رموز الحركة الوطنية ورواد الاستقلال في الكثير من مدن السودان لا تعرفهم الأجيال الحالية ولم يوثق لهم التاريخ السياسي الكثير من ملامح نضالهم الذي خطّ بأحرف مضيئة معالم الطريق نحو الانعتاق والحرية والاستقلال من المستعمر. وفي هذا السرد التاريخي نسعى لاسترجاع شريط الذكريات مع نفر كريم من الأوائل الذين رسموا لوحة الاستقلال ووقعو عليها أسماءهم بأحرف مضيئة أنارت للأجيال القادمة الطريق نحو الانعتاق والحرية. والقضارف كغيرها من مدن السودان كان لها الإسهام الواضح في نضال الحركة الوطنية في السودان من خلال رجال كانوا نجوماً مضيئة في تاريخ السودان السياسي والاجتماعي. والرواية في تاريخ الحركة الوطنية رسالة وأامانة ومسئولية متعاظمة لذا لا بد أن تكون من مصادر موثوقة، وبين أيدينا بعض النمازج من رجال من مدينة القضارف كان لهم إسهام معروف في مسيرة الانعتاق والحرية. مواقف تاريخية " القضارف شاركت في فترة الاستعمار في تظاهرات عديدة كان أهمها تلك التي قادها المرحوم سليمان عبدالله سليمان والمرحوم أحمد الياس في هتافات عارمة تطالب بالحرية وصلوا بها إلى مكتب (المفتش الإنجليزي) وصدتهم قوات المستعمر " ويروي بابكر ميرغني أحد المؤرخين بالمدينة لبرنامج (كاميرا الشروق)، أن الناظر محمد حمد أبوسن، المناضل الأشهر بالمدينة وناظر قبيلة الشكرية، كانت له دار شهدت العديد من المواقف التاريخية لملتقى النخب والرموز التي وضعت أولى اللبنات في العمل السياسي بالمدينة بالإضافة إلى قيام العديد من الأعمال الخيرية والاجتماعية مثل التعليم الأهلي والشعبي وجمعية أصدقاء المرضى، والدار شكلت ملتقى لأهل القضارف للتفاكر في الكثير من الأمور الحياتية ومنها انطلقت مسيرات الغضب تطالب بطرد المستعمر من البلاد. وقد شاركت القضارف في فترة الاستعمار في تظاهرات عديدة كان أهمها تلك التي قادها المرحوم سليمان عبدالله سليمان والمرحوم أحمد الياس في هتافات عارمة تطالب بالحرية وصلوا بها إلى مكتب (المفتش الإنجليزي) وصدتهم قوات المستعمر ولكن المسيرة والتظاهرة استمرت وجابت كل أحياء وطرقات المدينة تهتف مطالبة بالحرية والاستقلال والسيادة الكاملة للسودان. الحركة الوطنية و" بعض الروايات تقول إن الكثير من المناضلين وعلى رأسهم سليمان عبدالله، قد أسهموا بصورة فاعلة في تأسيس نادي القضارف الذي تأسس عقب ثورة 1924م والذي تبلورت من خلاله الحركة الوطنية والسياسية " يقول التهامي عبدالله، الأخ الأصغر للمرحوم سليمان عبدالله، إن الأخير كان رمزاً من قادة الحركة الوطنية وكان شهرته يعلمها الإنجليز جيداً، خاصة وهو المتصدي بكل السبل لسياساتهم الاستعمارية وكانت الجماهير تكن له حباً كبيراً وكان قائداً لهم في كل ما يناهض سياسات المستعمر. وتقول بعض الروايات إن الكثير من المناضلين وعلى رأسهم سليمان عبدالله، قد أسهموا بصورة فاعلة في تأسيس (نادي القضارف) الذي تأسس عقب ثورة 1924م والذي تبلورت من خلاله الحركة الوطنية والسياسية خاصة بعد وصول الشيخ محمد أحمد المرضي قاضياً شرعياً بالقضارف والذي قام بجمع الصف الوطني وتنادت الأحزاب السياسية في هذه النادي الذي لعب دوراً متميزاً في التثقيف واستنهاض الهمم لمجابهة المستعمر حول الوطن وكانت النواة التي شكلت الحركة السياسية بالمدينة. صديق الأزهري " للمناضل كشة إسهامات لا تخطئها العين في العمل السياسي منذ العام 1939م وكان في ريعان شبابه وقتها وظل معادياً للاستعمار وساعياً لإخراجه من البلاد مع عدد من الوطنيين الشرفاء وكان على علاقة وثيقة بالسيد إسماعيل الأزهري ورفاقه الكرام " ويحفظ تاريخ القضارف اسماً لامعاً من رواد الحركة الوطنية والذي كان له أيضاً الإسهام المقدّر في رسم معاني الاستقلال في السودان وهو المناضل عمر كرار (كشة) الذي يؤكد ابنه عادل ل(كاميرا الشروق)، أن للمناضل كشة إسهامات لا تخطئها العين في العمل السياسي منذ العام 1939م وكان في ريعان شبابه وقتها وظل معادياً للاستعمار وساعياً لإخراجه من البلاد مع عدد من الوطنيين الشرفاء وكان على علاقة وثيقة بالسيد إسماعيل الأزهري ورفاقه الكرام. كانت هذه ملامح لسيرة رجال لم يتناول التاريخ مسيرتهم الوطنية في مناهضة الاستعمار بصورة تفصيلية وسيظل إسهامهم مقدراً بعد أن فدوا الوطن بالنفس والمال ليصبح السودان بنضالهم حراً ومحرراً من المستعمر.