يعيش السودان هذه الأيام وعقب الضربة الإسرائيلية لمجمع اليرموك ... يعيش موجة من التشكيك والإتهامات الخفية . وهى من أسوأ المراحل التى تعيشها أى بلد فى العالم وفى تقديرى أن ضربة اليرموك سيكون لها فوائد جمة للسودان ، إذا ما أحسنت الحكومة ودوائرها المختلفة إدارة القضية . لقد اطلعت على التحضيرات الكثيرة التى سبقت عملية اليرموك والتدريبات التى تمت قبيل العملية ... وفى تقديرى أن نتائج العملية لا تنسجم مع التحضيرات التى سبقتها . وكون إسرائيل تقصف السودان بعدد من الطائرات فهذا أمر يضع السودان فى موقع خاص ومهم . ما أزعجنى الوصول السريع للسفن الحربية الإيرانية لميناء بورتسودان ... وحديث بعض الإيرانيين بأن لديهم مصالح فى المنطقة يريدون الحفاظ عليها حتى لو إضطروا أن يغلقوا مضيق هرمز الحيوى . وجود السفن الإيرانية فى السودان أمر له خطورته ... ونحن نتساءل لماذا رست هذه السفن الحربية فى بورتسودان ...أليس ذلك إستفزازا لإسرائيل لأن تقوم بهجمات أخرى فى مواقع أكثر خطورة ، وإذا لا قدر الله أن سلاح الجو الإسرائيلى قصف أى موقع فى السودان فماذا سيكون رد السفن الحربية الإيرانية إذا أطلقت الصواريخ على الطائرات ... معنى ذلك أن الحرب ستدور بين إسرائيل وإيران على الأراضى السودانية ، خاصة أن لكل من الدولتين حساباتها الخاصة مع الدولة الأخرى . إسرائيل تخطط لضرب إيران ويبدو ان إيران قد هيأت لها الملعب على أرض السودان ... ونأمل إذا أرادت إيران مواجهة إسرائيل أو الإنتقام من ضربة اليرموك ، فعليها بنقل المعركة خارج أرض السودان ، وبعيداً عن شعبه . نحن لا نتعاطف مع إسرائيل ...ونناصبها العداء ... لكن ليس بمقدورنا أن نعلن الحرب عليها وذلك لتفوقها العسكرى والتقنى ... كما أن أمريكا بكل ما تملك من قدرات عسكرية وتقنية تقف خلف إسرائيل وتشد من أزرها . شعبنا لا يخاف الحرب ولا يخاف إسرائيل لكن لا يريد الدخول فى معركة لا يملك أسلحتها المناسبة ... ووجود السفن الحربية الإيرانية سوف يستفز إسرائيل ويشجعها على الهجوم على إيران فى مواقع موجعة . نأمل ان تدير إيران وإسرائيل معاركهما بعيداً عن أرض السودان وعن شعب السودان ... الهجوم على اليرموك بداية لهجمات مقبلة وستكون موجعة أكثر ... وأكثر إستراتيجية . وفى قراءة هادئة للهجوم الذى حدث على السودان من إسرائيل من بورتسودان سيارة السوناتا قصفت وهى وسط سيارات كثيرة ... وآخرها اليرموك تؤكد أن هناك عملاء وأدلاء لإسرائيل فى السودان ، لأن توقيت الهجوم يؤكد أن لدى سلاح الجو الإسرائيلى والمخابرات الإسرائيلية معلومات كاملة وكافية عن الهدف المطلوب قصفه وتدميره . فى الحرب الأمريكية على العراق إكتشفت المخابرات العراقية أن عملاء للمخابرات الامريكية مزودين بأقراص C .D... يرميها العدو فى منطقة ما ويخلص نفسه سريعاً ... وتقوم هذه الاقراص بإرسال اشعة خاصة إلى الطائرات الحربية ... وتقوم فوراً بقصف موقع الإشعاع ... فهل يا ترى هناك من يعملون لمصلحة المخابرات الإسرائيلية . أقول بكل تأكيد نعم ... ونطالب الجهات المختصة الكشف عن شبكات التجسس الإسرائيلية والأمريكية فى السودان وإلا سوف تتواصل الهجمات الإسرائيلية على السودان . هناك سؤال بسيط ... أن القصف الذى حدث على سيارة السوناتا فى بورتسودان يؤكد ذلك ، لأن السيارة كانت تسير وسط 5 سيارات ... والسوناتا هى الوحيدة التى ضربت وإحترقت وقتل من فيها وهم المجموعة المقصودة . وفى اليرموك حدث نفس الشىء ... لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل العملية الحربية الى يتحدث الناس حول تفاصيلها.