدني خدمات النظافة ) ، واستغرب محمود لعدم تفاعل المواطنين والمحليات مع النظافة وكأن الامر لا يعنيهم . تركنا محمود وسوق ليبيا خلفنا وتوجهنا نحو السوق الشعبي امدرمان وهناك وجدنا الفوضى تضرب بأطنابها ومكبات النفايات المنتشرة تمتلئ بالنفايات واسراب الذباب تحدث صوتا يؤكد انها وجدت مرتعا يوفر لها اسباب العافية والروائح النتنة تداعب انوف المارة رغم امساكهم فتحاتها بايديهم واوضح فضل السيد علي ان وجود النفايات بات لا يحرك فيهم اي استجابة وانهم ادمنوا رائحة النفايات بيد انه عاد واكد ان كميات النفايات تتزايد يوميا برغم مرور عربة النفايات مرتين في اليوم . وفي سوق امدرمان حيث يحتشد الناس والحمير والدرداقات والركشات في ازقة ضيقة كانت بقايا مواد تغليف ونقل البضائع من الكراتين والبلاستيك تنتشر في الطرقات .. كان هناك عامل النظافة المسن يعمل جهده في تنظيف الشارع لكن جهوده المعلولة تضيع سدى بضخامة النفايات . في وسط الخرطوم وعند ملتقى موقف الاستاد وجاكسون وكركر كان الوضع اشبه ببقايا اعصار ضرب المكان ... زاد الوضع سوءا وتخبطا الباعة المتجولون الذين « ضيقوا علينا في الطرقات « كما قالت فاطمة الامين والتي شكت من تردي بيئة المكان من كل النواحي . بينما لم يختلف الوضع عن سابقه في سوق اللفة بالكلاكلة حيث يقذف الهواء ببقايا الاكياس والاوراق في كل الاتجاهات .. وفي اي فسحة او ميدان بالسوق كانت الاوساخ والروائح تنتشر في كل مكان .. وعلى البعد كانت شاحنة ترفع محتويات مكب النفايات في باطنها ..وقفت ارصد المشهد كانت الكميات تنبئ بعجز الشاحنة تفريغ باقي الحاويات في وقتها المحدد .. قال لنا احد عمال النظافة ان رمضان يعني بالنسبة لهم زيادة كميات النفايات التي عليهم كنسها ونظافتها .. كنت بصدد مواصلة حديثي مع الرجل بيد انه مضى بعيدا بعد ان رمقني بنظرة لم اعنِ دلالتها !.