رموز الحركة الوطنية ورواد الاستقلال في الكثير من مدن السودان لا تعرفهم الأجيال الحالية ولم يوثق لهم التاريخ السياسي الكثير من ملامح نضالهم الذي خطّ بأحرف مضيئة معالم الطريق نحو الانعتاق والحرية والاستقلال من المستعمر. والقضارف كغيرها من مدن السودان كان لها الإسهام الواضح في نضال الحركة الوطنية في السودان من خلال رجال كانوا نجوماً مضيئة في تاريخ السودان السياسي والاجتماعي. روى بابكر ميرغني أحد المؤرخين بالمدينة لقناة (الشروق)، أن الناظر محمد حمد أبوسن، المناضل الأشهر بالمدينة وناظر قبيلة الشكرية، كانت له دار شهدت العديد من المواقف التاريخية لملتقى النخب والرموز التي وضعت أولى اللبنات في العمل السياسي بالمدينة بالإضافة إلى قيام العديد من الأعمال الخيرية والاجتماعية مثل التعليم الأهلي والشعبي وجمعية أصدقاء المرضى، والدار شكلت ملتقى لأهل القضارف للتفاكر في الكثير من الأمور الحياتية ومنها انطلقت مسيرات الغضب تطالب بطرد المستعمر من البلاد وقد شاركت القضارف في فترة الاستعمار في تظاهرات عديدة كان أهمها تلك التي قادها المرحوم سليمان عبدالله سليمان والمرحوم أحمد الياس في هتافات عارمة تطالب بالحرية وصلوا بها إلى مكتب (المفتش الإنجليزي) وصدتهم قوات المستعمر، ولكن المسيرة والتظاهرة استمرت وجابت كل أحياء وطرقات المدينة تهتف مطالبة بالحرية والاستقلال والسيادة الكاملة للسودان. بعض الروايات تقول إن الكثيرين من المناضلين وعلى رأسهم سليمان عبدالله، قد أسهموا بصورة فاعلة في تأسيس نادي القضارف الذي تأسس عقب ثورة 1924م والذي تبلورت من خلاله الحركة الوطنية والسياسية. يقول التهامي عبد الله ، الأخ الأصغر للمرحوم سليمان عبد الله ، إن الأخير كان رمزاً من قادة الحركة الوطنية وكانت شهرته يعلمها الإنجليز جيداً، خاصة وهو المتصدي بكل السبل لسياساتهم الاستعمارية وكانت الجماهير تكن له حباً كبيراً وتقول بعض الروايات إن الكثيرين من المناضلين وعلى رأسهم سليمان عبدالله، قد أسهموا بصورة فاعلة في تأسيس (نادي القضارف) والذي تبلورت من خلاله الحركة الوطنية والسياسية خاصة بعد وصول الشيخ محمد أحمد المرضي قاضياً شرعياً بالقضارف والذي قام بجمع الصف الوطني وتنادت الأحزاب السياسية في هذا النادي. وللمناضل عمر كرار كشة إسهامات لا تخطئها العين في العمل السياسي منذ العام 1939م وكان في ريعان شبابه وقتها وظل معادياً للاستعمار وساعياً لإخراجه من البلاد مع عدد من الوطنيين الشرفاء ويحفظ تاريخ القضارف اسهامه المقدّر في رسم معاني الاستقلال في السودان و يؤكد ابنه عادل أن للمناضل كشة إسهامات لا تخطئها العين في العمل السياسي منذ العام 1939م وكان في ريعان شبابه وقتها وظل معادياً للاستعمار وساعياً لإخراجه من البلاد مع عدد من الوطنيين الشرفاء وكان على علاقة وثيقة بالزعيم إسماعيل الأزهري ورفاقه الكرام.