تعلية خزان الروصيرص انتصارٌ وطنيٌّ عزيز، وإنجازٌ تاريخيٌّ يُجسِّد إرادة وعزيمة السودانيين في ملاحقتهم للأحلام الكبيرة.. (42) عاماً من الصبر ومكابدة الواقع بحثاً عن (التعلية) أو هي (التحلية) التي ننهي بها العام 2012 وندخل بها إلى آفاق جديدة لتحقيق أحلامنا المشروعة في التنمية وممارسة هوايتنا المُحبّبة في الانتصار على الظروف وقهر الصعاب. انتظر شعبنا (42) عاماً يرابط في محطة الهمم العالية بحثاً عن ما سيفتتحه الرئيس عمر البشير اليوم.. يستحق كل من وقف خلف هذا الإنجاز مليار تحية وهو يخاطبنا بلغة الفعل لا الأماني، ويجعل بيننا والتنمية موعداً مضروباً وعهداً قريباً.. الأرقام لا تكذب ولا تتجمّل والإنجاز يضعنا أمام واقع يؤكد من الحقائق ما يشرح الخاطر وما (يغيظ من كفر)، و(يعجب الذين يؤمنون بالقضاء والقدر). (ماشاء الله) استغلال حصتنا المتبقية من مياه النيل والبالغة (4) مليارات متر مكعب، إضافة أكثر من (1,5) مليون فدان للرقعة الزراعية يمكن ريّها انسيابياً.. زيادة انتاج الكهرباء بنسبة (50%) لتبلغ (1800) قيقاواط وقد كانت (1200) قيقاواط ساعة.. تنفيذ مخطط مشاريع كنانة والرهد والدندر.. زيادة الثروة السمكية والصيد من البحيرة بنسبة (70%). الأهم من كل هذا وذاك ما سينشأ من حياة اجتماعية متقدمة تصاحبها بيئة معيشية وخدمية راقية للسكان.. وفي مواقع نموذجية يرتفع فيها مستوى خدمات المياه والكهرباء والطرق والتعليم والصحة. ما تقدّم نُذرٌ يسيرٌ من فوائد جمّة ستعود بكل الخير على بلادنا وهي تمضي في سعيها لتحقيق معاني الاستقلال عبر تعزيز قدرات الاعتماد على الذات.. فالاستقلال السياسي يظل ناقصاً إن لم تتبعه خطوات لتحقيق الاستقلال الاقتصادي الذي يعصمنا عن ذل الحاجة والاعتماد على الغير.. وما تحقّق من إنجازٍ في تعلية الروصيرص سيضرب موعداً جديداً للسودان مع تاريخ قريب يحمل كثيراً من البُشريات والانتصارات. إنجاز الروصيرص يؤكد بالفعل أن مشوار المليون ميل يبدأ بخطوة.. وانه لابد من الإنجاز وإن طال السفر.. ويدلل على أن العزيمة والإصرار يسبقان ما ترصده من مال وأنت تقرر أن تكون كبيراً بهمتك ومشروعاتك وإنجازاتك التي تسد عين الشمس. التهنئة للشعب السوداني بهذا الإنجاز الكبير، ولوحدة تنفيذ السدود التي جعلت من هذا الحلم واقعاً ممكناً بعد أن تولت العمل في العام 2006.. والتحية للقيادة السياسية التي ظلّت تراهن على مشروع تعلية الروصيرص وتدخره وعداً وحُلماً يلبي أشواق أهل السودان في العيش الكريم.. ولتمض المسيرة الوطنية قاصدة في مسارات التنمية وتنفيذ المشروعات الكبيرة.. والتحية لضيوف البلاد الذين جاءوها خبباً للاحتفال بهذا الإنجاز العظيم. وعلى كُلٍّ.. وفّقت وحدة السدود في تقديم أغلى هدية للشعب السوداني وهو يحتفل بذكرى الاستقلال ال (57) ونجحت في إهدائنا مشروعاً عملاقاً به نفخر ونفاخر.. فالسودان يستحق أن يكون قبلةً للتنمية ومنارةً تهتدي بها الدول في مجالات التنمية.. إنها حقاً تعلية و(تحلية).. وكل عام وأنتم بخير.