تعرضت مدينة ودمدني وبعض المدن الصغيرة والقرى المجاورة ومنها سنار والحصاحيصا إلى غزو مخيف من الحشرات من فصائل الجنادب والخنافس والصراصير بأنواعها وأشكالها المختلفة أدت إلى موجات من أمراض الحساسية. فقد استقبلت أقسام الحوادث بمستشفى مدني وبعض المستشفيات الأخرى والمراكز الصحية الذين أصيبوا باختناقات جراء أمراض الحساسية ومنها الأزمة - الاختناق يؤدي إلى عدم استنشاق الأوكسجين. وذكر أيضاً أن وزارة الصحة وأجهزتها قد أجرت جهوداً كبيرة للسيطرة على انتشار الحالات بين المواطنين الذين توافدوا في اليومين الأولين أيضاً قامت الوزارة برش المدينة من جراء الحشرات التي اكتسحت المنطقة بسرعة هائلة وأحدثت أضراراً خطرة للبيئة تأثر بها سكان المدينة كما أجرت السلطات المختصة جهوداً مماثلة في المناطق المجاورة ولتنوير القراء بهذا الغزو الحشري الخطير. أجرت (الرأي العام) بمدني تحقيقاً صحفياً مزوداً بالصور حول هذا العالم الساحر عالم الحشرات ورجعت إلى بعض المراجع العلمية واستعانت بالدكتور موسى عبد الله رئيس قسم تصنيف الحشرات بهيئة البحوث الزراعية ويعتبر من أميز كبار رجالات البحث العلمي لعلوم الحشرات بالهيئة وله 36 جزئية خبرة ودراسات ممتدة مع دقائق هذا العالم الحشري وسلوكياته وتأقلمه مع الطبيعة ونختصر المعلومات لتتواكب مع الحدث الداوي- زحف الجنادب وغزوها لجميع المرافق والمنازل والطرق والحدائق والأشجار. قال الخبير د. موسى عبد الله ان علم الحشرات بحر بلا شاطئ أو مرفأ مليء بالعجائب والقدرات الهائلة التي وهبها الله لتلك الكائنات وهي أكثر تنوعاً وانتشاراً وكما تشير بعض المراجع للمختصين في (علم وظائف الحشرات) أن الحشرات تكون أكبر مجموعة أحياء على ظهر الأرض إذ تشكل نحو 75% من مجموع الحيوانات (المملكة الحيوانية) وتمثل مجموعة الخنافس 50% وأن العدد المقدر للحشرات تبلغ نوعياته عشرة ملايين بينما الإنسان نوع واحد. وقدم الدكتور موسى نماذج لمجموعات من الجنادب محفوظة ومحنطة بمعمله منذ عام 1922م لنوعية من الجندب الأمريكي الذي يوجد عادة بالمراحيض والسايفونات ونوعيات لجنادب أخرى محنطة من عام 1928م وأخرى في 29 و 1972م ولا زالت سالمة بلا تحلل. مشيراً في ذلك أن التسميات العلمية والأنسجة الازدواجية لكل الأحياء جنس ونوع وأعد تلك النماذج العالم السويدي (ليني) وقد قام العالم السويدي بتحنيط تلك النماذج وأمن عليها وحفظها في احد المعامل والمتاحف بجامعة السويد. وقال دكتور موسى عبد الله ان الحشرات تعتبر ثروة قومية حيث أن بعض المجموعات منتجة كالكانسة التي تنظف الأرض وتحلل جيف الحيوانات الميتة وأيضاً تحلل مخلفات النبات الضارة وبهذا تصبح هذه المجموعات مفيدة للخدمات الصحية والتي بدونها لأصبحت الفطريات والبكتريا تكون جبالاً من الأوساخ الخطرة على حياة الإنسان بل أن بعض هذه الحشرات تكون الحلقة الغذائية للطيور والضفادع والسحالي والأسماك والضببة وغيرها وقال إن نفس هذه الحشرات بدورها تتغذى من المخلفات النباتية. وقال إنه ينبغي أن يصحح الإنسان مفاهيمه وأن لا يتعامل مع الحشرات باعتبارهاً عدواً أو منافساً له بل يمكن للإنسان أن يوقف الظروف التي تساعد على تكاثر الحشرات بالصورة التي تهدد الطبيعة أو حياته، ولكن مع هذا فإن للإنسان فرصاً لعزل السموم من الحشرات واستخدامها في التغذية البشرية وأن الانفجار السكاني المنتظر للبشر ستجعل الإنسان يستغل الموارد الطبيعية وأن الحشرات أحد مصادر الغذاء للإنسان. وقال د. موسى وهو يتحدث عن الجنادب التي غزت ود مدني وأدت إلى موت امرأة. حقيقة الأمر أن الوفاة جاءت من الحساسيات لديها بجانب اصابات أخرى لآخرين. وتحدث بروفيسور/ حسان عمر كنان مدير مركز أبحاث الحشرات السابق وقال أكدت التجارب الموجودة أن الجنادب تأتي وتمر بفترات كل 10 ? 15 سنة يحدث انفجار في توالدها وانتشارها والأسباب غير معلومة.. وأن غزارة معدلات أمطار موسم 2003م أدت إلى تزاوجها وانفجارها بكثرة وأنه نهاية خريف هذا الموسم 2012م ساعد في فقس بيض حشرات الجنادب وظهرت بهذه الصورة. وقال حسان أن هناك اعتقاداً بأن الضوء يساعد على تكاثر الجنادب ولكن الضوء في حقيقته يساعد على انتحارها وهلاكها كما أن قلة درجة الحرارة يساعد على خطورتها ويخنق بعض الناس من الذين يعانون أمراض الحساسية. ويقول بروفيسور/ نبيل حامد حسن بشير رئيس قسم المبيدات والسميات بجامعة الجزيرة في إحدى إصداراته في علم وظائف أعضاء الحشرات أن بيض بعض الحشرات يعطي عدداً من اليرقات لكل بيضة بدلاً عن يرقة واحدة وهذا ما يسمى بتعدد الأجنة كما يحدث أن تنمو البيضة دون إخصاب وهذا ما يسمى باسم التكاثر العذري البكاري وعلى المستوى الصحي العام تردد أن مقالب الأوساخ المنتشرة بمدينة مدني ومنطقة حلة حسن وعووضة والإنقاذ وموبي وبعض القرى العشوائية ، أكثر المناطق التى غزتها الجنادب بمدينة ود مدنى ،