بعد تجاذبات عنيفة نجحت هيئة الطيران المدني في فصل الجسم الرقابي عن التشغيلي في خطوة وصفها خبراء ومختصون بالجيدة وفقاً لمطلوبات المرحلة ومواءمة التغيرات العالمية، وتطوير صناعة الطيران، وتوصيات منظمة (الايكاو)، بجانب تجويد الأمن والسلامة التي أثارت لغطاً كثيفاً لكثرة الدماء المبعثرة على سماء الخرطوم نسبة لكثرة الحوادث الفترة الماضية. إحتفالية هيئة الطيران المدني التي أقيمت بقاعة الصداقة وسط حضور نوعي أمس، أوضحت بالتفصيل الإستفادة من فصل الرقابة عن التشغيل بالهيئة. وأكد الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع، أن فصل الجسم الرقابي عن الأجسام التشغيلية له مردود إيجابي في صناعة الطيران في البلاد، ويحقق الأمن والسلامة وراحة المواطنين، وقال إن مخرجات المشروع تتضمن تأسيس السلطة المنظمة للطيران بإعادة الهيكلة وتطوير السياسات والأجزاء والأنظمة وفصل الأجسام التشغيلية وتحويلها إلى وحدات وفق منهجية إدارة الأعمال . وأكد وزير الدفاع حرص الدولة على أن تأخذ الشركات العاملة في مجال الطيران استقلاليتها وتتطور الصناعة لتواكب السياسة العالمية في صناعة الطيران واتباع المعايير والنظم العالمية وأوضح أنه يحق للطيران المدني أن يفخر بما تم من إنجاز كان في الماضي حلما يراود الحادبين على الطيران المدني حتى تحقق بالأمس بعد جهود مضنية. وأعلن الوزير عن انطلاق فصل الجسم الرقابي عن التشغيلي إعتباراً من اليوم، وأشار إلى أن الدولة ستصدر قريباً قرارات بشأن دفع عملية الفصل إلى الأمام، وأضاف (بهذه الخطوة نكون قد خلدنا مشوار ال (75)عاماً للطيران المدني. فيما اعتبر المهندس محمد عبد العزيز المدير العام لهيئة الطيران المدني، فصل الجسم الرقابي عن التشغيلي بأنه تحول كبير وعلامة فارقة واتجاه جديد في تطور الطيران المدني وصناعته، وأكد وجود شواهد عالمية كثيرة تؤكد نجاح فصل وحدتي التشغيل والرقابة. وأوضح أن الاستراتيجية تأسيس لشبكات وصل بين الهيئة والمحطات العالمية، وتأسيس لكوادر جديدة في الصناعة وإعادة الثقة للطيران المدني السوداني عالمياًً، وأكد عبد العزيز أن الفصل بين الوحدتين سيؤدي إلى مزيد من المهنية والتواصل مع العالم الخارجي وتطبيق توصيات (الايكاو). وأشار مدير هيئة الطيران المدني إلى أن المنظمة العالمية (الايكاو) أزالت كل التحفظات على قطاع الطيران بعد التدقيق الأخير، وأوضح أنهم يتلقون الطلبات للعمل في الأجواء السودانية. وأكد عبد العزيز أن إيجابيات الفصل بين وحدتي التشغيل والرقابة له عدد من الايجابيات في الاقتصاد السوداني، وقال إن الفصل سيؤثر إيجاباً على اقتصاديات الطيران المدني، ويزيد من الناتج المحلي، وزيادة حركة التوظيف. لكنه أشار في المقابل إلى أن الفصل يتطلب من شركات الطيران أن تدخل مرحلة جديدة خاصة في تطوير صيغ التمويل، والنظر في التأمين، وقال: خاصة الشركات الوطنية تحتاج إلى لكثير من الجهود لإعادة الهيكلة وإعمال التنافس لصالح المستهلك. وفي السياق، قال الفريق الركن يوسف إبراهيم نائب مدير هيئة الطيران المدني، رئيس فريق إدارة الفصل، إن دواعي فصل الكيان الرقابي عن التشغيلي لمواكبة المتغيرات المتسارعة في مجال الطيران ومواءمة للبيئة العالمية والإقليمية، ووفقا لمطلوبات المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) والتي تدعو إلى ضرورة فصل الجسم الرقابي عن التشغيلي . وأضاف أنه عندما وضع السودان للتدقيق الشامل من قبل منظمة (الايكاو) 2006م كان من بين توصيات فريق التدقيق إعادة هيكلة الطيران المدني بفصله إلي إدارة رقابية لتنظيم العمل والأجسام التشغيلية الخدمية . وقال إن من إيجابيات فصل الرقابة عن التشغيل، تجويد معايير الأمن والسلامة ومراقبتها بعالية وتحسين الفعالية من خلال إعادة تصميم الهياكل والعمليات وتجويد الخدمات والتوجه نحو حاجات العملاء الداخليين والخارجيين وتطبق الحكومة الإدارية في خلال الاستقلالية في اتخاذ القرارات وتفعيل المحاسبة وتطوير الإيرادات والقدرة على إعادة الاستثمار وتحسين شروط العمل واستقطاب الكفاءات والمحافظة عليها ودعم النمو الاقتصادي وتحسين صورة السودان في مجال الطيران خارجياً وداخلياً. وأوضح أن تطبيق المشروع يعود بمنافع على العاملين في قطاع الطيران واقتصاد البلاد ويخلق فرص عمل جديدة وزيادة الثقة العالمية في قطاع الطيران المدني بالسودان وزيادة فعالية شركات الطيران والمطارات ونمو حركة المسافرين. إلى ذلك، أكد المهندس محمد رضا خونجي ممثل منظمة الطيران المدني الدولي، أن فصل سلطة الطيران المدني في الجسم التشغيلي خطوة في الطريق الصحيح وتتماشى مع موجهات منظمة الطيران الدولية، وقال إن السودان بذل مجهودات مقدرة في السلامة الجوية ظهرت من خلال تقرير (الايكاو).