قَالَ الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، إنه بات جلياً أن المنظمات الإقليمية والدولية الحاكمة الآن لا تلتفت بعين العدل ولا بالحق والإنصاف لقضايا الشعوب المستضعفة، واعتبر ما يجري في فلسطين أكبر دليل على إدانة النظام العالمي وما يجري لمجتمعات المسلمين المضطهدة وخير دليل على جور هذا الميزان. وأضاف طه في فاتحة المؤتمر الثامن لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالخرطوم أمس: نحن في السودان نقدم الدليل على جور هذه الأنظمة، لكن علينا أن نخلق البديل بالعزم والإقدام لا بالحماس، وبما لدينا من كتاب ورسالة أن نصلح هذا النظام ونطوره وأن نصلح سيرتنا، وأشار لقيادة مثل هذه المؤتمرات لجهة أنها صوت الشعوب لإصلاح التشريعات والموازنة بين الحق الخاص والعام. وقال طه إن شعار حقوق الإنسان الذي يطرح الآن في العالم نحن أهله وصناعه ولا نريد جهات أن تخوفنا بها، وأكد: نحن أمة لها رصيد بشري هائل، وأضاف: الإسلام رسالة سلام بين الإنسان وأسرته ومجتمعه والإنسانية جمعاء، يقوم على احترام الذات الإنسانية عن كل ما يقعدها فتطرد عنها وتحميها من كل مظاهر الخوف وتحميها من الشر والظلم والكيد. واعتبر طه التقاء إتحاد البرلمانات في الدول الإسلامية التقاءً لجسم الأمة وضميرها الحي، وقال: إذا كانت البرلمانات هي آليات المراقبة والصوت الداعي لإقامة الميزان بالقسط بين المسؤولية وبين حقوق الإنسان وحماية الفرد، لابد لهذه البرلمانات أن تكون ترجماناً حقيقياً. وأضاف: نريد لهذا الإتحاد أن يكون ذا مرجعية فكرية جامعة قادرة على إجابة الأسئلة الملحة في حياتنا المعاصرة، وأردف: هذا هو رجاؤنا في هذا الإتحاد الذي يضم خيرة هذه الأمة. وقال طه: إنّنا لسنا بصدد أن ننشئ آليات لتكمل مظهرنا، ولكن نجتمع لأجل إقامة رسالة. وأكد أن التحدي الأكبر هو النظر من خلال هذه الكيانات ذات الصفات السياسية وإلى ما يجمعنا على أن نجعل منه طاقة تعيننا على السير وكيفية إنشاء مشروع ثقافي سياسي اقتصادي على رؤية إسلامية. وطالب طه الإتحاد بأن يكون صوت الحق، وامتدح موقفه من العدوان الاسرائيلي ضد السودان، وقال إن شعب السودان عهده ألا يتراجع عن قيمه مهما تعاظمت التضحيات، وإنّ جانباً كبيراً مما عانيناه في الفترة السابقة كان فاتورة لانتمائنا الثقافي والجغرافي العربي الإسلامي الأفريقي، وأضاف: نحن جُزءٌ من قاطرة تريد أن تصل بين أفريقيا شمال وجنوب الصحراء، وسنظل نعمل على إتحاد الدول الأفريقية والعربية والإسلامية، وأشار لطرح مشروع نحن للانطلاق نحو المستقبل في ظل دستور نتطلع من خلاله لتوحيد الصف، وقال إن أنين الشعوب المستضعفة في كل الأرض يدعوكم لمزيد من الجهد، وبهذا نعلن افتتاح الدورة. من جانبه، قال مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس الهيئة التشريعية القومية، إن عدونا مشغول بوضع العقبات لنا ليهنأ له العيش فوق دماء شهدائنا وتخريب اقتصادنا وتشتيت وحدتنا، وأضاف: ما برئت جراحنا في غزة حتى ساء في سوريا، وتابع بأن الخطر الأعظم الذي يواجهنا اليوم هو الهجمة الثقافية التي تستهدف شبابنا لتقويض القيم الدينية للشباب الذين وقعوا في شباكهم، وقال إن الحرية قيمة مطلوبة لكن مع الشورى، وأشار للركود الاقتصادي الذي يخيم على اوروبا والولايات المتحدة نتيجة للسياسات التي تتحكم فيها الشركات الكبرى وتفشي الربا وفشل سياسات التقشف وبروز حالات الجوع والفقر، وأكد مواصلة الجهود لإحلال الديمقراطية في أفريقيا ونزع الشرعية عن الحكومات العسكرية، وأبان أن أفريقيا لا تزال هدفاً إستراتيجياً للإستعمار، وقال: لن يعترينا الوهن لإصلاح أحوالنا، وأضاف: يلزمنا التحاور المَذهبي وحُسن التعامل مع شعوبنا بالحرية والشفافية والتعاون الاقتصادي وفتح الاستثمار، وأكد الطاهر دور المرأة، وقال: إذا كان الغرب يستخدمها كسلاح لتغيير سلوكنا فهي عندنا سلاح لاستقرار شعوبنا. وطالب الطاهر بتعزيز دور الدول الإسلامية ومناصرة القضايا التي تخص المسلمين والدعوة لحرية الاقتصاد الإسلامي. من جهته، أكد محمود ارول الأمين العام للاتحاد، دعم الإتحاد لقضايا السودان فيما يتعرض له من مؤامرات، وشجب الاعتداء الاسرائيلي على اليرموك، وقال إن المؤتمر سيبحث مختلف المواضيع السياسية والاقتصادية والثقافية ومساندة الشعب الفلسطيني حتى يستعيد كل أراضيه، وأضاف: يتوجب علينا عمل إسلامي للخروج من هذه الأزمات، خاصة في أفريقيا التي تعاني من مصائب جمة، وتابع بأن الإتحاد لا يجد حرجاً بطلب صفة مراقب في الأممالمتحدة، ونوه لقبول الإتحاد طلب دولة جزر القمر بالانضمام له. من ناحيته، قال ممثل البرلمان الأندونيسي، رئيس الدورة السابقة إن المخاطر تتجدد، وأشار لمناقشة قضيتي سوريا وفلسطين والإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، وشدد بضرورة تسهيل التنقل بين الدول الإسلامية أو الدول الأعضاء، وأكد دعم بلاده للسودان ضد التدخلات الأجنبية.