انتقد د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، الأساليب العنيفة التي استخدمتها القوات النظامية لصد المتظاهرين من خلال مهاجمتهم للسفارتين الألمانية والأمريكية بالخرطوم. وطالب د. عصام في خطبة الجمعة بمجمع النور الإسلامي أمس، بعدم الإسراف في استخدام القوة المفرطة لإيذاء المواطنين، وقال إنّ واجب القوات النظامية تأمين مسيراتهم بالاتفاق مع قادة المسيرات وأن تقدم أسلوباً يليق بمقام المسلمين وتكف عن استخدام القنابل المسيلة للدموع التي تؤثر على صحة المواطنين، وأوضح أن ما حدث في المسيرات مطلوب شرعاً في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا المصلين لضرورة الاجتهاد في المزيد من التعريف برسالة النبي صلى الله عليه وسلم بمختلف اللغات والوسائل الحديثة المعاصرة لإقامة الحجة على الذين يقفون ضد الإسلام والمسلمين، ودعا د. عصام، جامعة الدول العربية والإتحاد الأفريقي والمؤسسات القانونية للتحرك بإصدار قانون دولي يحرم الإساءة للأديان، وسخر من الذين ينادون بالحرية في الأديان. وقال: (الحرية عندما تسيئ إلى أديان الآخرين تصبح فوضى)، وأضاف: نقول للبعثات الدبلوماسية هذا جهاد والله أمرنا بالدفاع عن ديننا وعرضنا وأرضنا. وفي السياق، حَذّرَ د. عبد الحي يوسف خطيب مسجد خاتم الأنبياء بجبرة، من أن يتحوّل الأمر إلى معركة بين المواطنين والشرطة والحكومة، وقال في خطبة الجمعة أمس، إن المظاهرات وسيلة للوصول إلى غاية وهي وصلت والحمد لله، وأضاف: إنّ الدعوة للمظاهرات في هذا اليوم لا معنى لها وإنما فقط تكون دعوة للعنف وإثارة الفتن. وفي سياق آخر، طالب د. عصام البشير الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بضرورة المشاركة في صياغة دستور البلاد القادم وتوسيع قاعدة الحوار، وأكد أنه لا يجب أن يمنع أو يستثنى أحد من المشاركة والتعبير عن الرأي، وأضاف: من حق القوى السياسية أن تدلي برأيها في حق الوطن لأن منعهم يؤدي لتولد الفتن والنزاعات. ووصف د. عصام دعوة المؤتمر الوطني الأحزاب للمشاركة بالحميدة، وقال إن هذا الوطن ليس ملكاً لأحد وأن المؤتمر الوطني لا يمثل الوصاية عليه، وأكد ضرورة الخروج من ضيق الحزبية إلى براحة الوطن وأن يكون الدستور معبراً عن قيم المسلمين والاعتماد على الكتاب والسنة مرجعاً للدستور في المعاملات وغيرها، وأكد أنه لابد من قيام نظام يقع فيه التراضي بين الناس إضافةً لتعميق قيم ومبدأ مكافحة الفساد، ولفت إلى أن البلاد عانت من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية في الفترة الماضية، وتابع: آن لها أن تكون مستقرة من خلال اللجوء إلى مبدأ الشورى والحوار وينبغي على الآخرين أن يبادروا بهذا المبدأ ويطرحوا رؤيتهم وأفكارهم.