من بلاد تموت من البرد حيتانها، كما يقول الروائي العالمي الراحل الطيب صالح، عاد إلى البلاد في الأيام الفائتةالأستاذ حاتم السر علي القيادي البارز بالحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ومرشحه السابق للرئاسة. حيث تفيد متابعات (الرأي العام) أن عودة السر من لندن ستكون نهائية هذه المرة. حاتم السر، عاد إلى البلاد وحزبه (الأصل) مثله مثل بقية الأحزاب الإتحادية (المُقلدة)، يعيش أوضاعاً لا تسر. فهو ما زال منقسماً بشدة ، حيث يعمل تيار معتبر في داخله للقفز من قطارها بأقل خسائر، ومن المعلوم ان حاتم في مقدمة الرافضين لمشاركة الحزب في الحكومة ويراها خطأ سياسياً بامتياز ، لذلك لم يستطع حاتم التعبير بوضوح فيما يبدو عن مواقف الحزب منذ مشاركته ، وظلت آراؤه الطليقة محبوسة عن وسائل الإعلام، حتى أصبحت بعض الصحف تضيف إلى المتحدث الرسمي باسم لجنة المؤتمر العام للحزب إبراهيم الميرغني، صفة الناطق الرسمي للحزب ، وهي الصفة التي أُنتخب لها حاتم، ويتوقع أن يعود لتذكير الناس بها في الأيام المقبلة من خلال تصريحات يعرف حاتم جيداً كيف يصوبها كما الرصاص في وجه الخصوم. حاتم السر، قرر العودة، أو ربما قد يكون طلب منه مولانا محمد عثمان الميرغني ذلك وهو على مشارف المؤتمر العام للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل.. ذلك المؤتمر الذي يشكك كثيرون في انعقاده نظراً لما قد يفتحه على الكبار بالحزب من أبواب شبهية بأبواب الجحيم، حيث ينتظر أن يُعيد تصحيح كثير من الأخطاء والمواقف، ويغربل قيادات صعدت بليل، وإقتربت دون مؤهلات من كابينة القيادة ومِقّود السلطة. حلم حاتم السر كثيراً بتغيير النظام، ونفخ قبل أشهر بقوة في نيران الاحتجاجات الشعبية بسبب زيادة الأسعار حتى توقع سقوط النظام قريباً، فأعلن أن عودته ستكون بعد تغيير النظام. ولكنه عاد في الأيام الفائتة ليجد أن المتغير غير المستساغ بالنسبة له هو تحوله من قيادي بحزب معارض، إلى قيادي في حزب حاكم رغم معارضته الصريحة للنظام.