ظاهرة احتيال غربية وخطيرة مسرحها البصات السياحية القادمة من مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار ، الى الخرطوم .. عصابة احتيال جريئة ،تتكون من مجموعة من المحتالين ابتكروا وسيلة احتيال جديدة لنصب شباكهم حول ضحاياهم من المسافرين عبر البصات السياحية.. عيونهم ترصد جيوب وحقائب الضحايا الذين يتوقع أن تكون بحوزتهم أموالا طائلة... الجريمة تبدأ بالتعرف على الراكب الذى يتوقع أن تكون بحوزتهم بعض الأموال داخل السوق الشعبى بسنجه ، وقبل تحرك البص، يعقدون معه صداقة سريعة زائفة، وبعد تجاذب اطراف الحديث معه وهم جلوسا أمام إحدى ستات الشاى وبعد التأكد من حمله للمال ، يقوم أحدهم بحجز مقعد في البص جوار المسافر الضحية ... وبعد تحرك البص في طريقه للخرطوم ينسج المحتال خيوط الاحتيال ليصطاد ضحيته بطريقة غريبة غير مألوفة.. {الرأي العام} تكشف ألاعيب « عصابة البيرقر » عبر هذا التحقيق مع أحد ضحاياها.. { الفاضل أحمد صغيرون} (65)سنة من قرية ( تنقرو) ، الواقعة جنوب مدنية ود النيل ، وجنوب مدنية سنجة حاضرة ولاية سنار فنى هندسة بالمعاش ،كان يعمل بمصنع كناف أبو نعامة ،ثم شركة الغزل الرفيع بالخرطوم بحرى فلندعه لنا تفاصيل عملية النصب والاحتيال التي تعرض لها .. يقوم العم {الفاضل }: لدى صديق يدعى { عبد السلام أحمد عبدالله}، من قريتى ( تنقرو)، قرر الاطباء إجراء عملية قلب مفتوح له ، بمركز القلب بالخرطوم فقررت القيام بالواجب تجاه صديقى ، والسفر الى الخرطوم لحضور العملية والوقوف بجانبة ، فتوجهت يوم الاثنين الموافق 10\12\2012م من تنقرو الى السوق الشعبي بسجنه للسفر الى الخرطوم فقطعت تذكره حوالى العاشرة صباحا، بص الشريف السياحى، وكان رقم مقعدى (35) ، ومواعيد تحرك البص الثانية بعد الظهر ، ولذلك ظللت جالسا بالسوق الشعبي لحين مواعيد بدء الرحل .. وبينما كنت أجلس مع إحدى بائعات الشاى ، جاء شخص لا أعرفه وجلس بجانب وطلب لنفسه كوب شاي، وبدأ يتجاوب معى أطراف الحديث وكما يقولون :{ دخل على بالعرض} وسألنى عن منطقتى ووجهتى ، وأسباب سفرى للخرطوم، وبطيبة السودانيين وعفويتهم أجبته عن كل اسئلته .. واننا جلوسنا مع ست الشاى حضر شخص واخذ يتحدث مع الرجل الذى يجلس معى أمام ست الشاى ، حول بيع عربة من إحدى النساء بمدينة سنجة ..وأدعى الرجل انه من السوكى وانه مسافر للخرطوم، وسألنى عن رقم مقعدى ، وعندما قلت له (35) قام بعدها بسداد كوبى الشاى ، وتوجه لشباك تذاكر البص وقطع تذكره ، مقعد(36)بجانبى ببص الشريف الجديد السياحى وحوالى الساعة الثانية بعد الظهر دخلنا سويا الى البص الذى تحرك الساعة (الثانية وعشر دقائق)بعد الظهر في طريقة الى الخرطوم ، وداخل البص أخذنا نتجاوب أطراف الحديث ،حتى اتصل لى ابنى من الخرطوم بالموبايل قائلا أن نسيبه عمل حادث مروري فى الثورة أم درمان وتوفى سببه (6)أشخاص ، وكان يقود شاحنة اصطدمت بهايس ، ويدى { إبراهيم حسن} ، وطلب ابنى ضامن لديه منزل للقيام باجراءات الضمانة له وإخراجه من السجن، فتطوع الرجل المحتال الجالس بجانبى وكان يسمع ما يدور بين وبين ابنى قائلا : أن لديه منزل في الثورة، فرفضت عرضه وقلت له : عن أولى بذلك وحوالى الرابعة والنصف عصرا توفق البص بفداسى ، للصلاة وتناول وجبة الغداء فنزل جميع الركاب واديت صلاة العصر، ولاحظت إن المحتال لم يؤد الصلاة، وعندما سمعت إشارة البص{البورى} إيذانا بالتحرك أسرعت نحوه ولم أتمكن من تناول الغذاء فقابلت المحتال حاملا (2)سندوتش و(2) بارد وقال لى : تفضل ..تفضل.. فحملت الساندوش معى لداخل البص ، وهو بيرقر ، وكان يحتوى على شطة سوداء اللون، ولاحظت أن مذاقه (مُر) لكننى التهمته كله وشربت البارد وعندما وصول البص { مسيد ود عباس} شعرت فجأة بالنعاس ، بعدها وصلنا منطقة جياد ، فتراءى لى الكبرى الطائر ، وكانت تلك آخر لحظة أتذكرها ، وبعدها لم أشعر بشئ إلا وأنا داخل مستشفى الخرطوم.. سألته: ذلك يعنى انك فقدت الوعى عندما وصول البص الى منطقة جياد الصناعية؟ أجل ألا تتذكر وصول البص الى الميناء البرى الخرطوم؟ قلت لكِ اننى فقدت الوعى تمام وآخر شئ أتذكره كوبرى جياد الطائر ، لكن بعد أن عدت لوعى بمستشفى الخرطوم أخبرونى أن عامل النظافة عثر علي داخل البص بعد نزول الركاب منه حوالى التاسعة مساء ، فاتصل بالرقم{999} شرطة النجدة- وعلى الفور حضرت الشرطة، ولا حظوا أن جيب الجلباب الذى كنت أرتديه ممزق وعثر أحد أفراد الشرطة على بطاقتى الشخصية وكانت في جيب الجلباب، وعثر على هاتف لأحد أقربائى بمنطقة {بان} قرب الحواتة ، وأخبرهم بأنهم عثروا على داخل البص فاقدا الوعى ، فأتصل أهلى من {بان} لأهلى بالسوكى والذين قاموا بدورهم الاتصال برئيس اللجنة الشعبية بقرية (تنقرو) ويدعى { سليمان إدريس} ، والذى أتصل بدوره بشقيقه { محمد إدريس} بحى السلمة البقالة بالخرطوم ، وقام الأخير الاتصال بابن عمى بالديوم الشرقية ويدعى { محمد على ورشة} ، وشقيقة { عبد الرحمن على ورشة} ومن الميناء البرى الخرطوم نقلتنى شرطة النجدة الى مستشفى إبراهيم مالك ، التي قامت بتحويلي إلي حوادث مستشفى الخرطوم ، وكنت لا أزال فاقدا الوعى ، وكما علمت لاحقا أن اطباء حوادث الخرطوم طلبوا صورة اشعة مقطعية للرأس من المستشفى قيمتها (300) جنيه ، وجاء تشخصيهم اننى مصاب بجلطة رغم أن اختصاصى المعمل قال لهم أننى مخدر بمخدر قوى لكن الأطباء لم يذعنوا بعدها قام الأطباء بفحص السكرى والضغط والكبد والكلى ولم يجدوا شيئا .. حدث كل ذلك وأنا غائب عن الوعى تماما لا اعرف ما يدور حولى ، وعلمت أن أحد الاختصاصيين عندما قام بالكشف على قال { الزول ده عندو سحائى} وعلمت أنهم حضروا معداتهم للحقن في الظهر لسحب المياه منه ، لكنهم لم يفعلوا والحمد لله .. رغم إصدار الاطباء اننى مصاب بالسحائى. سألته : متى عدت الى الوعي؟ يوم الاربعاء اى اننى ظللت مخدرا لمدة يومين تقريبا وشاهدت أمامى كل أسرتى الذين أسرعوا من قرية ( تنقرو) ، زوجتى وأولادى التسعة (7)بنات وولدين _ فسألتهم : أين أنا؟ فقالوا لى : أنت في مستشفى الخرطوم لإصابتك بالسحائى حسب تشخيص الأطباء فقلت لهم { لست مصابا بالسحائى ...أنا مخدر} ، فسألتهم عن الموبايل فقالوا أنه في الشاحن ، وسألت عن القروش التي كانت معي ، فقالوا انها موجودة لم يخبرونى بالحقيقة وقتها ، خوفا علي بعدها صارحونى باننى تعرضت لعملية نشل،لانهم لا حظوا أن جيبى ممزق بآله حادة، واتضح أننى فقدت كل ما كنت أحمله ، حيث أن المحتال قام بتمزيق الجلباب والعراقى وسرق (1300) جنيه كنت أضعها في الجيب الامامى الداخلى للجلباب داخل محفظه، بجانب (30)جنيها كنت أضعها داخل جيب الجلباب الخارجى ، حيث أخذ (20) وترك لى (10)جنيهات ، كما ترك البطاقة الشخصية وكانت داخل جيب الجلباب. ذكرت أن الأختصاصى شخص حالتك بسحائى وكانوا يودون سحب موية من الظهر .. كيف خرجت من هذا المأزق؟ ناديت على الأختصاصى وقلت له بالحرف: الأطباء اتهمونى بسحائى ، وأنا لست مصابا به بل تعرضت لعملية تخدير بواسطة ساندوتش بيرقر، وطلبت منهم إزالة القسطرة والفراشة لكن الأطباء كانوا مصرين إصابتى بالسحائى بل طلبوا منى البقاء بالمستشفى (10) أياما فرفضت ، وأكدت لهم أننى تعرضت لعملية تخدير وطلبت منهم إخراجى من المستشفى فسألونى : هل تتحمل المسئولية؟ فأجبت : أجل ، فطلبوا منى التوقيع على اورنيك كتبوا عليه { المريض المذكور مصاب بالتهاب سحائى حاد ... ولم يكمل العلاج} ... وخرجت بعدها مباشرة من المستشفى. إلى أين توجهت؟ خرجت من المستشفى يوم الخميس ، وغادرت الخرطوم الى سنجة يوم الاحد, ألم تفتح بلاغ بواقعة الاحتيال قابلت وكيل النيابة سنجة يوم الاثنين وحكيت له تفاصيل، وتعرضت له ، هنا اشيد بوكيل نيابة سنجة ، مولانا { بدرى محمود السنجاوى} ،الذى أستمع لى فى صبر، وبدأ من فوره حيث أتصل بصاحبة العربة التي كان يتحدث عنها المحتال مع زميلة بالسوق الشعبى سنجة وسألها إذا كانت تعرف الشخص الذى يرغب في شراء عربته ، فقالت إنها تعرفه ، ومن هنا بدأ البحث عنه.. كما انه أحضر المتهم الثانى فتعرفت عليه ، رغم انه عندما استدعته النيابة ، حاول إخفاء ملامحه ، حيث حلق شعر رأسه وذقنه ، رغما عن ذلك تعرفت عليه ، فقد شاهدته مع المحتال بالسوق الشعبى ، {المهتم الاول(أ)} أخيرا سألته: كيف عرفت عصابة الاحتيال إنك تحمل أموالا؟ كنت أحمل حقيبة سمسونايت، اعتقد انهم ظنوا انها تحتوى على بعض الأموال ، كما أن المحتال المهتم الأول استدرجنى بالسوق الشعبى بسنجة أثناء جلوسنا مع ست الشاى ، وظل يلاحقنى باسئلة غريبة عن سبب سفرى للخرطوم وعملى، كما لاحظت انه كان يحدق باستمرار في جيوبى فالمحتالون لديهم حاسة بصرية قوية لمعرفة الأموال داخل الجيوب علمت ان نفس العصابة، مارست نفس الاسلوب مع ضحايا آخرين .. هل تعلم تفاصيلها ؟ بعد ما تعرضت له بذات تسمع حكايات احتيال أخرى عبر ساندوتشات البيرقر المخدرة ، حيث سمعت انهم قاموا بتخدير طالب بمنطقة {الرقيبة} ريفى مدنية ود النيل ، وأخذوا منه رسوم الجامعة والتي كان فى طريقة لسدادها للجامعة التى يدرس فيها ويبدو أن كمية المخدر التى وضعوها له داخل ساند وتش البيرقر كانت كبيرة حيث انه لا يزال يعانى من أثار المخدر حتى اليوم ..كما انهم قاموا بتخدير شخص آخر عثرت عليه إحدى دوريات الشرطة حملته لمستشفى سنجة ليلا.. المحرر نشير أن المحتال { المتهم الأول} لم يتم القبض عليه حتى الآن، وثقتنا في الأجهزة الأمنية كبيرة فى القائها القبض عليه قريبا، ليمثل أمام العدالة..