يبدو أن العد التنازلي لأفول ما يسمى بمنبر السلام العادل قد بدأ منذ توقيع اتفاقية أديس أبابا في الأسبوع الماضي - التي حازت على موافقة غالبية السودانيين.. شماليين وجنوبيين.. رغم شكوك بعضهم حول التنفيذ الفعلي الكامل لبنودها.. منبر السلام العادل عبر صحيفة «الإنتباهة» وقف وحيداً أمام التيار الكاسح، بمعارضة شرسة لهذه الاتفاقية خاصة بند الحريات الأربع.. ويقول المتابعون لمسار تلك الاتفاقية إن إدريس عبد القادر رئيس وفد التفاوض لأديس أبابا كان يقصد منبر السلام العادل،عندما قال إنه تلقى رسائل تهديد بتأليب أئمة المساجد لإجهاض اتفاقية التعاون مع الجنوب عبر المساجد.. فقد قال عبد القادر في تنوير قدمه لمجلس تشريعي ولاية الخرطوم إنه يتمنى أن ترتفع الحريات إلى «40» وليست أربعة. ووصف رافضيها أنهم (خارج التاريخ). ويرى المراقبون أن كبير المفاوضين كان يعني منبر السلام العادل دون ذكر اسمه.. وكما هو معروف فإن المحرض الرئيسي لأئمة المساجد لمناهضة الاتفاقية هو هذا المنبر الذي يتهمه الكثيرون بالعنصرية وكراهية الإخوة الجنوبيين.. وكما يعتقد فإن والي الخرطوم هو الآخر كان يشير إلى صحيفة «الإنتباهة» عندما اشتكى أمام مجلس الوزراء الاتحادي يوم الأحد ووصفها دون ذكر اسمها بالتخريبية، وطالب المجلس بردع تلك الصحيفة.. (قوة عين ) الإنتباهة بلغت حد نشر مقال في 28 يوليو الماضي بقلم راتب بتلك الصحيفة.. فقد كتب د. عارف عوض الركابي مقالاً في «الإنتباهة» بعنوان «عنصرية مرفوضة» استهجن فيه ما يكتبه د. عبد القادر عبد الماجد يومياً بذات الصحيفة .. وقال د. الركابي إن مقالات الأول «لهو العنصرية العصبية القبلية المذمومة. وهي صفات الجاهلية التي حذر منها الإسلام ونهى عنها لقبحها بل خبثها».. وتحدث الكاتب عن الإخوة الجنوبيين «ففى الجنوب لنا أخوة وأحبة وزملاء من المسلمين الذين تجاوز عددهم «20%» أي قرابة ربع مواطني دولة الجنوب.. وتساءل: «فهل من المناسب أن يقرأ إخواننا هذه الكلمات وحتى غير المسلمين فإن خطابنا لا ينبغي أن يتجه لحملهم لبغض هذا الدين العظيم.. وأضاف د. الركابي «ان هذه العبارات الخاطئة الآثمة.. يجب سحبها- فلا يليق بهذه الصحيفة «الإنتباهة» .ولكن محامياً سودانياً ذهب أبعد من ذلك في الهجوم على منبر السلام العادل.. فقد كتب حسام الدين التجاني في صحيفة «آخر لحظة» بتاريخ 8 أغسطس متهماً هذا المنبر بتهديد الأمن القومي السوداني.. في مقالة احتلت نصف صفحة طالباً مولانا مجلس الأحزاب السياسية بإعمال سلطاته وإنفاذ القانون على منبر السلام العادل وتقديم جميع قياداته وموظفيه الكتاب إلى المحكمة».. وتحدث المحامي عن «مجموعة مقاتلة كبيرة من أعضاء المنبر اتجهت إلى مدينة الدمازين وهم يرتدون الزي العسكري ويعصبون رؤوسهم بالعلامات والأشرطة الحمراء «دبابين» وتلى ذلك إنشاء «كتيبة» للتوجه لمناطق العمليات بجنوب كردفان وأقيم احتفال لوداعها بميدان المولد أمام مقر منبر السلام العادل بمنطقة السجانة.. وقال إن ذلك النشاط الذي يقوم به المنبر «يخالف» القانون الذي يحظر تشكيلات عسكرية سرية أو علنية سواء كان بداخل أو خارج القوات المسلحة أو من أية قوات نظامية»..