في الوقت الذي يَحتفل فيه فريق النادي الأهلي المصري بتحقيقه إنجازاً يشبه الإعجاز بفوزه ببطولة أفريقيا للأندية الأبطال في ظل ظروف استثنائية معروفة للجميع بغياب التنافس المحلي بعد مجزرة إستاد بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 70 شخصاً من مشجعي (ألتراس أهلاوي)، خرجت مجموعة (ألتراس أهلاوي) ببيان نشرته صحيفة (اليوم السابع المصرية) جاءت تفاصيله على النحو التالي (أكد جروب ألتراس أهلاوى عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" على أنه لا يوجد استقبال لفريق الأهلي الحاصل على لقب دوري أبطال أفريقيا مساء أمس السبت، على حساب نظيره الترجي التونسي، وذلك بسبب حالة الحداد الموجودة في البلاد بسبب حادثة قطار أسيوط والتي راح ضحيتها 50 طفلاً). وذكر الجروب على صفحته قائلاً: "لا يوجد تجمعات لجروب ألتراس أهلاوي فى المطار لاستقبال فريق النادى الأهلي لأن البلد تعيش حالة حداد بعد استشهاد أكثر من 65 طفلاً في حادثة الإهمال في أسيوط، كما أن الجروب أعلن من قبل أنه بعيد عن التشجيع حتى استرداد حق الشهداء.. على أفراد الجروب الالتزام بذلك.) انتهى. وفي تقديري أن رفض الجمهور لاستقبال ناديه الفائز بكبرى بطولات الأندية الأفريقية يعود للجزئية الأخيرة التي وردت في البيان وجاء فيها (كما ان الجروب أعلن من قبل أنه بعيد عن التشجيع حتى استرداد حق الشهداء.. على أفراد الجروب الإلتزام به) إنتهى. رغم ان حادث وفاة 65 طفلاً هز المصريين وغطى على فرحة الأهلي بالكأس الأفريقية. مؤكد أن موقف (ألتراس اهلاوي) يستحق الإحترام والتقدير على تمسكهم بالقصاص للشهداء ، والتوقف عن التشجيع حتى يتحقق ذلك ، خاصة وانّ من قتلوا قتلوا في مدرجات إستاد بورسعيد وهم يشجعون فريقهم المفضل ، والتوقف عن التشجيع والفريق يحقق أكبر بطولة افريقية يحتاج للتعامل معه من واقع حجم المأساة التي عاشتها هذه الجماهير التي لن تنطفئ نيرانها إلا بعد صدور أحكام قضائية ضد المتهمين في مجزرة بورسعيد، وإن كنت أرى أن إرادة نجوم الأهلي تركزت في الإنتصار لأرواح شهداء إستاد بورسعيد من (ألتراس أهلاوي) وتقديم هدية لأسرهم وأنصار الألتراس كما ورد في بعض المواقع والفضائيات.. ورغم أنها قضية داخلية خاصة بالنادي الأهلي المصري وبالكرة المصرية إلاّ انّ الدروس التي قدمتها كثيرة يجب الاستفادة منها في كيفية إدارة مثل هذه الأزمات، ورغم فشل المصريين في إيجاد حل جذري لها حتى الآن للتعقيدات التي تحيط بها والتي لم يغط عليها فوز فريق الأهلي بكبرى البطولات الأفريقية، إلا أنها لم تكن في مجملها سلبية ، ويكفي أنها قدمت لنا إرادة لاعبين انتصروا على كل الظروف التي واجهتهم ، بدايةً من أجواء الحزن خاصة وانّ مجزرة بورسعيد تمت أمام أعينهم وبعضهم نجا منها بقليل ، ومروا بحالة الإحتقان التي يعيشها النادي في مواجهة أكبر فصيل جماهيري (التراس أهلاوي) عرف بتغيير شكل التشجيع في مصر، ونهايةً بمقاطعة استقباله جماهيرياً بعد الفوز بالكأس الأفريقية التي حقق إنجازها بدون منافسة محلية. وهي إرادة كان يحتاجها الهلال السوداني أمام دجوليبا المالي ويحتاجها اليوم أمام الأهلي مدني على الأقل يؤكد جدية اللاعبين ومسؤوليتهم والتزامهم، باللعب الجاد والتركيز وعدم التراخي في أية فترة من فترات المباراة حتى يتحقق الفوز بكبرى البطولات السودانية (الدوري الممتاز).