أن تشاهد البروفيسور إبراهيم غندور رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني غاضباً فذلك أمر نادر الحدوث، فالرجل يتسم بثبات إنفعالي لم يخذله إلا مرة واحدة فيما يبدو عندما ذرف دموعه من أجل الوحدة بعد أن (صفّر) قطر انفصالها. وباستثناء ذلك فقد ظل غندور يتحدث في أكثر القضايا تعقيداً بلغة مغسولة يصعب الإمساك معها ب (مناشيت) للصحف المتعطشة للعناوين الحمراء. ولكن غندور غادر محطة هدوئه المعتاد تلك عندما شن في اجتماع مجلس الاتحاد أمس الأول هجوماً فوق المعدل على وزير المالية علي محمود عبد الرسول متهماً إياه بالوقوف ضد النظام السياسي للدولة، وعدم التزامه بتنفيذ القرارات التي تصدر من رئاسة الجمهورية، وذلك بعد رصده لتقاعس المالية في عهده عن الوفاء بحزمة من المستحقات العمالية، مشيراً إلى أنه ظل يحارب اتحاد العمال منذ أن كان والياً على ولاية جنوب دارفور، لافتاً إلى أن التفاهم مع وزارة المالية لم يتعثر إلا في عهد الوزير الحالي. مهما يكن من أمر، فإن حديث بروفيسور غندور بهذه الطريقة وفي الهواء الطلق يعكس أحد أمرين.. إما أن هناك قضية شخصية بينه ووزير المالية، أو أن الخلاف حول استحقاقات العاملين بولايات البلاد المختلفة قد وصل مرحلة بعيدة. وفي الحالتين سيكون القادم أسوأ ما لم يتم تدخل الكبار لوضع الأمر في نصابه وإيجاد معالجات جذرية بعيداً عن المسكنات التي فقدت فعاليتها بالنسبة للعمال من فرط تعاطيها.