الرائحة التي تبعث على الغثيان تدلك على بركة (العفن) الكبيرة، في البركة يصول الدود ويجول الذباب، في حين يساورك احساس بان البركة تفور تحت لظي الشمس الحارقة، الزائرون الجدد لمدينة الدويم اذا سألوا عن مصدر الرائحة النتنة دلهم سكان المدينة على سلخانة الدويم التي افتتحت في العام 1972م، واستنادا للتوسع السكاني، فان اعداد الذبيح في السلخانة ارتفع عشرة اضعاف عما كان عليه قبل اربعين عاما ونيف، بالمقابل فان السلخانة التي باتت محاطة بالمساكن والورش وزريبة البهائم والسجن والمنطقة الصناعية الخ، بقيت كما هي بمقوماتها (الأولية) ذات القوائم و(العراضات) والشناكل التي تعلق عليها الذبائح، وفي ظل تراجع الاجهزة الرقابية والصحية، فان ضمانات سلامة الذبيح لا تتوافر دائما، ورغم ان السلطات المحلية تتحصل رسوما ذات مسميات متعددة، إلا ان مستوى النظافة في السخانة يكاد يكون (تحت الصفر) الذي يضاف لأصفار اخرى تسجلها الكلاب الضالة التي تتغذى على فضلات الذبيح، صحيح ان السلطات المحلية قطعت شوطا لابأس به في بناء سلخانة جديد بمواصفات جيدة، ولكن العمل في السلخانة توقف قبل نحو خمس سنوات، وفي واقع كهذا، فان سلخانة الدويم التي تغرق في عفونة البركة السوداء الكبيرة المجاورة ستبقي هي المعلم الابرز في مدينة كانت معالم شعار بخت الرضا منها ا شاع نور العلم لكل ارجاء السودان.