لمحها فى صالة الوصول بمطار الخرطوم ومن أوّل نظرة أخذت انتباهه فلم يعد يرى فى المطار غيرها... سار خلفها حتى بدا لمن تابعه بعناية أنّ هذا الشاب يلهث حُبّاً وراء هذه الشابة وهى غير آبهة به، هو قيس وهى ليست ليلى! خرجتْ من باحة المطار وأخذت تاكسى أجرة إلى داخل المدينة فلاحظت من مرآة التاكسى أنّ شاباً يتعمّد أنْ يكون وراءهم، إذا أسرع التاكسى أسرعت سيارته، وإذا أبطأ أبطأت سيّارة الشاب... وعندما تَوَقَفَ التاكسى أمام منزلها لاحظت الفتاة أنّ الشاب وكأنّه يضبط موقع المنزل! وفى صباح اليوم التالى عندما ذهبت لأوّل شارع رئيسى بعد شارع منزلها لاحظت أنّ الشاب تسير سيّارته خلف سيّارتها، فوضعت الفتاة احتمال أنْ يكون هذا الشاب واقعا فى غرامها لكنّه لا يجد لذلك مدخلاً مناسباً، لذلك قرّرت التعامل مع الاحتمال برحابة صدر ولكنْ بتؤدة! وفى الأيام التالية تَعَمّدتْ تجاهله حتى يشعر بحرقان الحب فيغيّر من تكتيكه العاطفى، إذا وجدته خلفها فى مقهى أخرجت صحيفة وتَشَاغلتْ عنه، وإذا رأته فى الواحة مول تظاهرت وكأنّها لا تراه، وإذا وجدته ينتظرها خارج الكوافير لا تلتفت إليه... ومع ذلك كانت فى داخلها تستعد لحبٍ أو خطيبٍ قادم! وذات مرة فى أحد الأندية شاهدت رجلاً تعرفه يصافح الشاب بحرارة، بعدها بقليل رآها الرجل فصافحها... ثُمّ أدركت الفتاة بعد المصافحتين أنّ مشروع العريس قد أوشك فسألت الرجل عن الشاب، فقام الرجل الوسيط بتعريفهما ببعضهما، ظاناً أنّه وَفّقَ بين رأسين فى الحلال! وفى أوّل لقاء منفرد جمع بينهما قال الشاب للشابة أود مصارحتك بشيء، فتهيأت الشابة لسماع البيان الأول لإعلان حبّه... قال الشاب: لقد كنت فى ذلك اليوم بالمطار لأنّ إخباريّة أفادتنى عن قدوم فتاة سودانية فى تلك الطائرة التقت بعناصر من الموساد فى مدينة اوروبية، فاستقبلتك وفتحت لك مَلَفّاً... وبعد تكثيف المراقبة اللصيقة تأكدَ لنا أنّك لست تلك الفتاة، وأنت الآن بعيدة عن شُبْهَة الإلتقاء بالموساد... أُقَدّم لك بالإنابة عن وحدة الأمن الخارجى خالص الإعتذار لإزعاجك!!