وصف الفريق أول مهندس محمد عطا المولى عباس مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، المحاولة الانقلابية التي أحبطتها السلطات اخيراً بأنها محاولة كاملة الأركان والإعداد للانقلاب على نظام الحكم. وكشف عن اشتراك ضباط من جهاز الأمن والقوات المسلحة وسياسيين في العملية. واعتبر أن المخطط كان يكفي لتنفيذها لولا يقظة الساهرين على أمن البلاد. وقال عطا لدى مخاطبته انطلاقة أعمال ملتقى التنسيق الأمني الأول للولايات الشرقية بحضور ومخاطبة موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية ببورتسودان أمس، إن المجموعة أعدت العدة لتنفيذ (الخيانة) وحررت بيانها كثورة بديلة على نظام الحكم باسم (الثورة التصحيحية)، وأضاف: لكن هيهات، ونعدكم بأنّهم سيُعاملون بالعدل والحسم لأن الخيانة هي الخيانة بذات الطعم المر أياً كان مصدرها.. والعدالة هي العدالة لا تتجزأ. وكشف عطا عن تدخل جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقوة منذ ثلاثة أشهر لمكافحة ظاهرة الاتجار بالسلاح وتهريبه التي وصفها بالخطيرة بالتنسيق مع القوات المسلحة والشرطة ووزارة العدل، وأكد أنه لا علاقة للظاهرة بأية جهة سياسية، ونوّه لتنفيذ عدد من العمليات في كوستي وكسلا والقضارف وعطبرة رصدت (18) بلاغاً في مواجهة (41) متهماً، ونبّه إلى ضبط مئات القطع بحوزة المتهمين، بجانب (140) ألف طلقة و(40) صندوق ذحيرة رشاش قرنوف ومئات الطبنجات على متن (11) عربة مخصصة لترحيل السلاح. وأكد استمرار جهود حسم الظاهرة رغم استحداث المهربين طرقاً جديدة لتنفيذ الجريمة. وكشف عن تنسيق محكم بين الجهاز والقوات المسلحة والشرطة عبر لقاءات راتبة لمكافحة الظاهرة التي قال إنها تتولد منها جرائم المخدرات وتهريب البشر، وأكد أن الظاهرة في طريقها للزوال قريباً. وفي السياق، كشف عطا أن العملية التي نفّذها الجهاز في الدندر تمت ضد مجموعة إرهابية مكونة من (31) من الشباب المتطرفين، شارك أغلبهم في جرائم سابقة وتجمعوا للتدريب على عمليات إرهابية في منطقة نائية بحظيرة الدندر لاستهداف رموز الدولة وبعض المصالح الغربية والبعثات الدبلوماسية وأفراد القوات الدولية داخل الخرطوم، وأبان أن منسوبي الجهاز من وحدة العمليات وشرطة الحياة البرية بجانب القوات النظامية في سنار والقضارف، نجحت في ضبط المتطرفين وبحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المعدة للتفجير. وباهى عطا بامتلاك الجهاز تجربة رائدة في معالجة ظاهرة الغلو والتطرف بانتهاج فكرة المراجعات عبر الحوار مع المتطرفين الذي أسهم في إخراج الكثيرين من (المغرر بهم) من دائرة التطرف لدائرة الاعتدال بفضل التخطيط الجيد وإشراك ذوي الخبرة والاختصاص في التنفيذ. وأكد عطا الحرص على أن يكون البحر الأحمر بحيرة آمنة، واستعداد الحكومة للاستمرار في التعاون مع المملكة العربية السعودية واليمن وجيبوتي وأريتريا ومصر لتحويل البحر الأحمر إلى منطقة ذات فائدة للشعبين تستثمر فيها ثروات ومكونات المنطقة الكثيرة. وعبّر عن أمله في أن تشهد سواحل البحر الأحمر نشاطاً اقتصادياً نافعاً للسودان وجيرانه في المنطقة.