تصوير: إبراهيم حامد: لم ينعم وسط الخرطوم مساء أمس بالهدوء كعادته، فقد قادته صدفة الأحداث إلى التمرد، عقب تظاهرات بجامعات الخرطوم والنيلين والسودان التي تطوّرت وأدت إلى أزمة الوسط المتأزم منذ فترة ليست بالقصيرة بسبب شح مركبات النقل العام.. أحداث الجامعات صبت زيتاً على نار (زحمة وسط البلد) ليشتعل هو الآخر. فوق العادة جموعٌ غفيرةٌ من المواطنين المغلوبين على أمرهم، ودّعوا مكاتبهم واتجهوا كعادتهم إلى مواقف المواصلات، وبما أن خروجهم صادف بداية الأسبوع، الذي يحمد له خلو ساحات مواقف المركبات العامة (كركر - والإستاد) من أية وسيلة نقل، ظلوا ينتظرون في صمتٍ مصيرهم المعتاد، ولكن وبصورة درامية تغيّر المشهد، حينما تفاجأ المواطنون بانقلاب طاولة الصمت إلى (هرج ومرج).. لم تنفض ساحة المواقف المذكورة من المركبات أمس الأحد فحسب، بل من المواطنين أيضاً، الذين تفرّقوا في شوارع الخرطوم، حيث بدت الأخيرة خالية تماماً من المركبات التي حلّت محلها عربات الارتكاز. الشرطة هنا تمضي دراما الأحداث التي عكست حالة توهان المواطنين في الشوارع، فأينما ذهبوا يجدون الشرطة تطالبهم بالذهاب إلى شارع آخر.. يرابط فيه أفراد الشرطة أيضاً ليعيدوهم مرةً أخرى إلى ذات الشارع.. أفراد الشرطة استخدموا الغاز المسيل للدموع لتفريق أية تجمعات.. ودوي الانفجارات والدخان المتصاعد أصاب العديد من الناس بالذعر خاصةً النساء. ضالة المواطنين المواطنون في غضبهم أحرقوا (بص الوالي)، الذي ظل يتعرّض للحرق في أية أحداث شغب.. بجانب احتقان المواطنين بأزمة المواصلات التي أزّمتها أحداث الجامعات، فإن هناك آخرين كان يبحثون عن ضالتهم لإفراغ شحنات الغضب نتيجة الحدث الرياضي المهم الذي صادف فتيل الأزمة، وهو شطب قائد فريق الهلال البرنس (هيثم مصطفى).. أصحاب المركبات تشبثوا بالوقوف خارج حدود الخرطوم تحسباً للنيل من مركباتهم، مما اضطر البعض لقطع الكباري راجلين، ومن لم يستطع لاذ بشوارع الوسط الفرعية لحين انقشاع عتمة الأحداث.. وكان مساءً مختلفاً.