والعام الحالي يقترب من نهايته يستحق جمهور الناديين الكبيرين الهلال والمريخ أن ينالا عن جدارة واستحقاق أسوأ جمهور لهذا العام ، فقد ظلا خصماً على فريقيهما في معظم فترات الموسم بالتشجيع السالب الذي انعكس على أداء اللاعبين وتسبب في حالات شبه دائمة من الاحتقان والتوتر أثر بشكل مباشر على استقرار الفريقين وجعلهما يعيشان ضغطاً متواصلاً وتخوفاً من انفلات المدرجات المنفلتة أصلاً بالهتافات السالبة واللافتات. في المريخ تعرض الفريق لهجوم متواصل من المدرجات ضد اللاعبين والجهاز الفني، وصل للمطالبة برحيل المدرب البرازيلي ريكاردو وإبعاد عدد من اللاعبين من التشكيلة الأساسية ، وتدهور الوضع بصورة مخيفة وبعض اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني يتعرضون للإساءات وشتائم بألفاظ قبيحة منهم مساعد المدرب إبراهومة ونجم الفريق أحمد الباشا. أما الأخطر فكان في التأكيد من هذه الفئات الجماهيرية على وجود فساد بين اللاعبين (ببيع) المباريات وتم التركيز على مباراة القمة بين الهلال والمريخ ، ووصل الأمر إلى مرحلة متأخرة من ما يسمى بلجنة التعبئة المريخية تطالب بإقالة الجهاز الفني أثناء الموسم ، والأغرب التزام بعض اعضائها المساهمة في دفع الشرط الجزائي للمدرب حتى يغادر في مؤشر يوضح أولاً أن هذه الفئة الجماهيرية أصبحت خطراً على النادي والفريق وتعطي نفسها الحق في تحديد استمرار المدرب واللاعب من عدمه. خطر فئات من الجماهير لم يتوقف على الفريق ولكنه وصل مجلس الإدارة والمطالبات المستمرة بإبعاد بعض الأسماء والإبقاء على أخرى وترديد اتهامات بأن هذا (يدفع وذاك لا يدفع) الشئ الذى جعل الأجواء المريخية تعاني بصورة دائمة من التوتر وعدم الاستقرار. في الجانب الخاص بنادي الهلال الصورة لم تكن أفضل من نادي المريخ إن لم تكن أسوأ، فقد لعبت فئات من جماهير الهلال دورا واضحا في عدم الاستقرار الفني الذي شهده الفريق هذا الموسم، وظلت خصماً دائماً على الفريق طوال هذا الموسم في المدرجات، بافتعال عداءات ضد الجهاز الفني بقيادة المدرب الفرنسي غارزيتو وضد دائرة الكرة ولم يسلم من تأثيرها الفريق بالهتافات المنظمة واللافتات التي ظلت حاضرة في معظم مباريات الفريق المحلية والأفريقية تطالب بإبعاد المدرب ودائرة الكرة، وتم ربط هذه المطالبات بإبعاد قائد الفريق هيثم مصطفى، ووصل الأمر للمطالبة بإقالة مجلس الإدارة وتطور الأمر لشغب وتظاهرات داخل النادي وخرجت الفوضى الجماهيرية من أسوار النادي إلى الشارع بتظاهرات أمام المفوضية وبعض الصحف المحسوبة على النادي والمصنفة معارضة لمجلس الإدارة. من مجمل هذا السرد المختصر سنجد أن الجماهير تركت دورها الرئيسي بتشجيع الفريق سواء في الهلال أو المريخ وتفرغت لأدوار أخرى لا علاقة لها بدورها الرئيسي من قريب أو بعيد لتظل مصدر خطر متواصل على الفرق التي يفترض أن تكون سنداً وداعماً لها في كل الأحوال الفريق منتصرا أو مهزوما ، ليستحق جمهور الهلال والمريخ كما ذكرت في البداية أن نطلق عليه أسوأ جمهور للعام 2012م، وأرى هذا السوء يستحق أن يدخل بانوراما العام الذي أوشك على الإنتهاء ، خاصةً وأن ملامح هذا السوء ظهرت بصورة أكثر وضوحاً في العقوبات التي أوقعت على الناديين بسبب انفلاتات الجمهور ضد بعضهما البعض من الإتحاد الأفريقي تجاه نادي المريخ ، ومن الإتحاد السوداني لكرة القدم تجاه نادي الهلال لتأتي قاصمة الظهر بتأكيد أنهما الجمهور الأسوأ هذا العام بفضيحة المظاهرات التي جابت الشوارع من الجانبين إبتهاجاً وفرحاً بخروج الآخر من بطولة الكونفدرالية الأفريقية وبالتالي إذا لم تتغيّر هذه الطريقة المدمرة من بعض الجماهير تجاه فريقها والخصوم فإننا على موعد باحتفاظ جمهور الهلال والمريخ بتصنيف أسوأ جمهور في موسم 2013م.