ضائقات كثيرة عبرتها مسارات اهلنا اولئك الذين عرفوا الصبر الجميل وهذا الصبر لا يدانيه جزع اذ تؤهل لهذه الخصال الفريدة شجاعة متأصلة في انسان السودان تحول بينه وما نسميه البشتنة فهي عندهم دلالة من دلالات الخوف وصفة الخوف افدح النقائص لدى اهل هذه البلاد الذين لا يشبههم شعب فيما عرفنا من شعوب قريبة او بعيدة . ويشاء الله ان تضمر مساحات الضائقات وتستمر مع الايام في ضمور وتناقص ذلك ان ما كان يطوق اقتصاديات البلاد من عقبات كانت تبدو عسيرة العبور اذن الله ان يبدأ بدادها ويزول بعض عارضها ولهذا فانه من اوجب واجبات الشكر لله ان نزيح القنوط لتشرئب اعناق الجميع الى الاعلى مستنشقة هواء عليلاً ذلك ان نعم الله جاءت على اهلنا في هذه البلاد الطيبة وعلى اهلها اكرم اهل الارض قد جادت عليهم ببدائل هي مصادر السعة والانفراج مما ظلوا يمشون فوقه بامتداد التاريخ الغارب ، هذه اطنان الذهب تزحف كل يوم ببريقها الاصفر صوب الخزانة والجيوب فقد انتشر اهلنا الذين كانت تخنقهم الفاقة و يصفرهم الفقر الذي اعجز اعدادا كبيرة من البسطاء انتشروا في الارض ذات الطول والعرض يستخرجون المعدن النفيس لتتغير ظروف اكثرهم وتعود الى ثغورهم ابتسامات كانت استعصت على المجئ. وهؤلاء هم الذين اشعروا الدنيا ان بلادهم انما هي كنز كبير يغنيهم بمر الايام والشهور ويفيض على المستثمرين الذي بدأت مجموعاتهم في الزحف الى السودان بما يملكون من تقنية تتيح احتفار الارض دون مخاطر ويبتدعون آليات تقنية تؤكد مواقع الذهب تحت الارض وقد اتاحوا الافادة منها للقادرين على شرائها واستخدامها فيسرت عمليات البحث عن الذهب لكثيرين وينتظر ان تعم التقنية الحديثة قوى التعدين الاهلي لتفيض جهود الجميع بأطنان الكتل الذهبية أولم يكن الحساب يجري بالجرام والأوقية ، ويأتي خير آخر تتفجر به الارض الطيبة هذه هو ذهب ولكنه ذهب اسود انه البترول بعد ان ظن البعض ان ارض السودان هذه عقيمة وإنما الذهب الاسود وجودة قاصر على ارض حكومة الجنوب التي بدأت تصدق التخرصات وتستخدم بترولها لابتزاز حكومة السودان بما لديها بعد ان اقفلت انابيب البترول من جهتها في يناير الماضي فأخذت تلوح بشروط اعادة ضخ البترول ليسيل عبر انابيب الشمال الواصلة الى موانئ التصدير على ساحل البحر الاحمر .. وهنا تنشط وزارة البترول لتحقيق الحل الاجدى و الأبقى والأنفع فإذا جهودها الجبارة في مختلف مربعات التنقيب تفيض بترولاً زاخراً يلجم ألسنة الساخرين والحاسدين .. الاسبوع الماضي جرى الاحتفال بمنشآت بترولية عديدة منها تدفق البترول في حقل جديد في بريصايا ويقام صرح جديد لتصفية البترول وتستكمل خطوط بترول جديدة مهيأة للتصدير وهناك مفاجآت بترولية سيتاح الوقوف عليه بعد حين قريب ويتبدد القنوط.