قال دبلوماسيون ومصادر مطلعة على المحادثات بين السودان وجنوب السودان، إن البلدين حققا تقدماً فيما يبدو هذا الأسبوع نحو اتفاق سيسمح باستئناف صادرات النفط الحيوية لاقتصاديهما. وقالوا حسب (رويترز) أمس، إنه يمكن أن تحدث خلافات نظراً لانعدام الثقة بين الطرفين وعدم تنفيذ اتفاقات سابقة بالكامل، لكن المزاج السائد في المحادثات يبدو أكثر إشراقاً من الجولات السابقة. وتمارس قوى غربية وأفريقية الآن ضغوطاً على الرئيسين للتوجه الى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في مطلع الأسبوع للانتهاء من المحادثات قبل حلول أجل مهلة مجلس الأمن الدولي في 22 سبتمبر الحالي. وتلقى الرئيس عمر البشير أمس دعوة لعقد قمة مع الرئيس سلفا كير ميارديت بأديس في 23 سبتمبر الحالي. وقال دبلوماسيون إنه بعد أسبوعين من المحادثات يقترب الجانبان من اتفاق بشأن أمن الحدود يُعد أساسياً لتنفيذ اتفاق مؤقت بشأن رسوم نقل النفط تم التوصل إليه الشهر الماضي. ولم يؤكد أي من الجانبين أن الرئيس عمر حسن البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير سيعقدان قمة قبيل نهاية مهلة الأممالمتحدة لكن دبلوماسيين أبدوا تفاؤلاً. وقال دبلوماسي حسب (رويترز): قطعنا شوطاً طويلاً.. لا تزال توجد قضايا تحتاج إلى حل لكن ذلك ممكن.. المناخ في المحادثات إيجابي. فيما قال مصدر بعد المحادثات: المحادثات بنّاءة. وحقق الجانبان تقدماً ويحاولان التوصل إلى اتفاق. لكن دبلوماسياً آخر قال إن الجانبين قريبان جداً من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن نقل النفط، وأضاف بأنهما يبحثان الآن الجوانب الفنية لاستئناف الإنتاج، وتابع: محادثاتهم هذه المرة أكثر تركيزاً وبنّاءة جداً. وفي الأثناء، بحث رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ماريام مع الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين أمس، العلاقات الثنائية بين البلدين ودور أثيوبيا في عملية السلام بين السودان ودولة الجنوب، حيث أكدت أثيوبيا استمرار دورها بصورة أقوى وعلى أساس الحياد في إحلال السلام بين الطرفين. وقال السفير دينا مفتي الناطق باسم الخارجية الأثيوبية حسب (سونا) أمس، إنّ لقاء رئيس الوزراء بوزير الدفاع، تناول عملية السلام بين الخرطوم وجوبا، حيث أكد رئيس الوزراء الأثيوبي التزام بلاده حكومة وشعباً بدعم السلام الدائم بين الجانبين على أساس من الحياد وأن تظل أثيوبيا صديقة للطرفين وذات علاقات متميزة مع الشعبين. وأوضح أن ماريام أعاد تأكيد دور بلاده في عملية السلام استمراراً للدور والإرث الذي تركه رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي، بل وأن دور أثيوبيا سيكون أقوى في مجال دعم السلام من أي وقت مضى، وأشار الى ان ماريام تحدث مع وزير الدفاع حول عدة موضوعات خاصة العلاقة بين السودان وأثيوبيا، واطلع وزير الدفاع المسؤولين الأثيوبيين على سير المباحثات والتفاوض، وقال إن المحادثات أشارت الى أن معظم الموضوعات في المفاوضات تم حسمها وأن هناك اتفاقاً تم على موضوعات كبرى مثل التجارة والاقتصاد والبترول، وأشار لوجود خلاف حول موضوعات لم يتم حسمها حتى الآن، ولكن الناطق قال: يبدو أنّ وزير الدفاع مُتفائلٌ جداً بأنّ هذه المفاوضات ستختتم باتفاق بين الدولتين. وفي الأثناء، عَاد وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة مالك عقار وياسر عرمان إلى مقر المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بعد رحلة إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن، فيما يسعى الوسطاء لاستكمال التفاوض حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وقال ياسر عرمان رئيس وفد التفاوض من جانب القطاع للصحفيين حسب (الشروق) أمس، إن وفده سيتباحث مع آلية الوساطة الأفريقية بقيادة ثابو امبيكي حول ما أسماها مجمل المشكلات الأمنية في السودان، وأشار إلى أن وفده جاء للمفاوضات بكامل هيئته لاستئناف التفاوض.