لا تزال الجبهة الشرقية للبلاد تشهد تصعيداً متواصلاً خاصة في منطقة القلابات التي ظلت تتصدر الانباء بمقتل اعداد من المواطنين على يد عصابات نهب مسلح تعرف ب«الشفتة» ظلت تهدد امن المواطنين في تلك المنطقة وهو الامر الذي تترتب عليه ضرورة حسم تلك العصابات. ولم يكن حادث امس الاول في منطقة جبل منقستو والذي يقع غرب مدينة القلابات بحوالى (20) كيلو اولها ولن يكون الاخير طالما ان المنطقة تشهد ما يشابه صراع الموارد الذي يتحدث به العلماء في المنابر المختلفة، فالحادث أودى بحياة (9) مواطنين فيما جرح (4) آخرون اصابات بعضهم وصفت بالخطيرة، وحسب التفاصيل التي اعلنت عنها الجهات الامنية فان «تراكتور» يحمل على متنه عدداً من المواطنين السودانيين تعرض لاطلاق نار ما بين منطقة تايا وجبل منقستو من قبل مسلحين مجهولين تشير اصابع الاتهام نحو عصابات الشفتة او مسلحين ينتمون الى القوات النظامية الاثيوبية كما حدث بداية شهر يوليو الماضي عندما هاجمت قوات اثيوبية قوة من الجيش السوداني وقتلت العشرات الامر الذي دعا القيادة العسكرية بقيادة مدير جهاز الامن الفريق صلاح عبدالله الى زيارة اثيوبيا ليوم واحد للعمل على تهدئة الاوضاع على الشريط الحدودى الذي شهد حوادث متفرقة من قبل. غير ان الحادث الاخير يسهم في تعكير صفو العلاقة ما بين السودان واثيوبيا شيئا فشيئا، يدعمها التقارب السوداني الاريتري والذي يعتبر في نظر اثيوبيا خطرا علي العلاقة بين الجانبين. يرجح مراقبون مماطلة اثيوبيا في ارجاع الاراضي في الفشقة الى صراع الموارد الذي يهيمن على المنطقة فاثيوبيا تحتل المرتبة الثانية بعد مصر من حيث عدد السكان خاصة وان الاراضي الزراعية الصالحة للزراعة باثيوبيا محدودة لذلك يلجأ بعضهم الى الزراعة في اراضي الفشقة ويعملون على ارهاب اصحاب الاراضي الاصلية والمزراعين لترك اراضيهم عبرعصابات الشفتة خاصة وان الشريط الحدودى بين البلدين يمتد على مسافة (250) كيلو فيما تمتد المناطق التي تشهد نزاعاً ومشاكل امنية ما بين (60-80) كيلو مترا، ويصف نائب مدير شرطة القضارف ومدير الجنايات والامن العميد حقوقي الطيب عبدالجليل حسين الشريط الحدودى ما بين السودان واثيوبيا بانه وعر ويشهد مثل هذه الحوادث في فترة الزراعة حيث يستفيد المسلحون من الاوضاع الطبيعية التي تلي فترة هطول الامطار، ونوه الى ان الجهات الامنية وضعت خطة لتلافي مثل هذه الحوادث عبر تسيير دوريات من القوات المسلحة والشرطة الى جانب عمل ارتكاز في المنطقة بسرية من الاحتياطي المركزى لضبط المنطقة واشار ان السلطات المحلية قامت بابلاغ السلطات الاثيوبية بالحادث للعمل على ملاحقة الجناة داخل حدودها. ويعتبر كرم الله عباس رئيس المجلس التشريعي السابق لولاية القضارف صاحب الدعوة الى جيش تحرير الفقشة واحد المناهضين للوجود الاثيوبي على منطقة الفشقة حيث يرى ان انهاء هذا الوجود يجب ان يتم عبر السلاح، الا ان هذه الدعوة ستكون من الصعوبة بما كان لانفاذها خاصة وان اثيوبيا تستفيد من عامل ارتفاع ارضها والذي يعطيها ميزة استراتيجية. ويكمن الحل لمثل هذه المشاكل في العمل على ضبط الحدود مابين الجانبين لتلافي اي اشكالات امنية من هذا النوع الى جانب الاسراع في اعادة الاراضي التي ظل يستوطنها مزراعون اثيوبيون منذ تسعينات القرن الماضى أفضت الى مباحثات بين ولاية القضارف والاقاليم الاثيوبية المجاورة لها للعمل على استردادها لتسليمها لاصحابها من ابناء ولاية القضارف. اذًا، فالحلول الاسعافية التي تنتهجها الحكومة لن تجدى نفعا، الا اذا كانت جذرية مدعومة بالارادة السياسية من اعلى مستوي في كلا البلدين، للحيلولة دون ان تكون اراضي الفشقة حلايب اخرى يتم وصفها بانها منطقة تكامل بين البلدين.