أثارت ألسنة لهب اندلعت مساء أمس بموقع مجمع اليرموك الصناعي، حالة من الهلع في أوساط المواطنين القاطنين قرب المجمّع، وأعادت سيناريو ليلة الرعب أمسية الثلاثاء الماضي. وشوهدت سيارات إطفاء متجهة بسرعة إلى موقع الحريق الذي شب في الجهة الجنوبيةالشرقية من المجمع، وطوقت سيارات الشرطة المداخل المؤدية إليه، فيما توافد العشرات من المواطنين بسياراتهم صوب الحريق الذي شب بموقعين مختلفين، ويعتبر هذا الحادث الثاني بعد الغارة الاسرئيلية على المجمع، ورفض الناطق الرسمي باسم الشرطة التعليق على الحريق وكيفية احتوائه. من جانبه، أكد العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة، أن النيران التي اشتعلت مؤخراً بمجمع اليرموك الصناعي، عبارة عن تجدد لإشتعال بعض النيران تحت الأشجار في أماكن لم يصلها الإطفاء في اليوم الأول. وقال الصوارمي حسب (سونا) أمس: ليس هنالك أي عمل عدائي أو شبه عدائي، وأن شرطة الدفاع المدني خفت إلى مكان الحادث لاحتواء الموقف. وفي السياق، أكد علي كرتي وزير الخارجية، أن اسرائيل أرادت بعدوانها على مجمع اليرموك الصناعي في الخرطوم، التأكيد للإسرائيليين على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من يحمي أمنهم ومصالحهم. وأبان كرتي أن ضرب المجمع جاء في إطار السباق الإنتخابي في إسرائيل، حيث يعاني التحالف المكون للحكومة الإسرائيلية الآن حالة ضعف ويحاول أن يلملم أطرافه. وقال كرتي حسبما نقلت مواقع اخبارية أمس، إن اسرائيل توهّمت كثيرا عندما ضربت المجمع الذي ينتج أسلحة تقليدية جدا، وهي تعلم أن من حولها من الفلسطينيين الرافضين لوجودها وسياساتها قد طوروا أسلحة متقدمة عن الأسلحة الموجودة في مجمع اليرموك. وفي السياق، قال كرتي إن اسرائيل معزولة تماما، وتحاول تغطية الفعل الشنيع، وأرسلت عبر مواقع استخباراتية أن هذا السلاح يصنع لصالح إيران، وأكد أن المصنع ينتج أسلحة تقليدية ولا علاقة له بأية جهة خارجية، ونوه إلى أن ايران قادرة على الوصول إلى حلفائها عبر جهات أخرى غير السودان، وأكد: سنواصل الإدانات في مجلس الأمن، وقال، تقدمنا بشكوى للمجلس وهي واضحة، ولكن مجلس الأمن فيه حلفاء لاسرائيل ومن العسير الوصول الى إدانة، إلا أنه قال: لكن يعتبر الأمر محاصرة لإسرائيل وهذا نفسه ليس بقليل. وأصدرت وزارة الخارجية أمس، بيانا أدانت فيه الاعتداء الإسرائيلي، ومحاولاتها للتهرب من مسؤولياتها الدولية وانتهاجها للعدوان في مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية. ونفت الخارجية أية صلة لإنتاج التصنيع العسكري السوداني بأي طرف خارجي، ودعت جميع الأحرار في العالم الى إدانة العدوان الاسرائيلي. من جهته، قال محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، إن الجماعة ترفض أي عدوان إسرائيلي على السودان. وبرر عزت تأخر رد فعل الجماعة على قصف مجمع اليرموك الحربي جنوبالخرطوم الثلاثاء الماضي بالقول: إن عدم وضوح موقفنا من الحدث في حينه جاء نتيجة تزامن الاعتداء مع موسم الحج وسفر المرشد العام وبعض أعضاء مكتب الإرشاد للحج. وأضاف عزت حسب وكالة (الأناضول) أمس: تواصلت مع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني بمجرد حدوث الاعتداء، وأعلنت له وقوف الجماعة قلباً وقالباً مع السودان في مواجهة هذا التعدي على بلاده وإدانة الجماعة لأي تجاوز ضد السودان، وشدد على أن موقف الجماعة مستقر على رفض أي عدوان ضد الدول العربية والإسلامية. وعلى الصعيد، وصل الخرطوم أمس، وفد شعبي مصري تضامناً مع السودان ضد الاعتداء الإسرائيلي الأخير. وقال د. جمال عبد السلام منسق الوفد، إن زيارتهم تستهدف إيصال رسالة للعالم بأن السودان ليس وحده أمام أي اعتداء خارجي أياً كان منفذه، وأن الشعب المصري بجميع تياراته وفصائله سيظل داعماً للشعب السوداني وأن كليهما في خندق واحد. وأبان عبد السلام أن الزيارة تتم بالتنسيق بين لجنة العلاقات الخارجية باتحاد الأطباء العرب والأمانة العامة للاتحاد في القاهرة مع اتحاد أطباء السودان بالخرطوم، وأشار إلى أن الوفد يضم ممثلين لعدد من الأحزاب السياسية المصرية من بينها مصر القوية والتيار المصري والوسط والبناء والتنمية والتيار الشعبي والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وكذلك بعض القوى النقابية. من جانبه، أكد د. أحمد بلال عثمان وزير الإعلام خلال اجتماعه بالوفد المصري ظهر أمس بفندق كورال الخرطوم، عمق ومتانة العلاقات السودانية المصرية، ودعا لوحدة شعبي البلدين في وجه العدو، وأشار الى ان الحرب القادمة هي حرب مياه وأن الشعبين يربطهما مصير واحد خاصة في مجال المياه. وأوضح الوزير ان زيارة الوفد المصري للسودان عبرت عن وقفة ودعم الشعب المصري للسودان. وعبر الوفد عقب لقائه د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني مساء امس، عن دعمه الكامل وتضامنه ومؤازرته ووقوفه مع السودان ضد المؤمرات التي تستهدف وحدة وأرض البلاد. وأكد د. جمال ، أن السودان يمثل العمق الاستراتيجي لمصر والأمة العربية في هذا الوقت إزاء هذه الغطرسة الصهيونية الغير مسبوقة، وأشار الى ان الوفد أجرى سلسلة لقاءات مع المسؤولين السودانيين في إطار التواصل المستمر بين شعبي البلدين، واضاف بأن اللقاء مع د. نافع كان مثمرا ومعبرا عن أواصر التقدير المتواصل. من ناحيته، دان تحالف قوى الإجماع المعارض، عدوان الكيان الصهيوني على البلاد وانتهاكه للسيادة الوطنية. وحمل بيان صادر عن التحالف أمس، الحكومة مسؤولية التفريط في سيادة البلاد وانتهاك سيادتها، وطالبت القوى الحكومة بنقل المؤسسات العسكرية بعيدا عن سكن المواطنين.