الاستقلال هو الانفكاك من هيمنة وسيطرة المستعمر وتحقيق الإرادة الوطنية. ولقد طفق الغرب يفرض سيطرته على شعوب العالم الثالث وذلك بغرض نهب مواردها وتقوية اقتصاد دوله بموارد الشعوب. والسودان واحد من تلك الدول تتنازع وتتصارع دول أوربا لامتصاص مواردة الطبيعية والبشرية ومنذ حكم الرومان والأتراك حتى عهد الاستعمار البريطاني. لقد أحكم البريطانيون قبضتهم على مقاليد الحكم وقمعوا ثورات الأبطال وكمموا أفواه المناضلين وزجوا بهم في غياهب السجون ولكن الثورات الشعبية ظلت تتفجر معلنة الانعتاق والتحرر من المستعمر وتساقط نتيجة ذلك الشهداء في كرري وفي هندوت. وفي كل حقب النضال كانت لوحة المقاتلين تتشكل من كل أجزاء السودان فإذا كانت الثورة المهدية قد قادها كل أهل السودان ممثلين في قادتها الأشاوس فإن تشكيلة قادة اللواء الأبيض كانت تتكون من كل أجزاء السودان. وفي اقاصي شرق السودان وعلى ساحل البحر الاحمر تتناغم هتافات أهل الشرق مع أهل السودان في شماله وغربه وجنوبه قامات من الرجال عطروا الساحة السياسية بجلائل اعمالهم. رجال امتلأت قلوبهم بالتجرد والقيم الرفيعة حتى تم رفع العلم السوداني ورفرفت ألوية الحرية معلنة الانعتاق من سيطرة الاستعمار وكان استقلال السودان ممهورا بدمائم الذكية. وفي طوكر كان على قمة المناضلين الشيخ مجذوب أبوعلي رئيس حزب الاشقاء وكان معه من قيادات طوكر أحمد دفع الله العركي سكرتير حزب الأشقاء وعثمان عبد الحفيظ والخليفة حسن عبد العزيز ودفع الله محمد عبد الرحمن والصحفي علي حسين غلام. هذه التشكيلة كانت تشعل نيران الثورة ضد المستعمر في منطقة طوكر وفي ميناء بورتسودان تحمل الجماهير على اكتافها بامكار محمدعبد الله وباتعديل الشيخ إدريس نور ومسيرتها تهدر في الشوارع لتعلن رفضها للاستعمار مطالبة برحيله. وفي منطقة القاش يزج الاستعمار المناضل علي المليك في غياهب السجون وتنذر السلطات الناظر السابق (ترك) وتبعثه الى بريطانيا للدراسة بغية إبعاده من الساحة السياسية. وفي كسلا تتلاطم الامواج البشرية التي يقودها المناضل محمد جبارة العوض فاتحا صدره لرصاص المستعمر وهو يهتف (يسقط هاو) ومعه من كسلا الشيخ محمد محمود افندي والشيخ ابراهيم مختار. وفي سواكن وسنكات برز هاشم محمد سعد أبوفاطمة باكاش وعمر أبو آمنة والأستاذ محمد كرار كجر وإبراهيم فكي ابراهيم. والسودانييون عرفوا عبر تاريخهم ناصع البياض والعامر بالبطولات أنهم أسود الشرى وأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تدافع كل الشعب بغية الدفاع عن إخوتهم. ويقول تشرشل في كتابه (حرب النهر) والذي يصف فيه انتصاره على المجاهدين العزل في كرري "ابدناهم ولكننا لم نهزمهم" مؤكدا ثبات وشجاعة الجندي السوداني وهو يواجه رصاص المستعمر المنهمر من فوهات المدافع. ولم تثن المجاهدين تلك الهزيمة عن النضال والمطالبة بتحقيق الحرية والاستقلال وما هي إلا أيام حتى برزت في الساحة السياسية جمعية اللواء الأبيض والتي قادها البطل علي عبد اللطيف وبجانبه فارس آخر من شرق السودان- وهو سليمان كشة. واذا كان الآباء قد حققوا (إجلاء) الاستعمار ورحيله فماذا حققت أجيالنا التى ظلت تنعم بالحرية؟ فهل حققنا الأهداف النبيلة التي من أجلها تساقط الشهداء؟ لقد ترك لنا السلف الصالح وطنا متوحدا وجيشا قوميا عرمرما فهل حافظنا على تلك المؤسسات التى تميزت بالأداء الممتاز؟ وما بالنا تتمزق وحدتنا وتنخر القبلية النتة في جسد مجتمعاتنا؟ وما بال نيران الخلافات والفتن تشتعل بين مجتمعنا الآمن؟. إن الاستقلال الحقيقي هو أن تتماسك الأمة وأن تتوفر للمواطن أسباب الحياة وأن يتحقق الاستقرار والأمن. والاستقلال ليس هتافات ورفع (الأعلام) والخطب الرنانة إنه وقفات تأمل لمراجعة ما تحقق منذ الاستقلال ومراجعة اخفاقاتنا. ومن مثالبنا أن جيلنا (يقول ولا يفعل) جيل شعارات وأناشيد. إننا قوم انفعاليون نثور حتى نصل درجة الاشتعال ثم فجأة نغط في سباق عميق كأن لم تكن هنالك (مشكلة). التحية للسلف الصالح من المناضلين الذين لم تثنهم السجون والتهديد عن الكفاح حتى تحقق الاستقلال آملين أن يحقق جيلنا أهداف ما بعد الاستقلال وكل عام والسودان متوحد الأطراف آمنا. // ع أبوعلي أكلاب الاستقلال هو الانفكاك من هيمنة وسيطرة المستعمر وتحقيق الإرادة الوطنية. ولقد طفق الغرب يفرض سيطرته على شعوب العالم الثالث وذلك بغرض نهب مواردها وتقوية اقتصاد دوله بموارد الشعوب. والسودان واحد من تلك الدول تتنازع وتتصارع دول أوربا لامتصاص مواردة الطبيعية والبشرية ومنذ حكم الرومان والأتراك حتى عهد الاستعمار البريطاني. لقد أحكم البريطانيون قبضتهم على مقاليد الحكم وقمعوا ثورات الأبطال وكمموا أفواه المناضلين وزجوا بهم في غياهب السجون ولكن الثورات الشعبية ظلت تتفجر معلنة الانعتاق والتحرر من المستعمر وتساقط نتيجة ذلك الشهداء في كرري وفي هندوت. وفي كل حقب النضال كانت لوحة المقاتلين تتشكل من كل أجزاء السودان فإذا كانت الثورة المهدية قد قادها كل أهل السودان ممثلين في قادتها الأشاوس فإن تشكيلة قادة اللواء الأبيض كانت تتكون من كل أجزاء السودان. وفي اقاصي شرق السودان وعلى ساحل البحر الاحمر تتناغم هتافات أهل الشرق مع أهل السودان في شماله وغربه وجنوبه قامات من الرجال عطروا الساحة السياسية بجلائل اعمالهم. رجال امتلأت قلوبهم بالتجرد والقيم الرفيعة حتى تم رفع العلم السوداني ورفرفت ألوية الحرية معلنة الانعتاق من سيطرة الاستعمار وكان استقلال السودان ممهورا بدمائم الذكية. وفي طوكر كان على قمة المناضلين الشيخ مجذوب أبوعلي رئيس حزب الاشقاء وكان معه من قيادات طوكر أحمد دفع الله العركي سكرتير حزب الأشقاء وعثمان عبد الحفيظ والخليفة حسن عبد العزيز ودفع الله محمد عبد الرحمن والصحفي علي حسين غلام. هذه التشكيلة كانت تشعل نيران الثورة ضد المستعمر في منطقة طوكر وفي ميناء بورتسودان تحمل الجماهير على اكتافها بامكار محمدعبد الله وباتعديل الشيخ إدريس نور ومسيرتها تهدر في الشوارع لتعلن رفضها للاستعمار مطالبة برحيله. وفي منطقة القاش يزج الاستعمار المناضل علي المليك في غياهب السجون وتنذر السلطات الناظر السابق (ترك) وتبعثه الى بريطانيا للدراسة بغية إبعاده من الساحة السياسية. وفي كسلا تتلاطم الامواج البشرية التي يقودها المناضل محمد جبارة العوض فاتحا صدره لرصاص المستعمر وهو يهتف (يسقط هاو) ومعه من كسلا الشيخ محمد محمود افندي والشيخ ابراهيم مختار. وفي سواكن وسنكات برز هاشم محمد سعد أبوفاطمة باكاش وعمر أبو آمنة والأستاذ محمد كرار كجر وإبراهيم فكي ابراهيم. والسودانييون عرفوا عبر تاريخهم ناصع البياض والعامر بالبطولات أنهم أسود الشرى وأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تدافع كل الشعب بغية الدفاع عن إخوتهم. ويقول تشرشل في كتابه (حرب النهر) والذي يصف فيه انتصاره على المجاهدين العزل في كرري "ابدناهم ولكننا لم نهزمهم" مؤكدا ثبات وشجاعة الجندي السوداني وهو يواجه رصاص المستعمر المنهمر من فوهات المدافع. ولم تثن المجاهدين تلك الهزيمة عن النضال والمطالبة بتحقيق الحرية والاستقلال وما هي إلا أيام حتى برزت في الساحة السياسية جمعية اللواء الأبيض والتي قادها البطل علي عبد اللطيف وبجانبه فارس آخر من شرق السودان- وهو سليمان كشة. واذا كان الآباء قد حققوا (إجلاء) الاستعمار ورحيله فماذا حققت أجيالنا التى ظلت تنعم بالحرية؟ فهل حققنا الأهداف النبيلة التي من أجلها تساقط الشهداء؟ لقد ترك لنا السلف الصالح وطنا متوحدا وجيشا قوميا عرمرما فهل حافظنا على تلك المؤسسات التى تميزت بالأداء الممتاز؟ وما بالنا تتمزق وحدتنا وتنخر القبلية النتة في جسد مجتمعاتنا؟ وما بال نيران الخلافات والفتن تشتعل بين مجتمعنا الآمن؟. إن الاستقلال الحقيقي هو أن تتماسك الأمة وأن تتوفر للمواطن أسباب الحياة وأن يتحقق الاستقرار والأمن. والاستقلال ليس هتافات ورفع (الأعلام) والخطب الرنانة إنه وقفات تأمل لمراجعة ما تحقق منذ الاستقلال ومراجعة اخفاقاتنا. ومن مثالبنا أن جيلنا (يقول ولا يفعل) جيل شعارات وأناشيد. إننا قوم انفعاليون نثور حتى نصل درجة الاشتعال ثم فجأة نغط في سباق عميق كأن لم تكن هنالك (مشكلة). التحية للسلف الصالح من المناضلين الذين لم تثنهم السجون والتهديد عن الكفاح حتى تحقق الاستقلال آملين أن يحقق جيلنا أهداف ما بعد الاستقلال وكل عام والسودان متوحد الأطراف آمنا. أبوعلي أكلاب