بالرغم من تملص القوى السياسية المعارضة من وثيقة كمبالا 00 و اعتقال عدد من الموقعين عليها 00 و الهجوم الكاسح الذي شنه رئيس الجمهورية ومساعده الدكتور نافع علي نافع 00 إلاّ ان الانباء حملت امس عن طريق وكالات الخليج 00 قرار تحالف قوى الاجماع الوطني الاستمرار في الحوار مع الجبهة الثورية بهدف الوصول الى رؤية وطنية مشتركة تقود الى الاطاحة بالنظام الحاكم في الخرطوم والحفاظ على وحدة الوطن وإعادة الحريات والحكم الديمقراطي 0 وقال بيان لتحالف المعارضة انه يعتبر وثيقة الفجر الجديد (صيغة مشروع، على قوى الاجماع الوطني دراسته وتقديم مقترحات بشأنه وصولا للصيغة النهائية )0 وفي الوقت ذاته اعلن حزب الامة القومي موافقته على دعوة الاستاذ علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية لقوى المعارضة للدخول في حوار وطني ، لكنه اشترط ان يشارك طه في الحوار بصفته رئيساً للمعارضة في برلمان 1989 قبل الانقلاب الذي قاده الاسلاميون 0 وكان النائب الاول قد دعا قادة المعارضة للمشاركة في حوار وطني شامل حول ازمة دارفور والدستور الجديد للسودان 0 وأعرب حزب الامة عن امله بأن يكون طه اصبح مؤمناً بضرورة الانتقال الى مربع جديد توضع فيه الامور في نصابها الطبيعي ويأخذ كل ذي حق حقه حتى يتعبد الطريق للتحول الديمقراطي ، معربا عن اسفه لاستمرار النظام في مسار الانفراد بالسلطة وإلغاء الآخر حتى بلغت البلاد نقطة الانشطار وفقدان الأمن والسلام 0 هذا البيان ملئ بالثقوب وجدير برصد عدد من الملاحظات أولها : كيف تقرر قوى الاجماع الوطني الاستمرار مع الجبهة الثورية وقد تنصلت كل هذه الاحزاب من مذكرة كمبالا في تصريحات واضحة وضوح نهار الخرطوم ! اذاً لهذه الاحزاب وجهان ، وجه تتعامل به مع الحكومة من أجل عدم البطش بها 00 و وجه آخر تتعامل به مع الخارج في محاولة يائسة لتبييض وجهها وتثبيت مواقفها المعادية للنظام 0 ثم كيف يأتي النائب الأول لحضور حوار بين الحكومة وهذه الاحزاب بصفته رئيساً للمعارضة عام 0001989مالكم كيف تفكرون ؟ ليت هذه الاحزاب تضع شروطاً متوازنة للحوار 00 و ليتها تثبت على مواقفها في الخرطوم 0 لان من يريد السلطة والحكم يجب عليه الثبات ، وأن يركز لان اقتلاع السلطة صعب ، وطعمها شهي ولذيذ وممتع 0 نحن نتمنى ان يكون الحوار حواراً بناءً كما صرح بذلك النائب الاول ، حوار يجمع لا يفرق .. حوار يعطي كل من يريد الوفاق واستقرار البلاد حقه في السلطة 0 واضح جدا أن القوى المعارضة لم تتنازل عن موقفها من مذكرة كمبالا ، وإنما كما سبق ان ذكرت ان ما قالته في الصحف عن تنازلها هو موقف تكتيكي وليس استراتيجياً ، لذلك اعلنت انها منسجمة مع بنود المذكرة وتسعى لإسقاط السلطة بقوة السلاح 0 على الدولة اما ان تقدم التنازلات للوصول الى حل وسط 000 و اما ان تعلن الحرب على تلك القوى 00 و هذا أسوأ الاختيارات 0 نسأل الله ان يهدي الجميع حكاماً ومعارضين من أجل وحدة واستقلال السودان 0