تشهد الاحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية والاستقلال سنوياً، حراكاً اقتصادياً ملحوظاً، وزيادة في استهلاك بعض السلع، الى جانب انتعاش قطاع الخدمات الاقتصادية من كافتيريات ومطاعم وفنادق ولكوندات وشقق مفروشة والمحلات العامة ببعض ولايات السودان كولايات: البحر الأحمر والخرطوم والجزيرة، التي تستقبل بعض الاسر والأفراد لقضاء عطلة رأس السنة بتلك الولايات، كما تنشط حركة بعض المحلات وتستمر حتى الصباح الباكر، بجانب انتعاش محلات بيع الهدايا والوجبات السريعة والجاهزة. وكشف استطلاع ل (الرأي العام) وسط الأسواق وبعض المواطنين عن حراك واستعدادات للاحتفال بأعياد رأس السنة والاستقلال والتي انعكس أثرها الاقتصادي على الأسواق وقطاع النقل والفنادق والمطاعم والكافتيريات وصالة الأفراح التي بدأت تستعد للاحتفال. وقال الطالب معاوية الأمين إنّ معظم التركيز في أعياد الاستقلال ورأس السنة يكون على الغناء والحفلات المقامة بالأندية والصالات، وأشار الى ارتفاع أسعار التذاكر حيث تراوحت ما بين (50 - 100) جنيه، وأوضح أن أثرها الايجابي على قطاع المواصلات في تلك الليلة، بجانب مبيعات التذاكر وما تقدمه أماكن الاحتفالات والحفلات من مأكولات ومشروبات للمشاركين. وتوقع المواطن فضل عبد الله أن تكون الأعياد مختلفة تماماً عن سابقتها نسبةً للضائقة الاقتصادية وغلاء كل الأشياء، بجانب غياب دور الجنوبيين وما كانوا يقومون به في مثل هذه المناسبات، وقال فضل ل (الرأي العام): خير مثال أعياد (الكريسماس) حيث انها لم تشبه سابقاتها، وتوقع ان يمر رأس السنة بنفس الصورة وأن لا يحدث أي حراك تجاري بصورة تلفت الأنظار، وأضاف: تسبق هذه الأشياء استعدادات نفسية وأحاديث في المدينة بجانب استعدادات المستفيدين من ذلك، وقال: جميعها لا نرى لها وجودا على الصعيد الشخصي أو الوضع العام. وفي السياق، قلّل حاج الطيب الطاهر الأمين العام للغرفة التجارية ولاية الخرطوم من أثر الاحتفال برأس السنة والاستقلال على الحركة التجارية نتيجةً للظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وفي ظل الركود والكساد الذي يصيب الأسواق جراء غلاء الأسعار وارتفاع الدولار مقابل الجنيه. وأوضح الطاهر أن أثر الاحتفالات لا ينعكس على تجار الجملة والموردين بقدر ما يكون أثره على تجار القطاعي بالقرب من أماكن الاحتفالات وفى المناطق الطرفية. واستبعد الطاهر في حديثه ل (الرأي العام): حدوث حراك تجاري بصورة تذكر مع رأس السنة نسبةً لغلاء الأسعار والكساد مقارنةً بدخل الفرد، حيث يصعب على المواطن اقتناء الضروريات ناهيك عن الاحتفالات والأعياد، وأوضح أن ارتفاع الدولار أثّر في كل مناحي الحياة العامة، وأن الجميع في انتظار أن تزول التشوهات التي أصابت الاقتصاد، وأضاف: نأمل أن يطبق حديث وزير المالية الاخير بضخ عملات صعبة على ارض الواقع، حيث لم يحدث شئ حتى الآن مع استمرار المضايقات للتجار ما أدى الى توقف الحركة التجارية تماماً، والكل أصبح في اتنظار ضخ العملة وتراجع الدولار مقابل الجنيه على الرغم من عدم اتضاح الرؤية. من جهة أخرى، أوضح فتح الرحمن جيب الله رئيس شعبة تجار أم درمان ان رأس السنة عادةً ما يتبعه انكماش في السوق بسبب إغلاق الحسابات وتجفيفها بالشركات والبيوتات الكبيرة مما يعطل العمل لفترة تتراوح مابين (5 - 7) ايام بعدها تكون الأمور عادية. أما بالنسبة للاحتفالات وما تتبعها من عطلات، فإنها تعتبر تعطيلاً للحركة التجارية بزيادة عطلة بجانب العطل الأسبوعية، وأضاف: لا تجد مثل هذه الأعياد اهتماما من جانب التجار وينحصر الاهتمام في قطاعات الشباب والطلاب، إضافةً الى أن وجود الجنوبيين كان له الأثر الكبير في مثل هذه التظاهرات على الرغم من أنها ليست من شيم وعادات وثقافات السودان الإسلامية، فغالبية أهل السودان تمر عليهم وكأنّها عطلة عادية والقلائل من يهتمون بها، وبالتالي يكون الأثر التجاري ضَعيفاً جداً، بوصفها أقل اهتماماً من الأعياد المعروفة كالفطر والأضحى.