الخرطوم: نبيل صالح - جميلة فضل المولى: من السهولة جداً أن تتفاجأ (أم) في مستشفيات السودان بطفل غير الذي أنجبته يتمدد بجوارها.. أو تتفاجأ باختفائه وذلك للأخطاء التي تقع فيها بعض إدارات المستشفيات في عملية تمييز الأطفال حديثي الولادة داخل أقسام التوليد.. وبالرغم من ان الظاهرة غير محصورة في مرافقنا الصحية إلاّ أن الوضع هنا يختلف عن بقية الدول التي تضع ضوابط صارمة في غرف الولادة.. عكس المستشفيات في السودان إلاّ القليل منها.. روايات وحكايات تُثير الضحك وحيناً البكاء والشفقة من داخل المستشفيات.. وفي ذات يوم وارى (أب) طفله الذي مات بعد ولادته بساعات في المستشفى.. وفي اليوم التالي اكتشف بأن طفله حي يرزق في أحضان أسرة أخرى - صاحبة الطفل الميت -.. في احد المستشفيات الطرفية وجدت الأم التي فاقت من التخدير طفلاً مشوهاً يتمدد بجانبها.. لم تنبس ببنت شفة يقيناً بأن قدرها أن تنجب طفلاً مشوهاً بالرغم من تأكيدات الأطباء بسلامة طفلها.. ولكن بعد برهة دخلت القابلة تحمل طفلاً سليماً وتعتذر برقة للأم (التي كانت تغالب دموعها) على الخطأ باستبدال طفل أم أخرى بطفلها السليم لتتنفّس بعدها الصعداء وهكذا حكايات تمشي في ردهات مستشفياتنا.. الى جانب عمليات الاختطاف التي شهدتها وآخرها طفلة المستشفى السعودي بأم درمان.. والنمط الإجرامي المخيف الذي أطل برأسه في استغلال الحمل غير الشرعي لبعض النساء وبيع أطفالهن إلى أسر غنية.. جريمة نكراء وتعود قصة اختطاف طفل حديث الولادة الى أن امرأة وضعت طفلاً ذات صباح في الأسبوع الماضي بالمستشفى السعودي.. وتروي المرأة أن القابلة أحضرت لها مولودها للرضاعة، وأن امرأة بيضاء اللون ترتدي عباءة سوداء بخمار أبيض جاءت وأخذت منها الطفل بحجة أن جدته طلبت منها إحضاره لها بالخارج.. واختفت عن الأنظار ليتم اكتشاف جريمة الخطف ودون بلاغ بالحادثة.. وكوّن فريق من المباحث للبحث عنه لفك طلاسم غموض الحادث وبدأت الشرطة في البحث. ضوابط صارمة وتتمتّع بعض المستشفيات بضوابط تمنع من حدوث عمليات استبدال أو اختطاف للأطفال حديثي الولادة بحيث يتّبع مستشفى الخرطوم التعليمي نظاماً جيداً يمنع الخلط بين الأجناس (الذكر والأنثى)، إلى جانب تمييز الطفل عن الآخر بوضع ديباجة في ساعده عليها اسم والدته ووزنه. وتقول سلوى فضل المولى القابلة بمستشفى الخرطوم التعليمي إنَّ المستشفى حريص على الأطفال حديثي الولادة ويتبع ضوابط تمنع الاستبدال والاختطاف.. وتمضي بقولها: إنّ مسؤولية الطفولة كاملة تقع على عاتق القابلات.. حيث تقوم بتدوين البيانات كافة عن الأم.. وأضافت: إنّ مجرد دخول الأم إلى غرفة الولادة تلازمها قابلة لاستلام الطفل وبمجرد وضوعها تقوم بوضع ديباجة على يد الطفل بلون أزرق إذا كان ذكراً، وكما يضع لوناً بنياً إذا كان المولود أنثى يكتب عليها اسم الوالدة ووزن الطفل وبعده يتم تسليم الطفل الى ذويها بواسطة القابلة.. ونفت سلوى حدوث حالات اختطاف أو استبدال بمستشفى الخرطوم لوجود ضوابط صارمة في قسم الولادة.. وأردفت: إنّ الإدارة تحرص على توفير الديباجات لتفادي أي مبرر أو عذر إذا حدثت كارثة لا قدّر الله ويتم تسليم الديباجات حسب الورديات. مسئولية ذويه المستشفى التركي الذي تم كان تخصصيا لل(نساء والتوليد) منذ انشائه شهد حادث اختطاف واحد كما سردت لنا احدى السسترات وقالت في سردها ان هناك حالة واحدة شهدها المستشفى وكان ذلك بعد تسليم الطفل الى ذويه وأردفت : بعد تسليم الطفل لوالديه تكون المسئولية عليهما.. وفيما يتعلق بالضوابط قالت ان الام مجرد ان تضع مولودها يتم فتح ملف للطفل يحتوي على كل المعلومات المتعلقة بالام والقابلة وبالطفل وجنسه وتقوم القابلة بوضع ديباجة على يده ولكن الآن ادارة المستشفى لم تستطع توفير الديباجات وتم استبدالها ب(لصقة ) عادية. وشهد مستشفى طرفي بولاية الخرطوم حادث استبدال طفل مشوه بطفل آخر سليم ويروي المصدر ان القابلة التي كانت بمرافقة المرأة اخطأت واتت بطفل مشوه لم تصدق المرأة ان الطفل الذي يتمدد بجوارها هو طفلها خاصة ان الاطباء كانوا قد اكدوا لها سلامة طفلها .. ولكن بعد مرور ساعات حملت اليها القابلة نبأ سعيدا واخبرتها بان الطفل المشوه ليس طفلها فلم تتمالك المرأة نفسها وراحت في بكاء شديد , وفي حادث مماثل قام اب بمواراة جثمان طفله حديث الولادة ولد بمستشفى بحري وتوفي بعد ساعات .. وقام بحمل طفله ومواراته الثرى ليكتشف في اليوم التالي ان طفله الحقيقي لم يمت .. والذي قام بدفنه طفل امرأة اخرى ولدت في ذات زمن ولادة زوجته...وكان مستشفى مدني شهد حادث اختطاف طفل من مجهولة .. ولا تزال سنجة تذكر حادث اختطاف طفل من المستشفى لتصبح هذه الحوادث هاجسا يؤرق الاسر التي تنجب نساؤها في المستشفيات التي تعاني احيانا من عدم الانضباط. ويقول مصدر ان هناك بعض العصابات تعمل على بيع الاطفال حديثي الولادة الى اسر غنية ليس لديها اطفال وكانت تقارير اخبارية ذكرت بانه تم القبض على شبكة إجرامية في الاشهر الماضية من (5) نسوة ورجل، في ولاية الخرطوم، تخصصت في شراء وبيع الأطفال حديثي الولادة الناجمين عن علاقات غير شرعية. وتستغل الشبكة بعض الطالبات الجامعيات المخطئات وتعمل على توليدهن وشراء الأطفال منهن بمبلغ (700) جنيه للواحد وبيعه للأسر غير المنجبة بمبالغ تصل إلى آلاف الجنيهات ، ويشير التقرير الى ان اكتشاف الشبكة بدأ بعريضة قدمتها إحدى المتهمات لوكيل نيابة الأسرة والطفل تشتكي فيها صاحبة المنزل (أ)، وقالت في العريضة إن (أ) تقوم بالسمسرة في الأطفال ، إذ تبيعهم وتشتريهم ، وكان سبب الخلاف بينهما في أجرة المنزل، حيث طلبت (أ) من الشاكية زيادة الأجرة. وفور وصول العريضة إلى وكيلة النيابة وجهت الشرطة بالتحرك نحو المنزل مباشرة ودهمه وإحضار الأطفال الموجودين بداخله بجانب القبض على كل من بالمنزل. و تحركت فرقة من مباحث حماية الأسرة والطفل إلى المنزل بضاحية الحاج يوسف الردمية ، وداهمته ، ووجدت بداخله طفلين حديثي الولادة، بجانب المتهمة، كما عثرت داخل المنزل على طالبة جامعية مطرودة من أسرتها ، حبلت وولدت ، واقتادتهن جميعهن إلى الحراسة ، وأخذت الشرطة الطفلين وسلمتهما لدار رعاية الطفل للاعتناء بهما. وداخل قسم شرطة حماية الأسرة والطفل تم إخضاع المتهمات للتحقيق، فذكرت المتهمة الأولى أنها تبنت أحد الطفلين المضبوطين بالمنزل ، ونفت بيعها الأطفال. أما الشاكية (جارتها) فقد تحولت إلى متهمة بالتستر على هذا العمل الإجرامي الذي تمارسه المتهمة لمدة عام، وذكرت في أقوالها إن المتهمة ببيع الأطفال تحضر الأطفال بواسطة قابلة تقوم بتوليد الحوامل، ويكون الطفل ناجماً عن علاقة غير شرعية، وتقوم القابلة بإحضاره للمتهمة صاحبة المنزل، وتقوم الأخيرة بشرائه منها بمبلغ (700) جنيه وتبيعه إلى أسرة خارج الخرطوم بمبالغ كبيرة، وذكرت المتهمة أنه تم بيع طفلين إلى أسرتين في سنار والقضارف بواسطة المتهمة الأولى. خطر تشكل ظاهرة جرائم اختطاف الاطفال حديثي الولادة نمطا مخيفا من الجرائم الاخلاقية .. وربما تستشري اذا لم تضع المستشفيات ضوابط صارمة داخل غرف الولادة والتأكد من المعلومات الخاصة بأسرة الطفل وغرفته ..