في السياق القرآني تواجهنا سورة (النور) بآية تبدأ ب (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً)، وهى إشارة لطيفة لسن اليأس النسائي... مع إنّ سن اليأس ليس للمرأة وحدها، فللرجال كذلك منه نصيب، لكنّ الرجال ينتهزون أنّ القرآن لم ترد فيه إشارة (والقواعد من الرجال) فيتصوّرون سن اليأس شأناً نسائياً ولا يوجد سن يأس رجالي! الفرق في سن اليأس بين الرجال والنساء فرقٌ جُمركي، ففي النساء سن اليأس هو قلة (الوارد) من هرمون الأنوثة (الاستروجن)، وفي الرجال هو قلة الصادر من هرمون الذكورة (التيسترون)! داخل المرأة نسبة من هرمون الذكورة، هذه النسبة هي التي تدعوها لدخول الصالون السياسي أحياناً... وداخل كل رجل نسبة من هرمون الأنوثة، وهي النسبة التي تدعوه لحجز مقعده في مراكز الأناقة... لكنْ ما يستحق منكم رفع حاجب الدهشة هو أنّ بعض الرجال يخضعون لجلساتٍ علاجية بهرمون الأنوثة من سرطان البروستاتا، وأظنها محاولة تُعبّر عن منتهى (اليأس)! أعراض سن اليأس عند المرأة مشهورة وهي غير ذلك في الرجال... أعراض سن اليأس الرجالي هي تصلّب في كل عضو كان ليّناً وليونة في كل عضو كان صلباً... إذا بحثتَ أكثر عن فرقٍ بين (اليأسين) فستجد أنّ المرأة طوال حياتها لا تستخدم العصا في مظهرها أو جوهرها، والرجل يحمل العصا في كل مراحل عمره، ففي طفولته تحملها عليه المؤسسة التعليمية، وفي الجامعة يستخدمها أداة للتعبير عن الرأي تارة، أو تُسْتَخدمُ ضدّه عندما يحملها الاحتياطي المركزي، ثمّ بعد تخرجه يحملها إذا صار وزيراً أو والياً، ثمّ في سن اليأس السياسي يتوكأ عليها! لا داعي لاستخدام العنف اللفظي مع المرأة فنقول إنها بلغت سن اليأس وهي في متوسط العمر، ولا يقول الرجال عن أنفسهم ذلك وهم في أرذل العمر لأنّهم يتزوّجون فيه للمرة الرابعة مع أننا لا نعرف عنهم نشرة الثانية عشرة منتصف الليل! في سن اليأس كلانا يستقيل، هنّ يستقلن استقالة وظيفيّة عن الإنتاج، والرجال يستقيلون إستقالة أفدح، إستقالة سريريّة فينالون لقب (القواعد من الرجال)!!