وسط صخب الموسيقى ، وأصوات الدعاية للمعروضات ، تتحول الاسواق ل( أروقة ) بيع ، وسرقة ، ونشل مع دخول مواسم الاعياد ، حيث تنشط حركة الاسواق ويزداد الازدحام ، تختلط عليك السحنات والوجوه لدرجة يصعب فيها التمييز بين ( زوار الاسواق الحقيقيين ، واللصوص من الجنسين) ، حيث اختفت الهيئة والبنية الجسدية التي تميزهم ، موسم الاعياد فرصة لا يضيعها هؤلاء ، اذ تجدهم يتدثرون تحت ثياب فخمة و محترمة لإبعاد الشكوك من حولهم ، يندسون وسط المواطنين في الاسواق لتسهيل عملية ( السرقة ) تحت اجواء يعمها الهدوء والاطمئنان بسبب غياب ( الشكل المشلهت للحرامية ) . عصر الاحد الماضي تعرضت موظفة بإحدى الشركات بسوق جاكسون للسرقة من أحد اللصوص كان يحوم حولها منذ دخولها السوق ، لم ينتابها الشك حوله (لهيئته المحترمة ) اغتنم اللص مناسبة عيد الأضحى ليقوم بفعلته، حيث استطاع في غفلة أن يسرق منها محفظتها، ثم انحشر بين حشود المتسوقين، ولم تفطن الموظفة لكونها تعرضت للسرقة إلا بعدما كانت تهم بدفع مبلغ بعض الحاجيات التي اقتنتها، فلم تجد محفظتها التي كانت تحتوي على مبلغ مالي مهم وسلسلة ذهبية ، كما ألقى أحد التجار بسوق امدرمان القبض على لص قام بسرقة هاتف نقال من سيدة كانت تمر من أمام محله ، وأمسك به بشدة وسط تجمع غفير للمواطنين، ولم يطلق سراحه رغم كل محاولات الاستعطاف من طرف البعض، ورغم ذلك تمت مسامحته من طرف السيدة نسبة لصغر سنه . ( حضرة المسئول ) خلال تجوالها داخل اسواق الخرطوم (امدرمان ، جاكسون ، والاستاد ) ، لاحظت ظهور ملامح لافراد غير مألوفة ، انتشرت على نطاق واسع داخل تلك الاسواق ، هذا الظهور اللافت تزامن مع العد التنازلي لحلول عيد الاضحية المبارك ، يتبعون المواطنين منذ ترجلهم من المواصلات خطوة بخطوة صباحا ومساء ، وكأنهم يعيشون تفاصيل ومجريات الاحداث ، هذا مع غياب لافراد النظام العام في (جاكسون والاستاد ) . وهناك جانب آخر تمثل في موضوع التسول فاصبح قضية مزعجة جدا ، اذ يوجود العشرات من المتسولين في الاسواق وأمام اجهزة الصراف الآلي على ابواب البنوك ، فتلك الظاهرة تتضاعف في مثل هذه المناسبة عن الايام العادية ، اما مسألة النفايات الموجودة بالاسواق والشوارع فحدث ولا حرج ، وكان الاولى للمحليات ان تقوم بتنظيم حملات نظافة للشوارع والاسواق والحاويات المليئة بالنفايات المكدسة منذ شهور والتي اصبحت مصدر إزعاج للمواطنين نظرا لانتشار الروائح الكريهة والحشرات لاستقبال العيد إن لم يكن من اجل صحة المواطن فمن اجل إصحاح البيئة . الشوارع عموما والاسواق خاصة ، بحاجة الى المزيد من الامن لضبط عملية التسوق ، وحماية المواطنين ، كما انها بحاجة الى حملات نظافة جادة تقضي على كل السلبيات التي ادت الى تشوية منظر الاسواق والشوارع الرئيسية .