نعم فقد تبين علمياً واستكشافياً ان بلاد السودان هذه حبلى بأنهار من النفط ما كانت أحجامها لتخطر على بال بمجرد التخمين.. إن المربعات البترولية تكاد تغطي الآن مساحة هذه البلاد.. بما فيها الخرطوم حيث ينبئ مربعه بخير كثير إن مربعات انتاج البترول وفق التقارير والاختبارات والعينات يزول معها عهد التمني وأضغاث الأحلام وليجئ عهد التحري وحساب الزمن والمسافات والبذل والاستعداد بالقدرات .نعم فقد نجمت بعض «عترسات» كما نعبر تبدو وكأنها أريدت قصداً وهي حدة المطالب بتعويضات الأراضي وما جاورها من منافع وهذه حقوق لا بد أن تؤدي حين يحين حينها فلا تصبح «مصادرات» للجهود الجبارة التي تبذلها وزارة النفط والشركات المتنافسة على استخراج أنهار النفط في بقاع السودان وأصقاعه.. فلا ننسى ان إنشاء المنشآت البترولية في كل إقليم مشروطة ببذل الخدمات الإنمائية والإنشائية لأهله أي أن الأمر لم يكن قاصراً على ضخ البترول وتسييله باتجاه المصافي والمستودعات وموانئ التصدير الوفير إلى مختلف بقاع العالم .. وكما ذكرت من قبل «بصيص الجمعة 16 نوفمبر» إن أبناء السودان بات يتعاظم رجاؤهم بانفراج الضائقات بترولياً ذلك ان مكنون أرض السودان من النفط سوف يصبح تحت الأبصار وداخل الأنابيب الطويلة لتتلقاه عنها موانئ التصدير إلى انحاء الدنيا ليجئ العائد محققاً للرخاء بعد الضائقات الشديدة التي كظمها الكثيرون وتعاملوا معها بالصبر الجميل ثقة في الله ورحمته بما يتوطن في الضمائر المؤمنة من سمو وتقوى .ان ما يسر الجميع ويفرحنا في كل أنحاء بلادنا ان تنبسط أجنحة الرخاء تظلل أهلنا في مختلف بقاعهم .. عندئذ تنقشع سحب الكآبة عن الوجوه والديار و الصغار و الكبار إن شاء الله.. إن بلادنا موعودة بخير كثير يخرج من باطن أرضها وهو البترول.. حتى أنني لأحسب ان البلاد صارت محتاجة إلى أنابيبها الممتدة من الجنوب وحتى شاطئ البحر الأحمر لتسييل نفطها هي بدلاً عن تأجيره.. أو استحداث أنابيب أخرى شبيهة لتفي بالغرض الأكبر والأهم انه على أقل تقدير أصبح المتوقع من إنتاج نفط السودان يفوق بكثير ما كان يمثل نصيب السودان فيما قبل إيقاف ضخ البترول أو فيما قبل الإنفصال.. ذكر الدكتور عوض أحمد الجاز وزير النفط في بيان له أمام مجلس الولايات في جلسته الاثنين 12 نوفمبر برئاسة د. إسماعيل الحاج موسى - ذكر ان النفط ظل يشكل أهم مورد اقتصادي من خلال مساهمته بأكثر من نصف الإيرادات القومية منذ اكتشافه وحتى انفصال الجنوب الذي ذهب بثلثي الانتاج، والآن ها هي وزارة النفط- يقول الوزير- تتبنى برنامجاً جسوراً لزيادة الانتاج محوره الرئيسي تكثيف العمل الانتاجي وتسريع وتيرة عمليات المزيد من الاستكشافات متواكباً مع الانتاج في كل المربعات والحقول القائمة.. بالطبع فقد طرأت بعض مشاكل في تعويضات الأرض لأهلها التي لا بد من الإيفاء بها وقد أبدى نواب مجلس الولايات إستعدادهم لتذليل هذه المشاكل أجمعها- ان فجر الرخاء يلوح الآن في أفق قريب إن شاء الله..