دعا إدريس محمد عبد القادر رئيس وفد الحكومة لمفاوضات أديس أبابا مع دولة جنوب السودان، الأجهزة المختلفة بما فيها الأجهزة الإعلامية إلى تحري الدقة في التحليل والتعليق على بنود الاتفاقية والاعتماد على المعلومات. وقال إدريس خلال لقاء تنويري لأعضاء مجلس تشريعي الخرطوم أمس: نريد من الإعلام أن يدفع لعلاقة طيبة بين الدولتين حتى نصل بهذه الاتفاقية للتعاون والتكامل، وأضاف: يجب أن نحسن الظن وننسى مرارات الماضي ونبتعد عن العدوان، وأضاف: لابد أن نحيطها بسياج سياسي واجتماعي واقتصادي واقٍ، ونسوقها نحو تحقيق الأهداف. ونوّه إدريس إلى أنّ اتفاق الترتيبات الأمنية مع الجنوب يمثل ضربة قوية للحركات الدارفورية المسلحة، حيث تلتزم دولة الجنوب بموجب هذا الاتفاق بعدم دعم وتمويل وإيواء هذه الحركات، وأضاف بأن اتفاقاً كهذا يمهد الطريق أمام إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح، وأردف بأن اتفاق الترتيبات الأمنية نص على اجتماع أجهزة الأمن والمخابرات في كل بلد للوقوف على إدعاءات كل طرف بشأن دعم وإيواء الحركات المعارضة، ما من شأنه الإسهام في إعادة بناء الثقة المفقودة بين الجانبين. من جانبه، أمّن ميانق دوت وول سفير جوبابالخرطوم على ما ذهب إليه عبد القادر، وقال: المطلوب من الطرفين الجدية في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه حتى تعود المنفعة للشعبين، وينعم مواطنو الدولتين بالأمن والاستقرار، وأضاف: لا نريد العودة للماضي. من ناحيته، أشاد محمد الشيخ مدني رئيس تشريعي الخرطوم، بجهود الوفد المفاوض من أجل التوصل للاتفاق، وناشد حكومتي البلدين بالإسراع في تنفيذ بنود الاتفاقيات التي من شأنها الإسهام في عودة الحياة لطبيعتها بين الدولتين الجارتين، وأوضح مدني أن الهدف من الجلسة تنوير الأعضاء بما تم في الاتفاقية، وقال إن دراستها شأن إتحادي وإن الفرصة متاحة فقط للاستفسار وتوضيح النقاط وليس لدراستها، واعترض رئيس المجلس أول عضو حاول التعليق على ما ورد ذكره. وفي الأثناء، وصف د. برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام والبث الإذاعي بجنوب السودان طرد الحكومة السودانية لقائد المليشيا الجنوبي جيمس قاي واعتقال (5) من ضباطه و(24) جندياً بالخطوة الجادة، وقال بنجامين حسب (الشرق الأوسط) أمس، إن مداهمة السلطات السودانية منزل قائد المليشيا الجنوبي جيمس قاي تعتبر خطوة جادة من جانب الخرطوم في إطار تنفيذ الاتفاق الذي وقّعه رئيسا البلدين عمر البشير وسلفا كير ميارديت في أديس أبابا، وأضاف بأن هذا اتجاه جديد من السودان نقدره وندعمه وسنمضي معاً في تنفيذ الاتفاقيات التي وقّعناها معهم، وقال إن الخطوة تعزيز للثقة في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة. ونفى بنجامين أي وجود لقوات الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية بالشمال في بلاده، وقال إن الاتفاقية وضعت آليات للمراقبة سواء في الحدود بين البلدين أو غيرها وإن الطرف الآخر سيعرف إن كان هناك وجودٌ لقيادات أو قوات من المعارضة في جنوب السودان، وأضاف: ليس هناك وجود لمعارضة مسلحة ولا نسمح لها بالانطلاق من أراضينا ونحن جرّبنا الحرب خمسين عاماً ولا نريدها أن تعود مَرةً أخرى، وأشار لوجود لاجئين من النيل الأزرق وجنوب كردفان مسجلين لدى المنظمات الدولية بما فيها الأممالمتحدة وليس لديهم أي نشاط سياسي أو عسكري، وأبدى استعداد جوبا للعب دور في حل المشكلة بالمنطقتين، وقال: لابد من حل المشكلة سياسياً والرئيس سلفا كير يمكن أن يقدم مساعداته في ذلك لأننا لا يمكن أن نساعد بالحرب في حل المشاكل وحرب خمسين عاماً انتهت وإلى الأبد، وأضاف: لابد أن يعيش البلدان وكل المنطقة في سلام، وقال: نحن متفائلون في أن تمضي الاتفاقيات إلى خطوات أخرى جادة لا سيما بعد حل مشكلة منطقة أبيي وترسيم الحدود، وتابع: لابد من حل قضية أبيي وننتظر قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بنهاية الشهر الحالي.