غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    تحالف "صمود": استمرار الحرب أدى إلى كارثة حقيقية    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تدعم الفنان عثمان بشة بالترويج لأغنيته الجديدة بفاصل من الرقص المثير    "صمود" يدعو لتصنيف حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، والحركة الإسلامية وواجهاتهما ك "منظومة إرهابية"    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    صحة الخرطوم تبحث خطة لإعادة إعمار المرافق الصحية بالتعاون مع الهيئة الشبابية    كمين في جنوب السودان    دبابيس ودالشريف    إتحاد الكرة يكمل التحضيرات لمهرجان ختام الموسم الرياضي بالقضارف    كوليبَالِي.. "شَدولو وركب"!!    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنا ضد الوساطة في التعيين الوظيفي.. وأرفض هذه العنصرية
نشر في الرأي العام يوم 14 - 11 - 2012

أميرة الفاضل.. أميرة.. أحدثت نقلة نوعية في وزارة الرعاية الاجتماعية.. وأصبحت إضافة حقيقية لهذه الوزارة الكبيرة. والسيدة الوزيرة.. استغلت دراستها لعلم الاجتماع في إدارة هذه الوزارة بكفاءة عالية..
ومن أهم ما يميز أميرة الفاضل أنها ضد الوساطة في التوظيف بشكل عام وفي توظيف الأهل والمعارف بشكل خاص، كما أنها ضد العنصرية.. وتعمل على محاربة الذين عرف بها كثير من المسؤولين..
أميرة بموقفها المبدئي والصارم من الوساطة خسرت أهلها و معارفها.. لكنها.. كسبت نفسها والمبادئ التي تؤمن بها..
الوزيرة أميرة .. تستقبل أصحاب القضايا الحقيقية .. الأبناء، وتعمل على حل كل من له مشكلة حقيقية. في السنوات القليلة الماضية رفعت المعاش الشهري للمعاشيين إلى مبلغ «250» جنيهاً ل «400» ألف معاشي ، وتدفع مرتبات شهرية لمائة ألف أسرة ، واستطاعت أن توظف مع جهات الاختصاص الأخرى عدداً كبيراً من الخريجين في ال «25» ألف وظيفة التي بذل والي الخرطوم فيها جهداً مقدراً..
واستطاعت أن توازن بين مسؤولياتها الأسرية ورعاية والدتها، وبين هذا العمل المضني..
«الرأي العام» استطاعت أن تدخل الوزيرة في شِباكها بعد جهد جهيد.. وكان هذا الحوار..
*ما مدى صحة الحديث عن الواسطة في الوظائف؟
هذه الأشياء يجب العمل على تغيير المفاهيم فيها . افتكر أن التوظيف في القطاع الحكومي يتم بطريقة صحيحة وفق الكفاءة والخبرات, لكن المعتقد السائد بين الناس أن الشخص إذا لم يكن يتمتع بواسطة أو محسوب على حزب معين, لا يتم تعيينه أو توظيفه , وهذا الأمر لا بد للناس أن يتحدثوا فيه بشفافية تامة , والوظائف التي طرحتها الدولة وهي (25) ألف وظيفة للعام 2012م،هي قفزة في توظيف الخريجين .. خضعت لمعايير صحيحة لم يكن بها مجال للواساطات , الناس تحدثوا في الولايات وطلبوا أنه لابد للجان المختصة بالتعيينات أن تؤدي القسم، وقامت بالمهمة المفوضية (لجنة الاختيار سابقاً) ... ولكن مع ذلك أقول إن الوزير عندما يستيقظ من نومه في الصباح، يجد في بيته أشخاصاً يريدون توظيف أبنائهم، وإذا قال إن هذه الوظائف تخضع لمعايير ومعاينات لا يقتنعون ويقولون (الناس كلهم بيعينوا ناسهم).
*لكن الحديث عن الواسطة في التعيين إلى حد ما، صحيح ؟
أنا من الناس الذين لم يمارس الواسطة في التعيين، ولن أمارسها إلى أن أترك الوزارة,وهذا الأمر سبب لي مشاكل مع الأهل الذين يعتقدون أنني لا أريد أن أخدمهم .. والواسطة تظلم المتفوق والكفاءة، وأنا ضده الوساطة، وأفتكر أن مجلس الوزراء يجب أن تكون لديه ضوابط في هذا الشأن , وأذكر لك حادثاً، كان هناك موظف في منظمة دولية وهو رئيس المنظمة، وتم تعيين ابنته مع منظمة تمولها المنظمة التي يعمل بها , وقرر الاستقالة لأن ابنته تعمل في المنظمة التي تمولها منظمته واستقال من عمله وعاد إلى بلده . وأعرفه شخصياً، وأعجبت بهذه الشخصية وأتمنى أن لا يتعين الشخص هنا إلا بالمؤهلات، وأنا أعرف أن الحديث حول الواسطة صحيح ولازم نكون ضد الواسطة .. والمؤسف أن المجتمع بات يتقبل هذه الممارسة. وهذا خطأ كبير .
*فورمات التعيين لماذا يتم فيها كتابة القبيلة ؟
( ده ما صح ) وغير مقبول ... والسودان بالقبلية سيتم تمزيقه .. وقدمت احتجاجي في اللجنة العليا في السجل المدني برئاسة د. نافع، والإخوة في الشرطة يعتقدون أنها معلومة ضرورية ولكن يجب أن يبحثوا عن طريقة أخرى.
*أنت تمسكين بمفاصل صندوق الضمان الاجتماعي والزكاة وهذه الأشياء تثير أطماع أي شخص؟
لم يحدث أن مارست الواسطة . وأدفع الثمن، وهو علاقاتي مع الأهل ... وهم يتساءلون لماذا لا تتوسطين لأبنائنا .
*ثم ماذا عن تحديات السودان السياسية والاقتصادية ؟
الحديث الآن في السودان به درجة عالية من الإحباط ومساحات التفاؤل لم تعد كبيرة, التحديات التي باتت تواجه السودان اقتصادية والداخلية والاستهداف الخارجي الموجهة لنا , وأنا أعتقد أن الناس يجب أن تبحث الجوانب الإيجابية ويجب ألا تقف المسئولية عند نقطة النقد وتحديد المشكلة. واليوم هناك أصوات كثيرة في النقد سواء نقد الجهاز التنفيذي وأداء الحكومة، لكن ليس هنالك حديث عن الحلول . والحديث حول كيفية توظيف المقدرات التي تتمتع بها البلد.
الجانب الآخر لا نتحدث عن مسئولية الفرد، ليس هناك تفاعل مع القضايا، كنا نتوقع أن يخرج الشارع في ضربة اليرموك .
*ما نوع التحديات التي تواجه وزارتكم ؟
هذه الوزارة من أقدم الوزارات في الدولة، وكثيرا ما تغير اسمها واندمجت مع وزارات أخرى، وأنا الوزير الرقم (17) أو (18) وعندما وُليت وجدت وزارة مؤسسة بها صناديق الضمان الاجتماعي وديوان الزكاة وتجربته قاربت العقدين من الزمان ومقنن بأوامر سلطانية وقانون، ومهمتي كانت سهلة من ناحية استلمت كياناً مؤسساً، ومعالمها واضحة واختصاصاتها واضحة .... لكن التحدي في القضايا نفسها عن الحماية الاجتماعية وتمكين المرأة وحماية الأطفال عن تحسين أوضاع المعاشيين، هذه القضايا تواجه تحديات في الجوانب المالية , لا أقول إن هناك غياباً للرؤية في العمل الاجتماعي .. بل العكس، لدينا رؤية واضحة في العمل الاجتماعي وفهم واسع ولدينا كوادر مؤهلة ومؤسسات وصناديق تم تطويرها عبر فترة زمنية طويلة ..لكن لدينا تحدياً في مسألة الميزانيات ووجدتها ماثلاً وموجوداً ووجدت مديونيات عالية على صناديق الضمان الاجتماعي على الولايات ووزارة المالية , وهذا تحد كبير وفي إطار الزكاة ومشروعات محاربة الفقر حجم جباية الزكاة أقل من الماعون المقدر، وهذه عقبات وتحديات يجب أن تذلل حتى نصل إلى كل فئات الزكاة وجدت تحدياً أن الزكاة هي الوحيدة التي كانت معنية بمحاربة الفقر، وأنا افتكر الزكاة معنية بمحاربة الفقر لأنه أول مصرف من مصارفها، لكن يجب على الدولة أن تضع في الموازنة العامة مخصصة لمعالجة الفقر ... وهذه النقلة أنجزناها في السنتين الماضيتين، وفعلا دفعنا المالية إلى الإتجاه في وضع موازنة للمنافع الاجتماعية .وبدأنا من العام 2011م وهذه نقلة كبيرة وحاولت أن أبني نظاماً للرعاية الاجتماعية في السودان جعل قناعة لرئاسة الجمهورية والنائب الأول أن إجراء اقتصادياً لرفع الدعم عن المحروقات أن يوازيه مال يخصص للفقراء وشركاء الضمان الاجتماعي و2012م ولدينا مكاسب ونجاح إلى حد كبير .. وعندما خاطبت المالية بتخصيص أموال للشرائح الضعيفة في المجتمع طلبوا مني تحديد وتعريف الفقراء ... وكيفية الوصول إليه, وأول خطوة كانت للإجابة عن هذا السؤال وهي عقدنا اجتماعاً مع الجهاز المركزي للإحصاء وديوان الزكاة وطلبنا حصراً كاملاً للفقراء في السودان، بمعنى من هو الفقير ونوع احتياجه؟ وتم انجاز هذا الحصر في (6) أشهر بالاستعانة بالخدمة الوطنية واتحاد ووزارات الشئون الاجتماعية في الولايات وتم مسح كل الولايات، والحصر حدد الفقراء والأسر الفقيرة على مستوى السودان (2.400) مليون أسرة .
*ما تعريفكم للفقر؟
تعريفنا يعتمد على التعريف الشرعي وهو الذي لا يجد قوت يومه, وعملنا له معايير، وهو الشخص الذي لا يعمل وليست لديه قدرة على العمل . وليس لديه مصدر دخل ...
*هناك من لا يعمل بسبب الكسل؟؟
هناك من لديه من يعيله شقيقه أو أحد أقاربه، لكن الاستمارة تقول إن الشخص الذي ليس لديه أي مصدر دخل.
*ماهي الولايات الأكثر فقراً ؟؟
نسب الفقر في الولايات متفاوتة، وهناك ولايات مستوى الفقر فيها عالياً خصوصا التي تأثرت بالنزاعات , مثلاً ولاية البحر الأحمر مستوى الفقر فيها عال .. وولاية الخرطوم بها فقر، النازحون في أطراف الخرطوم وهو لا يملك عملاً ولا أرضاً وترك ممتلكاته هناك، ونسبة الفقر في ولاية الخرطوم (26%) .
*هل هناك اتجاه أن تعملوا للفقراء مرتبات ثابتة إذا تحسنت الظروف الاقتصادية للسودان ؟؟
أنا عملت مرتبات ثابتة ل (100) ألف أسرة وافتكر أنها خطوة ... وهذه التجربة بالطبع ليست جديدة، أيام حمدي ولكنها لم تستمر طويلا وأنا جلبت خبيراً من البرازيل وشرح التجربة وأخذنا الجزئية التي تناسب السودان والتجربة البرازيلية تشترط على الأسرة أن تدخل أبناءها المدرسة وتهتم بالتطعيم عند الحمل والولادة وتولد الزوجة في المستشفي وهذه فائدة مزدوجة(تعليم وصحة) ولكن نحن لم نعتمد هذه الجزئية . ولكن طالما ليس لديها دخل ...وبدأنا التجربة ب (100) جنيه وكان الدولار وقتها (2.5) لكن للأسف الآن القيمة تراجعت ولم نزد المبلغ ونحن نعطي (100) جنيه ل (100) ألف أسرة وتكلفنا (10) ملايين جنيه في الشهر عبر بنك الادخار ... وأنا مستهدفة حداً أدنى (750) ألف أسرة، ونحن الآن في (الخطوة الأولى) في توصيل الدعم للأسرة الفقيرة *هناك شكاوى كثيرة من المواطنين ضد صندوق الضمان الاجتماعي لأنهم لا يجدون حقوقهم لعدم تسديد أقساطهم ؟؟
سميه التهرب التأميني ... ..هناك مؤسسات منذ البداية تتهرب من التسجيل في صندوق الضمان الاجتماعي، وهناك مؤسسات لا تسدد المرتبات الحقيقية عشان يدفعوا أقل ... وهناك تفتيش إداري وهناك حملات تفتيش لكل مؤسسات القطاع الخاص , وفي نفس الوقت نحاول نوصل رسائل للعامل نفسه ومن مصلحته معرفة اذا تضمن التأمين وهذه حماية له من فقدان حقوقه.
*هل يمكن أن يأخذ حقوقه دون أن يفقد وظيفته ؟؟
لا ... هناك بعض المؤسسات التي تتعرض لمشاكل اقتصادية أو إفلاس أو تمت تصفيتها، وكل الموظفين الذين فقدوا وظائفهم ... يتم سداد تعويض الدفعة الواحدة ,الاستبدال, شروط معينة تكون مستوفية يكون لدى العامل معاش يقوم الصندوق بالسداد له , وهذا الصندوق تم تأسيسه عام 1974م وتطور من ناحية التشريع والمعلومات والأداء والآن من أحسن الصناديق في العالمين العربي والأفريقي لكن يبقى التحدي في أنه ليس هناك وعي تأميني كاف ... أنا كعامل لا أتمتع بوعي أطالب الجهة التي أعمل لديها في القطاع الخاص .. لأن لحظة فقدان الوظيفة يجب أن أكون مؤمناً وأسرتي مؤمنة حتى لازم يكون التأمين الاجتماعي مسألة اجبارية.
*وإذا أراد عامل أن يتحصل على حقوقه من الضمان الاجتماعي ؟؟
عليه أن يتقدم باستقالته أو يقال من الوظيفة لكن هناك ما يسمى بالاستبدال.
*ما هي السن القانونية ..؟
السن القانونية (60) اذا احلت في سن المعاش إذا المؤسسة استغنت عنك وبعد داك تشوف سنوات خدمتك كم .. لأن المسألة مرتبطة بسنوات الخدمة . وإذا عملت سنة وطلعت لديك حقوق في التأمين .
*ماذا عن حل قضية المعاشيين ...؟
هناك مشكلة عدم كفاية المبالغ المعاشية لكن قمنا بحل جزء من المشكلة ... وأنا عندما جئت الى الوزارة وجدت بعض المعاشيين يتقاضون (40) جنيها فقط و(60) و(90) أول قرار اتخذناه أن ترفع الصناديق هذه المبالغ الى (100) جنيه من موارد الصندوق والصندوق القومي للمعاشات رفع القيمة الى (129) جنيها من موارده وصندوق التأمين الاجتماعي رفعها الى (100) جنيه. وفي إطار رفع الدعم عن المحروقات جلسنا الى الرئيس ومع طلب العاملين في الدولة زيادة المرتبات ودفعنا الى الرئيس بضرورة زيادة مبالغ المعاشيين ومادام هناك زيادة في راتب العاملين يجب زيادة مبالغ المعاشيين والحمد لله تم ادخال المعاشيين في منحة الرئيس البالغة مائة جنيه وارتفع الحد الادنى من (100) الى (200) جنيه في صندوق التأمين الاجتماعي ومن (129) الى (229) في صندوق المعاشات , وجلسنا الى المالية وهي قررت رفع الحد الأدنى الى (250) جنيها , وهذه المبالغ تحملتها المالية والمعاشات.
*صندوق الضمان الاجتماعي هل هو ذات صندوق المعاشيين ..؟
لا .. لدينا صندوقان وهو صندوق المعاشيين خاص بالقطاع العام الحكومي , أما الصندوق القومي للتأمين الاجتماعي للقطاع الخاص لكنه معني ب (55) مؤسسة وهيئة تابعة للقطاع العام ذات الاستقلالية المالية وهي تابعة للصندوق القومي للتأمين الاجتماعي وغير مضمنة في صندوق المعاشات , وبهذا يصبح الصندوق القومي للتأمين الاجتماعي مختصا بصورة أساسية بالقطاع الخاص ..لكن لديه نسبة بسيطة من القطاع العام مثل الكهرباء ,المياه ,السكة الحديد , الطيران كل هذه المؤسسات والهيئات تابعة للصندوق القومي للتأمين الاجتماعي , أما كل العاملين في الدولة يتبعون للصندوق القومي للمعاشات بينما عدد المعاشيين في كلا الصندوقين (400) ألف معاشي ,
*يبدو أنك وجدت نفسك تماماً مع هذه الوزارة ..؟
قالت ضاحكة ... هذا تخصصي .. أنا تخصصت في علم الاجتماع وهو ما ساعدني أن أكون قريبة من القضايا الاجتماعية واستمتع بالعمل فيها ..
*هل توقعت أن تكوني وزيرة الرعاية الاجتماعية ..؟
لا لم أتوقع.. ولم أتمناها يوما...ولا افتكر أنها ك(وزارة حاجة سمحة).
*ربما قد سببت لك بعض الحرج ؟؟
لا .. هي مسئولية وتكليف وتحتاج الى جهد كبير .. والقطاع الاجتماعي مهما بذلت فيه من جهد من الصعب الوصول الى نتائج محسوسة ,لأنه قطاع واسع والقضايا الاجتماعية متجددة وهناك حراك سكاني باستمرار ,والفقر يزيد والنزاعات الداخلية لم تنته ولم يعم السلام بعد بصورة كاملة , ومشكلات اجتماعية من افرازات الضغوط الاقتصادية والسياسية والقضايا الاجتماعية الحلول الكاملة لها الى الآن لم تتوفر .
*الوزارة هل سلبت من وقتك وعلاقاتك الاجتماعية..؟؟
أنا قدرت أضغط نفسي لكن خسرت بعض العلاقات بسبب الوزارة كما قلت في إجابة سابقة , ولكن أنا راضية تماما عن المواقف التي اتخذتها عشان مواقفي سليمة لأنني أرفض الواسطة والجهويات ,وأنا رأيي هنا إذا لم نعلي قيمة (أنا سوداني ) لن نتقدم و(ما حنمشي لي قدام )وأنا أكثر الأسئلة كرهاً الى نفسي سؤال (قبيلتك شنو ..؟) وأي تجمع قبلي دعوت إليه لا أشارك فيه لأنه ليس من مصلحة السودان أن يعلي من شأن الجهوية والقبلية .. وافتكر أن من الخطأ أن يقدم الوزير ولايته على الولايات الاخرى ... أنا جئت من الجزيرة ولكن أنا بالنسبة لي صاحبة الاولوية هي صاحبة الاولوية الحقيقية وليست ولايتي .. والتوجه الجهوي أنا ضده تماما، وهذا الأمر لا يعجب الكثير من الناس . وأنا اعتقادي أن تكون الخدمة للسودان كله ... وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (خيركم .. خيركم لأهله ) يفسره البعض بوجه خاطئ وغلط ... وأنا أقول أولا أن يبحثوا عن مناسبة الحديث وزمانه .
*في مشاركاتك الاجتماعية يطرح عليك البعض مشاكلهم... هل يضايقك هذا التصرف..؟؟
أنا بصراحة نفسي وأتمنى أن أعالج كل المشاكل ... هناك مشاكل تأتيني سواء في المكتب أو يأتيني أحد بالبيت ,أو المناسبات سواء مشكلة تعليم أو علاج وأتمنى ألا أرد أحداً دون ان أقضي حاجته وحقيقة الآن أنا أجتهد سواء بمخاطبة ديوان الزكاة . أو من جهات مختلفة أو خيرين .
*ما هي الأسباب التي دفعتك إلى تقديم اعتذارك من الاستمرار في الوزارة ..؟
أنا أولا قدمت اعتذار مكتوب للرئيس على أنني لن أستطيع الاستمرار في الوزارة لأسباب أسرية ... وما زلت عند رأيي ولم أغيره ... لأن هذه الوزارة تحتاج الى تفرغ تام حتى يستطيع الشخص المناط بها أن ينجز ... وثانياً كانت هناك أسباب خاصة وهناك بعض الإخوة اقتنعوا بها ولكن عندما وصل الى السيد الرئيس لم يقبل الاعتذار .وافتكر أنني أديت ما استطيع وبذلت جهدا كبيرا جدا ... والوزارة دايرة صبر شديد .. وحدث أن انتقدني أحد الصحافيين عندما قلت (إن الوزارة بها باب من أبواب الأجر ) . وهناك أسباب أخرى في مبررات الاعتذار وهي مرض والدتي ورغبتي للتفرغ ... وأنا أفتكر أنني أصبحت ضيفة في بيتي، وقبولي برفض الرئيس والحزب نابع من الطاعة للتنظيم .
*متي التزمت في الحركة الإسلامية؟؟
في العام 1982م.
*من قام بتجنيدك ؟؟
معلمتي وأستاذتي ستنا أبو سن في مدرسة رفاعة الثانوية.
*يعني من الثانوي أنت ملتزمة في صفوف الحركة الإسلامية ..؟
نعم منذ الثانوي وأنا في الحركة الإسلامية.
*ممكن تغيرين رأيك في مسألة الاعتذار عن الوزارة ...؟
أنا افتكر إذا اتحركت الى وظيفة بمهام أقل ليس لدي مانع .. في الجهاز التنفيذي بمسئوليات أقل حتى لا أظلم الرعاية الاجتماعية وبإمكاني أن أعمل بنص الطاقة لكن هذا غير مقبول الى نفسي و (ما صح ) ... ووالدي دائما يقول إن أميرة عايشة بمثاليات في زمن ليست فيه مثاليات ... ولكن إذا ارادت أن تتعامل بمثالية وعزم عليها أن تلتزم بها .
*هل تجهزين السندويتشات للأولاد صباحاً؟
لدي بنت بتأخذ سندوتش .. والبقية الحمد لله كبروا... ولدي على أعتاب التخرج من ماليزيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.