في ظل قلة الدخل وارتفاع نسبة العطالة اتجه العديد من الشباب الى التجارة في مجال ادوات التجميل والكريمات، فكثيراً ما تلفت انتباهنا لوحات مكتوب عليها «محلات فلان للتجميل»، في اطار ذلك تعددت تلك المتاجر واشتهر اصحابها بالخبرة والمعرفة منهم حسن لمبة وقريش ود البطانة وشريف ومكاوي واخيراً الدنقلاوي جميعها اسماء اشتهرت بمحلات بيع الخلطات «بالجملة أو قدر ظروفك». البحث عن الجمال شيء ضروري ومطلوب وهذا ما اسفرت عنه الطوابير الطويلة الممتدة امام محلات احد هذه المحال بالخرطوم بحري وعندما وطئت قدماي ذلك المكان وجدت طابوراً طويلاً امتد امام المحل. الطابور لا يتحرك والانفاس تتصاعد من طول الانتظار ووسط التمتمات وونسة الفتيات والتفاكر حول نجاح خلطات تفتيح البشرة أبدى البقية تذمرهن وبدأن التحدث بعصبية هكذا كان الحال في مقدمة الطابور، اما منتصفه فكانت «الازمة» مشاحنات قد بدأت بين شابتين. ومن امام المحل قالت زهرة أحمد انها تأتي للمحل مرتين في الشهر بغرض الخلطة السحرية التي يقدمها لها وبأسعار مناسبة ودون اي آثار جانبية. أما نجوي فاوضحت ان صاحب المحل صار خبير بشرة وملم بكل انواعها ويمنحها الخلطة التي تتناسب مع بشرتها وبأقل التكاليف ورغم حديث الناس عن الآثار الضارة للكريمات فان المجتمع فرض علي المرأة ان تبحث عن الجمال باعتباره جزءاً عن فطرة النزوع الى المرأه ومكمل لمظهرها الذي يحيها الى الآخر اذن لا خوف ولا تردد في طلب الجمال ويفضل النساء شراء ادوات التجميل والكريمات من الرجال باعتبارهم مصدر ثقة ويتبع الدقة في صنع الخلطات بكل صدق وامانة بعكس النساء بحكم الغيرة فقد تمنح الآخريات خلطة تجعلهن يلهثن للرجوع الى الطبيعة التي كانت عليها بشرتي. واجمع اصحاب المحلات علي ان حاجة النساء لمستحضرات التجميل ضرورية مثل «الاكل والشراب» وان تجارتهم تعتبر اكل عيش مضموناً اكثر من اي وظيفة واي تجارة اخرى. وبعضهم بدأ العمل في دكاكين الاجمالي بسوق أم درمان ثم انتقلوا الي الاحياء لسهولة البيع فيها ويتم استيراد البضاعة من جنوب افريقيا لانها امتازت بجودة الكريمات النسائية وغيرها، كما ان البيع يكون بالجملة احياناً ولكن بيع الخلطات قدر ظروفك واسعاره تتراوح بين «5 - 01» جنيهات يقومون بصنع الخلطات بناءً على طلب الفتيات واحياناً من خلال نظرتهن ومعرفة الكريمات الباردة. تلك المحلات لاتخضع لضوابط الرقابة الطبية وان اغلب الفتيات قد يتأثرن من استعمال الخلطات دون مراجعة اختصاصي جلدية في هذا الجانب افادنا الدكتور محمد سليمان اختصاصي الجلدية ان مستحضرات التجميل دائماً مواد كيميائية حارقة واستعمالها عشوائياً يؤدي الى الاضرار بالبشرة ونحن لا نمنع استخدامها، ولكن بشرط الرجوع الى الاطباء حتى لا تتأزم الامور فيما بعد خاصة ان الذين يتاجرون بها ليست لديهم الخبرة الكافية بنوعية البشرة وما تحتاجه، كما انهم يتاجرون في اشياء اخرى من شأنها الاضرار بصحة بناتنا اللائي يبحثن عن الجمال ولو كلفهن ذلك صحتهن ودعا الى ضرورة رقابة مثل هذه المحلات التي لا داعي لها.