لوقت ليس ببعيد، لازال صداه في الذاكرة، تضجرت الاوساط المسرحية، من البقاء «الديناصوري» لمكي سنادة كمدير للمسرح القومي السوداني.. وعزفت على انتهاء فترته القانونية في الادارة ببلوغه سن المعاش، ومن ثم لا يستحق ان يجدد له كمدير لدورة جديدة. لكن ربما.. لم يدر المسرحيون وهم يرفعون راية العصيان لادارة مكي سنادة، انها قد تكون اكثر الدورات استقراراً واكثرها هيبة، ولعل مكي سنادة حينها ورغم الالم الذي سببه له موقف الحركة المسرحية، قد تقبل الامر كمسرحي محترف برجوعه الى قواعده، كممثل ومخرج.. تاركاً الادارة لمن يقع عليه الاختيار. وبعكس ما يتوقع المسرحيون فقد تم «تعيين» د.فضل محمد عبدالله خلفاً لسناده، رفضته الاوساط المسرحية مجدداً باعتبار انه لم يلبي آمال وطموحات الطامعين في الجلوس على «الكرسي الدوار»!! ولم ينعم فضل الله بالجلوس على الكرسي الذي فرضه عليه حبه للمسرح وولاءه السياسي، ليتم ابعاده بتعينه معتمداً للجنينة، تاركاً الكرسي من بعده يتأرجح لشهور...كأول فراغ اداري يشهده المسرح قبل ان يجلس عليه «ابن الحوش» عمر الخضر فارضاً احقيته بعد ان شاب شعر رأسه في ردهات المسرح. لكن قبل جلوسه على الكرسي بوضع اليد دارت عدة تكهنات باسماء «تصلح» لادارة مؤسسة المسرح القومي السوداني.. قد نشرتها «الرأي العام» سابقاً وتقاطع معها المسرحيون مع وضد، واذكر حينها حسم الموقف بجلوس عمر الخضر كمكافأة نهاية خدمة باعتباره على درب المعاش.. ولم تخب ظنون المسرحيين بان اوان التعينات السياسية بعد ان حط على المسرح لن يفارقه، وما جلوس عمر الخضر إلا مهلة طويلة للتمحيص . قد يكون الموقف الطويل على سيدة المسرح الآنفة .. هو بداية قول بان التكهنات التي اشرنا اليها سابقاً كانت تحمل اسم مدير المسرح الجديد دون ان ندري وقد يدري هو! ولو ان ترشيحه المبدئي آنذاك قد اعتبره البعض «حركة» أو «تلميع»، لكن ها هي الايام مجدداً تعيد ترشيح د.شمس الدين يونس كمدير للمسرح القومي السوداني..! وبعد الموقف الاخير لمكي سنادة واعتزاله المسرح وحتى الاستشارة... اصبح لسان حال المسرحيين يقول يا حليل ايامك يا مكي..!!