ذكر كثيراً أن سنار عاصمة السلطنة الزرقاء تعرضت للإهمال ولم يسع أحد كي يفسر لنا كيف اندثرت مدينة من الوجود، وكانت عاصمة السلطنة الزرقاء التي امتدت لأكثر من ثلاثة قرون والآن إذا حاول شخص أن ينقب عن الآثار أو أطلال لا يجد شيئاً ،في حين أن أحمد بن الحاج علي الذي اشتهر بمخطوطته كاتب الشعرنة يصف سنار في صفحتي (31و32) بالآتي : السلطان بادي أبو دقن بنى قصر الحكومة وجعله من خمس طبقات فوق بعضها ، وبنى أماكن عديدة لوضع مهمات الحكومة من أسلحة وغيرها خلاف بيوت الحريم وديوان جلوسه، ووصف الرحالة كرمب أن القصر من السعة بحيث لا يستطيع الإنسان إحاطته مشياً على الأقدام في أقل من ثلاثة أرباع الساعة. أيضا أشار الرحالة روسيجر في كتاب (جاي سبوندنق)عصر البطولة في سنار (ص11)(أن سنار من بين حواضر كل أفريقيا هي الأقرب لأن تكون أكبر مدينة تجارية وتصل القوافل إليها تباعا من القاهرة ودنقلا والنوبة وعبر البحر الأحمر من الهند وإثيوبيا ودارفور وبرنو والفزان (ليبيا حاليا) وممالك أخرى. ومع القاهرة فإنها واحدة من أكثر المدن سكاناً،وكان يقام سوق الفاشر في ميدان أمام قصر السلطان باجود ، أيضا بعد الغزو التركي طرد الأتراك الفونج واستغلوا مدينة سنار عاصمة لهم لمدة سنتين وكان يبلغ تعداد منازلها (300) منزل كانت مبنية بالطوب الأحمر والجير القوي كما ذكرها كاتب الشعرنة أيضا. وعدد سكانها خمسة عشر ألفاً وبيوت كبار التجار تتميز بالاتساع ومبانيها مكونة من طابق أو طابقين تحيط بها جدران عالية منحدرة للداخل وفي الغالب لا يرى فيها غير عدد قليل من الفتحات الصغيرة التي تسمح بدخول القليل من الضوء وبعض الفتحات الأكبر تحليها مشربيات خشبية كما في القاهرة. أين ذهبت هذه المدينة؟ هل غاصت في باطن الأرض؟ هل ضربها زلزال مدمر؟ إذن أين ركامها؟ أم هل عندما شيد خزان سنار في عشرينيات القرن تم تحويل مجرى النهر وغمر المدينة؟ هذه أسئلة مشروعة ونريد لها إجابة نتمنى أن نسمع شيئا من المؤرخين والباحثين. عمر عدلان المك حسن وكيل ناظر شمال الفونج سنجة 0913616189