قبل أيام ضربت المدفعية التركية الأجزاء القريبة من الحدود مع سوريا.. وقالت إن دانات أطلقت من سوريا على أرض داخل تركيا.. وقبلها أسقطت سوريا طائرة تركية قالت إن قصفها أتى عن طريق الخطأ وهكذا تبدأ الحرب، وبالرغم من أن سوريا لم ترد بالمثل.. وقالت إنها تحقق في الأمر.. يبدو أن العالم الغربي والعربي المؤيد للتدخل العسكري في سوريا أراد ان تكون تركيا هي مخلب القط وان تبدأ بالحرب.. لأنه يريدها ان تكون رأس الرمح في الحرب على سوريا ومن ثم إسقاط النظام السوري الذي أصبح عصياً على كل المقاتلين ثم حلهم من خارج سوريا حتى أصبحوا جيشاً كاملاً.. حين انضموا للمعارضة السورية وللمنشقين من الجيش السوري الحكومي.. ورغم تزايد العمليات.. وقيام المقاتلين المستوردين والمنشقين من الجيش السوري، وقيامهم بضربات داخل المؤسسة القومية العسكرية السورية، إلا أن النظام ما زال ثابتاً وقوياً.. تركيا الوحيدة المؤهلة لبدء الحرب.. لان فكرة تكوين قوات عسكرية من الدول العربية تحت أي مسمى فكرة لا تخلو من سذاجة، ولن يكتب لها النجاح.. لأنه لم نسمع بأن قوات عربية استطاعت ان تلحق الهزيمة العسكرية بأي جيش عربي أو غيره، واليمن آخر مثال .. وهناك علاقات تاريخية بين اسطنبول ودمشق، وهناك تداخلات بين الشعبين.. وعلاقات قوية.. إلا ان الجيش التركي يقاتل قوات حزب العمال التركي في حدود تركيا مع العراق، وأحياناً يتوغل الجيش التركي إلى داخل حدود كردستان العراقي.. هذه جهة ليست هينة، فكيف يمكن للجيش التركي والذي تعرف قوته جيشه وعتاده المتطور ان تصبح جبهة جديدة أخرى في حدوده مع سوريا.. لقد استغلت اسرائيل انشغال الدول العربية في الأزمة السورية، ويجتمع القادة العرب بين الفترة والأخرى ويطلقون التصريحات النارية .. بينما هم منشغلون بتوريد السلاح والموت للشعب السوري، فإن عدو العرب الأول في المنطقة اسرائيل تحقق انتصارات هائلة في القارة الأفريقية، وقد بلغ تمثيلها الدبلوماسي أكثر من «40» دولة افريقية.. وهذا عدد كبير بالنسبة مما كان عليه الحال ما قبل حرب 1976 والتي حدثت بعدها انتكاسة كبيرة في العلاقات الأفريقية الاسرائيلية .. المزعج في الأمر.. ان الوجود الصهيوني أصبح كثيفاً في شرق افريقيا.. أي توطين في 5 سفارات وهي من المناطق التي كانت عصية جداً على اسرائيل ومن ضمن هذه المنطقة دولة جنوب السودان والتي عينت فيها اسرائيل دبلوماسياً مخضرماً ومهما لدى اسرائيل ويدعى حاييم كورن في إشارة واضحة إلى أهمية دولة جنوب السودان في حفظ الدبلوماسية الإسرائيلية.. وتشير الأنباء التي نشرت في كثير من مواقع الانترنت.. أن إسرائيل عينت دبلوماسية شابة متخصصة في الشؤون الأفريقية اسمها شارون بارلي الى دولة غانا بعد غياب اكثر من ثلاثين عاماً.. وجاء في الأنباء ان في الطريق سفيرة اسرائيلية يهودية من أصل أثيوبي سوف تعين سفيرة لدى أثيوبيا.. ويقول المراقبون.. ان هذا التعيين قد ساعد اسرائيل في تجديد طلبها بقولها كعضو مراقب في منظمة الوحدة الافريقية.. شحنات السلاح الاسرائيلي تتدفق على عدد كبير من دول افريقيا.. وبلغت صادراتها عام 2006م أكثر من «106» مليارات دولار.. وجاء في مواقع أخرى في الانترنت مهتمة بالتعاون الاسرائيلي الافريقي ان اسرائيل دعمت «16» مشروعاً في افريقيا تمويلاً كاملاً، وان هناك طفرة هائلة في التبادل التجاري بين اسرائيل وعدد من دول افريقيا في مجالات الزراعة والأحجار الكريمة وبقية المجالات ويقود هذه الطفرة عسكريون ورجال استخبارات ورجال أعمال.. وقال موقع آخر.. ان اسرائيل قدمت مجموعة من الصفقات العسكرية الغامضة لدول اثيوبيا ونيجيريا ويوغندا شملت طائرات بدون طيار.. هذا الاختراق الاسرائيلي للقارة الافريقية وتحقيقها لنجاحات كثيرة.. يعتبر شهادة إخفاق للدبلوماسية العربية..