نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد من الأسماء البارزة في حزب المؤتمر الوطني.. تقلدت مناصب تشريعية وتنفيذية وصاحبة إسهام في مسيرة المرأة السودانية وفي الحركة السياسية بشكل عام.. سامية صاحبة آراء جريئة استطاعت ان تلفت انتباه اجهزة الاعلام لتحظى بإفادات واضحة وصريحة في كثير من قضايا الراهن السياسي.. على منضدة سامية ترقد عدد من طلبات لإجراء حوارات معها إلا أن (الرأي العام) استطاعت أن تنزع هذا الحوار الذي يحوي إفادات جريئة لسامية حول ملف الانتخابات فإلى مضابط الحوار: * أستاذة سامية الآن مفوضية الانتخابات اعلنت رسمياً عن موعد الانتخابات القادمة بعد عامين.. كيف تقرأين هذا الإعلان؟ - الإعلان يمثل مسؤولية المفوضية في الإعلان المبكر للأحزاب والساحة السياسية بأزمنة الانتخابات حتى لا تعتقد أنها أخذت على غفلة والمفوضية الجهة المناط بها كل الترتيبات الإدارية والإعلان المبكر ومواقيت الانتخابات وما يتبع هذه الإعلانات من سجلات انتخابية وهياكل إدارية وتمويل لكل مرحلة من المراحل وهذه مسؤوليات يحتمها عليها قانون الأحزاب. * وهل يعني الإعلان المبكر للمفوضية التجاوب المبكر من قبل الأحزاب؟ - ينبغي على كل الأحزاب ترتيب صفوفها والرجوع الى قواعدها والتأكد من عضويتها وبناء هياكلها، وأن تكون لها علاقة مع عضويتها بصورة حقيقية، وأن تؤسس للدخول للانتخابات لأن الانتخابات هي المخرج الحقيقي والباب الأساسي للمشاركة السياسية وهي الدافع الأساسي لتولي المسؤولية من قبل الشعب للسلطة وهي التي تؤسس لاحترام الرأي والرأي الآخر وتؤسس لثقة الشعب في الأحزاب بأن هذه الأحزاب تحترم رأي الشعب وتحترم القرار الذي يتخذه وإعطائه المسؤولية لمن يريد من الأحزاب. * هل ترين أن الأحزاب ستتعامل مع هذا الإعلان كما يجب؟ - أتمنى من الاحزاب جميعاً ان تأخذ الإعلان مأخذ الجد وان تدرك ان كل ما تريد إنفاذه في الساحة السياسية يتم عبر الانتخابات وتستعد لها ولا تضيع الوقت ثم تأتي وتعول على بعض (المحفوظات) بأن الانتخابات لم تكن نزيهة وتخون الشعب السوداني من أنه لم يتخذ قراره الصّحيح، فينبغي أن تحزم أمرها وترتب صفوفها وتنزل للمباراة بكل شرف ومسؤولية وترضى بالنتائج. * هل ترين أن الأحزاب ستخوض الانتخابات المقبلة؟ - ينبغي أن تخوضها وأي حزب معارض أو في السلطة لأن حتى الحزب الحاكم يوجد تاريخ معين سينتهي فيه تفويض الشعب له وعليه النزول لتجديد هذا التفويض، واذا أراد الشعب التجديد له هذا قراره وإذا لم يرد سيسحب ثقته، وكذلك على أي حزب في المعارضة مراجعة برنامجه اذا رفضه الشعب، لكن ان يعتقد حزب انه يريد رفع شعارات المعارضة دون ان يحتكم الى الشارع الذي يعارض من اجله فهذا (يعرض خارج الحلقة)، وكل الأحزاب معارضة أو سلطة لا سبيل لها غير الانتخابيات، والمعارضة العاقلة الرشيدة والمسؤولة هي التي تحتكم الى صناديق الانتخابات وصوت الشارع. * كيف ترين المعارضة التي تصفينها بغير الرشيدة؟ - هي معارضة الشعارات والمتاجرة ومعارضة ليس غرضها الحكم لأنها تعلم بعدم قدرتها عليه وهي معارضة تصنع لأغراض مُعيّنة وتظل في المعارضة، وهذا النوع لا نعتقد انه سينتهي أو يرتضي أي شئ، وحتى اذا قال له الشارع احكم فلن يأتي، لكن المعارضة الحزبية التي تملك قواعد تعلم أن اليوم يمكن أن تكون في السلطة وغداً في المعارضة هذه تدرك ان الطريق لتولي السلطة، الانتخابات وهي معارضة تتعامل بمسؤولية مع المجتمع. * إذن ترين أن هناك معارضة مسؤولة؟ - نعم هناك أصواتٌ تريد أن تعارض بمسؤولية وهذه ستكون سعيدة بإعلان المفوضية اقتراب موعد الانتخابات ودخول الانتخابات، لكن أتمنى ألاّ تؤثر عليها المعارضة المصنوعة لأنها ضد المعارضة الوطنية وضد السلطة والاثنان في كفة واحدة بالنسبة لها لجهة أنها معارضة صاحبة أجندة. * هناك أصواتٌ تتحدّث عن إسقاط النظام، هل في رأيك ستقل هذه الأصوات بعد الإعلان عن موعد الانتخابات؟ - نعم هناك أصواتٌ تقول إنها تريد أن تقتلع النظام وهذه الأحزاب وهذه الاصوات من المعارضة لا تريد ان تكسر الحكومة أو تزيلها أو تحطم النظام، هي تريد أن تكسر الدولة وتريد سقوط الدولة وليس الحكومة وهي أصوات تعلم أنها لا تستطيع ان تزيل الحكومة وتريد تمزيق الوطن وانهيار الدولة وما تريده مستحيل استحالة سقوط النظام، وقد حاولوا عشرات السنين ولم يستطيعوا وبينهم شخصيات أدمنت أن تكون مَطيةً لزعزعة السودان وتعلم أنها لن تستطيع أن تمارس غير هذا الدور وغير أن تتنفس في بيئة ملوّثة بكثير من الأجندة التي لا تشبه السودان ولا معارضته ولا قياداته التاريخية والحاضرة، هؤلاء لا يريدون الانتخابات ولا يريدون السلطة ولا الاستقرار لأنهم يتكسبون من عدم الاستقرار والنزاعات ويتكسبون من دماء أهلهم ولن يكون هدفهم السبل السلمية للعمل السياسي لأنهم لا يمتلكون أدوات العمل السياسي ويجب ألاّ تجرف هذه الادعاءات المواطن والأحزاب الكبيرة من أن تتجه الاتجاه الحقيقي كسباً للوقت لبناء صفوفها وقواعدها للاستعداد للانتخابات لأنّ الاستعداد للانتخابات هو استعدادٌ لرحيل المعارضة غير المسؤولة. * أستاذة سامية هل المؤتمر الوطني مُستعد لخوض الانتخابات؟ - (نعم) المؤتمر الوطني مستعدٌ وينظر لهذا الامر بجدية ومسؤولية لان الحزب صاحب تجربة عريقة وكبيرة وخاض انتخابات غير مسبوقة من ناحية الرقابة الدولية والوطنية. والمؤتمر الوطني يتعامل مع المواطن بهذا القدر من المسؤولية والجدية يتمثل ذلك في المؤتمرات الدائمة التي يعقدها ورجوعه لقواعده وتلمسه برنامجه الاقتصادي، والحزب يتلمس مواقع القصور والقوة ويطوف على اجهزته الحزبية لمتابعتها ومراقبتها والاطمئنان لادائها السياسي، وسيعقد الحزب في نهاية العام الحالي مؤتمره العام وسيراجع برنامجه وعضويته وهو ينظر للانتخابات بمسؤولية احتراماً للمواطن الذي يستحق، وقد مر الحزب بسنوات ليست سهلة فيها كثير من الأحداث كالاستفتاء وكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية. والمجتمع ينظر للتعامل مع هذه المتغيرات وما احدثته من متغيرات واضطرابات في دول أخرى. فالأزمات الاقتصادية التي اثرت على العالم اديرت رغم الصعوبات الداخلية وفقدان الموارد. كذلك مشاريع التنمية التي لم تتوقف وكل هذه تحتاج الى حنكة والمواطن السوداني موضوعي ويفرق بين الخلاف السياسي والحديث في المنتديات وبين الواقع وتقييمه له، لذلك فالأمر ليس بالسهولة التي يفرط فيه المواطن السودان بأن يختار اختيارا عشوائيا أو السهولة التي تجعل الأحزاب تستخف بالانتخابات القادمة. * داخل حزب المؤتمر الوطني ظهرت أصوات تنادي بالتغيير طفت على السطح خلال الفترة السابقة هل ستؤثر على اصوات الوطني في الانتخابات؟ - الانتقادات داخل الحزب تدل على الحيوية والحزب ليس قائدا واتباعا فهو يمتلك كوادر ولها رأيها ولها القوة التي تجعلها تجهر بآرائها بهذه الجرأة والشراكة في المسؤولية، لذلك لا تخوف من هذه الاصوات.. الأحزاب السودانية اعتادت على ألا يسمع فيها إلا صوت واحد لذلك لم تألف مثل هذه الانتقادات، والانتخاب داخل الحزب يدل على وجود آراء وإلا كان الأمر فيه بالتعيين، لكن اذا كانت هنالك اصوات نشاز في حزب كبير كحزب المؤتمر الوطني وهو الحزب الثاني في افريقيا وحزب ضخم وعضويته ضخمة فيمكن ان تكون هناك اصوات صاحبة غرض وإذا كان هنالك من يريد أن يؤثر سلباً فقواعد الحزب هي التي تحاصره، وكما ذكرت الآراء القوية في تقييم الأداء، وأبدا وجهات النظر ليست ممنوعة لكن شرط ان تتم داخل الأطر الحزبية وداخل المؤسسات المعنية والالتزام بالآراء التي يتم إجماع عليها. * هل يمكن أن يشكك الوطني في ولاء أصحاب هذه الأصوات أو أن يقول إنها أصوات مزروعة؟ - هي ليست مزروعة لكن يمكن أن تكون لها مطامع خاصّة. * أستاذة سامية هل حسم المؤتمر الوطني اختيار قياداته لخوض الانتخابات القادمة؟ - المؤتمر الوطني ليس له تحفظ في الحديث عن اختيار قياداته التي سيقدمها، لكن هناك مُتبقٍ من الوقت ولا يريد أن تنشغل القواعد منذ الآن بالشخصيات، ولا تزال هنالك فترة في برنامجه الانتخابي،، وهناك تحديات ماثلة تتطلب ان تمنحها الدولة الأولوية وهذا ليس تهرباً. * كثيرون يقولون اذا ابتعد البشير عن الانتخابات فسيخسر الوطني كثيراً؟ - البشير قائدٌ وطنيٌّ أصبحت له بصمات ستحفظ في التاريخ بصورة ناصعة ومؤثرة جداً، وهو الآن صمام أمان كبير للسودان واستطاع بسياساته ومعرفته للسودان ومكونات السودان ان يتخطى كثيرا من الأزمات الداخلية، وان يكسر كثيرا من الحواجز التي نسجت خارجياً وهذا الامر لان الحزب له سياسة فوضوح السياسة هو الذي دائما يؤدي الى الاستقرار وقطعاً الرئيس يعلم القيادات التي معه وهو اكثر حرصاً على استقرار السودان وكيف يكون. * في الانتخابات الماضية منح كثيرون اصواتهم للبشير من غير حزب المؤتمر الوطني؟ - نعم نعلم ذلك لأن الرئيس له مواصفات وله قاعدة اجتماعية وسياسية واسعة وشعبية سياسية وهو قائد يجمع ما بين البُعد العسكري الرسمي وما بين البُعد الشعبي. * هل سيعيد الوطني تقديم البشير مرشحاً للرئاسة؟ - دائماً حينما يأتي الحديث عن المسائل قبل أوقاتها يكون مخلاً وكما قلت هناك متبقٍ من الوقت. * كيف تقرأين وثيقة (الفجر الجديد) مع إعلان المفوضية للانتخابات؟ - طبعاً بعد الانتخابات هناك مرحلة جديدة لكن قطعاً ليس قادتها أصحاب (الفجر الجديد)، وهؤلاء سطروا شهادة خذلانهم ووفاتهم قبل دخول الانتخابات بتوليهم وإحتضانهم لما يسمى (الفجر الجديد). * هل ترين أنهم سيخسرون الانتخابات إذا خاضوها؟ - (خسرانا مبينا) ولن يدخلوا الانتخابات أصلاً ? صدقيني - لن يدخل حزب واحد أو فرد واحد منهم الانتخابات حتى اذا أعطيت لهم على طبق من ذهب. * هل أنت على ثقة من هذه الخسارة؟ - تماماً على ثقة وأقول هذا بلسان الشارع السوداني ومن وقع على تفكيك السودان وتمزيقه وعدم احترام وجود دولة في السودان، هذا قطعاً يحمل سكيناً لينحر الشعب السوداني من أقصاه لأقصاه ليجعل منه فوضى، ومثل ما نرى في دول فيها عدم أمن وفزع، وليس هنالك عاقل يحمل سكيناً ليذبح بها. * إذا قاطعت أحزاب كالشعبي والأمة القومي والشيوعي الانتخابات ألا ترين أي تأثير لهذا الأمر؟ - ليس هنالك حزب يثق في عضويته يقاطع الانتخابات واي حزب له عضوية حقيقية ويثق في انها ستأتي له بأصوات تؤهله للقيادة لن يقاطع الانتخابات. تقصدي ان المقاطعة لها دلالات معينة؟ نعم المقاطعة لها دلالات اخرى خاصة أن مفوضية الانتخابات في السودان لا تمنع المراقبة الخارجية كما تفعل كثير من مفوضيات العالم التي تمنع الرقابة الخارجية بقوانينها وتترك رقابة الانتخابات للمنظمات الوطنية، فمفوضية السودان لم تمنع الرقابة الخارجية ولا الإعلامية ولم تمنع رقابة المجتمع المدني. ألن تؤثر المقاطعة على الممارسة الانتخابية والنتائج؟ على الإطلاق لأنها انتخابات مراقبة من الجميع وأي حزب يمتنع عن الانتخابات حزب لا يثق في نفسه ولا يثق في عضويته. لكن يظهر بعد ذلك حديث ينتقد الانتخابات بصورة واسعة؟ هذه حجج واهية وروشتة أعذار الفاشلين ومن لا يستعد للنجاح يبحث عن التبريرات. وأقول لهؤلاء قبل البحث عن تبريرات منذ الآن استغلوا الوقت للاستعداد لخوض الانتخابات. الآن هناك متغيرات وظروف اقتصادية وضائقة.. ألا ترين أنها ستؤثر في الانتخابات القادمة؟ هناك وعي وحراك خلق معرفة ومشاركة واسعة من المجتمع وأدخل مكونات بصورة حيوية في المعدلات السياسية ومكونات من الشباب والمرأة. واصبحت بصورة واضحة شريكا في صنع القرار السياسي وخلقت حوارا واسعا اثّر حتى على دول تعتقد أنها صانعة الديمقراطية، وهذه الحركة جعلت قشرة الارض متحركة تحت أقدام الجميع، وجعلت من أي مواطن يتأثر من هذه الذبذبات ويتحرك وهذا مدخل جديد في الانتخابات والحكومات ليس شأنا معنيا به الصفوة السياسية أو أصحاب القرار التقليدي أو القيادات الأكاديمية إنما أمر معني به أولاً وأخيراً المواطن. فأصبح الأمر كله في يد المواطن، لذلك فهو يتابع كيف تدار مثل هذه الأزمات الاقتصادية التي ضربت كل العالم، والمواطن السوداني حكيم ويستطيع أن يقارن الى اي حد استطاعت القيادة أن تدير هذه الأزمات.