تنشغل وسائل الاعلام الزيمبابوية هذه الايام بالجدل حول شرعية زواج رئيس الوزراء مورجان تسفانجيراي من اليزابيث ماتشيكا التي تصغره بخمسة وعشرين عاما .. ولكن ليس فارق العمر هو الذي يثير الجدل ، وانما صدور حكم قضائي يؤكد ان لتسفانجيراي زوجة سابقة بعد وفاة زوجته الاولى سوزان التي توفيت في حادث سير في العام 2009 وسط شكوك حول دوافع سياسية وراء العملية التي تزامنت مع حملته الانتخابية، واضطر تسفانجيراي الى اللجوء الى الزواج العرفي طبقا للاعراف المحلية التي تسمح بتعدد الزوجات ، ولكنه لن يكون بمقدور المعارض الابرز للرئيس موجابي من تسجيل عقد زواجه رسيما بسبب الحكم القضائي ضده والذي ترى الكثير من التقارير الصحافية ان الامر في مجمله لا يعدو اكثر من تنافس سياسي ومحاولة من انصار الرئيس موجابي من استثمار الازمة سياسيا بدلا من كونها جدلا قانونيا واجتماعيا ، حيث يسعى موجابي الى الترشح في انتخابات العام المقبل لتمديد سنوات حكمة المستمرة لاكثر من ثلاثين عاما ويشكل مورجان المنافس الرئيس لموجابي والذي استطاع في الانتخابات الاخيرة ان يحصل على اصوات مقدرة رغم هيمنة حزب موجابي وعمليات التزوير الواسعة التي شابت الانتخابات ونجح مورجان بدعم من الدول الغربية من فرض النموذج الكيني في تقاسم السلطة مع الرئيس موجابي حيث اتفق الطرفان على ان يتولى مورجان رئاسة الوزراء على غرار الاتفاق الكيني الذي تولى بموجبه رايلا اودينغا رئاسة الوزراء وظل كيباكي رئيسا بعد اعمال العنف التي رافقت انتخابات العام 2007 ويبدو ان قضية زواج مورجان ستشغل الرأي العام لوقت طويل بعد ان ظهرت امرأة تدعى لوكارديا كاريماتسينجا اثبتت انها كانت زوجة لمورجان عرفيا هي الاخرى وبحسب القوانين الزيمبابوية يمكن للرجل الزواج عرفيا من اكثر من امرأة لكن اذا سبق له الزواج عرفيا فإنه يمنع من توثيق الزيجات التالية لزواجه الاول،وقبل ايام أقامت امرأة اخرى من جنوب افريقيا تدعى نوسيفو ريجينا شيلوباني دعوى قضائية تطالب بوقف الزواج قائلة انها كانت مخطوبة لمورجان منذ العام 2009 الجدل القانوني والسياسي حول شرعية زواج مورجان يكشف جانبا من طبيعة الصراع على السلطة في زيمبابوي التي لا تقبل التعدد لا في الزوجات ولا الاحزاب والممارسة السياسية ، وسيشعل هذا الصراع التنافس السياسي بين الرجلين فلدى مورجان قدرة وصبر كبيرين في عراكه المستمر مع موجابي المتشبث بالسلطة في زيمبابوي لأكثر من ثلاثين عاما.