غيب الموت صباح الاربعاء الماضى المخرج السينمائى الرشيد مهدى عن عمر ناهز (86) عاما قضاها فى تكوين بناء متين للسينما السودانية التى اهتم بها منذ بواكير حياته ..الرشيد مهدي هو أول من فكر في انتاج فيلم سوداني، فى منتصف ستينيات القرن الماضي، (آمال وأحلام) أول فيلم سينمائى سودانى انتجه مهدى، المعالجة عبر النص كانت بسيطة ولكنها معقدة عند جيل ذلك الزمان. والفيلم اجازه السيد ابراهيم حسن خليل، الوكيل الدائم لوزارة الاعلام حينها، بعد ان شوهد من قبل لجنة تكونت من البروفيسور علي شمو، وأبو عاقلة يوسف، وايمانويل انطون، وقد شجعوا الفيلم كثيراً واشادوا به. بدأ الرشيد مهدي حياته مصوراً وأسس أول مطبعة في شمال السودان في العام 1958م، وامتلك اول كاميرا تصوير فوتوغرافي في الاربعينات من القرن الماضي بعد ان اشتراها من اغريقي كان مقيماً في عطبرة وقرر الهجرة، وهي من ماركة (المونيت) وما زالت تعمل حتي الآن، والتصوير الفوتوغرافي بدأه الاغريق في عطبرة وعمل به كثير من الاغريق والارمن والمالطيين، وافتتح مهدي اول دكان للتصوير في العام 1949م، وانتقل الي دكان آخر في السوق الكبير في العام 1952م. سجل ذلك الفيلم نصرا لصناعة السينما السودانية اذ اعلنت وزارة الصناعة عن تخفيض 10% للآليات المستخدمة في صناعة السينما ولكن اظن ان ذلك الاستثمار(راح شمار في مرقة) بعد ذلك. اول عرض لفيلم (آمال واحلام) كان بعطبرة بتاريخ 24/2/1968م في جلسة مشاهدة رسمية وشعبية متفردا بانه اول فيلم سوداني انتاجاً وفكرة واداءً وتمويلاً وحتى عرضاً! وتبقى الآمال والاحلام مشرعة تخبر عن صاحبها الذى رحل أول أمس بمدينة عطبرة وسط دموع محبيه وعارفى فضله، فالرجل رمز من رموز نهر النيل والنيل والسودان.