ما زالت تداعيات قصف مصنع اليرموك تسيطر على منتديات التواصل على الإنترنت، وفي موقع «سودانيز أوف لاين» رُفِع بوست تناول الجانب الآخر للهجوم جاء فيه: (يُحمد للحكومة أن شيّدت مثل هذا المصنع, ويُحمد للشعب الخروج العفوي الرافض للبربرية الإسرائيلية وكذلك نشكر كل دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية على استنكارها ورفضها لهذا الهجوم, ونحمد لسفارتنا بالخارج نجاحها في كسب تأييد الدول التي هم بها). لكن في كثير من المواقع الإسفيرية بدا البعض منحازاً لإقالة أو استقالة وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين الذي يعتبر مسؤولاً في نظرهم على الأقل عن ذلك الهجوم. ومن ذات الموقع نطالع: (في عهد قيادته لوزاره للدفاع جاءت المعارضة المسلحة من أقصى غرب البلاد سارية على الأرض ودخلت عقر دار الدولة بالعاصمة ومحملة أسحلتها على عرباتها، وحدثت ضربات الشرق التي استهدفت سيارات دون أن تكون هنالك مبررات مقنعة. واخيراً حدثت ضربة مصنع الأسلحة). وتساءل أحدهم بغضب: (ياخ تلاتة وعشرين سنة و70% من ميزانية الدولة بتمش في خزائن الأمن والدفاع، وين الفلوس دي بتمش؟! طيارات طالعة من تل أبيب شاقة جنوباً بالطول البحر الأحمر وانحرفت غرباً شقت حدود الوطن عنوةً وكبراً وبمنتهى الإستهانة بدولة السودان لحدت منتصف السودان وضربت هدفها زي الما حصل شئ). ولكن مداخلات عديدة ترى ضرورة النظر إلى وزير الدفاع بعين الإنصاف، وعدم إنكار النقلة النوعية التي أحدثها في القوات المسلحة السودانية وفى مجالات تدريب وتأهيل وتطوير القدرات القتالية للجيش الذي استطاع أن يحقق بقليل من الدعم الكثير من الانتصارات. ومن الموضوعات التي استوقفت (سياسة حرة) في منتدى «سودانيز أوف لاين» موضوع عن تاريخ صناعة الأسلحة في السودان تم رفعه بعد ضرب مصنع اليرموك. ومنه نقتبس إن السودان عرف الصناعة الحربية منذ عصور الممالك وتكوين الجيوش في بداية القرن الثامن قبل الميلاد في عهود مملكتي كوش ومروي القديمة حيث كانتا تعتمدان على الانتاج المحلي من الأسلحة البيضاء من ورشها الخاصة وشهدت تطوراً في عهد الممالك المسيحية والإسلامية ثم تطورت في عهد الدولة المهدية »1885 - 1898« التي أدخلت صناعة البارود واستخدمت بعض البنادق والمدافع النارية القديمة في معاركها. أما الصناعة الحربية الحديثة فدخلت السودان لأول مرة بعد الاستقلال في عهد الحكم العسكري الأول »1958 - 1964م« حيث تم افتتاح مصنع للذخيرة بالخرطوم »الشجرة« في 17 نوفمبر 1959م وبدأ إنتاجه متزامناً مع افتتاح أول منشأة للصناعات الدفاعية لإنتاج ذخائر الأسلحة الصغيرة في العام 1960م، وظل إنتاجها محدوداً حتى اندلاع ثورة الإنقاذ الوطني التي أعدت لقيام هيئة شاملة للصناعات الدفاعية بدأت انطلاقتها في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. وتم الإعلان رسمياً عن إنشاء هذه الهيئة بموجب مرسوم مؤقت في نهاية العام 1993م واعتمد هذا المرسوم فى المجلس الوطني في 1994م، و تمت تسميتها ب »هيئة التصنيع الحربي« وتمت تبعيتها لوزارة الدفاع على أن تتبع للقائد العام مباشرة. وتعتبر هيئة التصنيع الحربي أساس قيام الصناعات الحربية المتطورة من أجل مقابلة احتياجات الدفاع بالبلاد والمساهمة في نقل وتوطين تكنولوجيا الصناعات الحربية الحديثة وتتكون منظومة الهيئة من مجمعات الشجرة واليرموك والزرقاء والصافات ومجمع الشهيد إبراهيم شمس الدين، حيث تنتج جميع هذه المجمعات أسلحة تقليدية وغير مُحرّمة دولياً.