يرقب مواطنو ونازحو ولاية غرب دارفور هذه الأيام باهتمام زائد وبفائض وطنية، مبادرة أهل السودان التي أشار إليها الرئيس عمر البشير في زيارته الأخيرة لولايات دارفور، وظلت تسيطر على نقاشات المهتمين ومجالس الجنينة الخاصة بتفاؤل كبير، وتتناقلها فعاليات المجتمع المختلفة حتى قبل أن يتكشف لهم مضمونها بتفاؤل كبير ثقة في الرجل الذي أطلق المبادرة بعد ان عرف هناك بحبه الشديد وحرصه على تحقيق السلام حسبما أكد ذلك ل (الرأى العام) عدد من السلاطين والشراتي. تفاؤل واستندت حيثيات تفاؤلهم بمبادرة أهل السودان على خطوط عريضة أشار إليها الرئيس البشير لدى مخاطبته وقتها للقاء الحاشد لجماهير ولاية غرب دارفور بالجنينة، ومنها أنها مبادرة للجميع لا تستثنى أحداً كائناً من كان إلاّ من أبى.. ولم يتساءلوا وقتها ومن يأبى يا رئيس الجمهورية؟! لأنهم وبحكم وعيهم السياسي الذي تنامى بشدة على أيام الأزمة، يعلمون أن هناك من يغلب مصالحه السياسية الخاصة على مصلحة الوطن. لذلك فاتهم لم يتفاجأوا كثيراً بمن قاطع هذه المبادرة التي تمثل حسب مراقبين آخر الفرص لتحقيق التوافق والسلام ورتق النسيج الاجتماعي بالإقليم إذا ما نظرنا إليها بالتزامن مع نظرتنا إلى المبادرة القطرية لإحلال السلام في دارفور . وفى السياق قال السلطان هاشم عثمان هاشم سلطان دار قمر ووزير الشؤون الاجتماعية والثقافية بولاية غرب دارفور إن مبادرة أهل السودان منطلقة من إرادة وعزيمة ومن بيئة تحس هموم المواطنين في دارفور،واضاف نحن متفائلون بنجاحها لأنها تمثل كل أهل السودان وانطلقت من رجل نعرف صدقه وإخلاصه وموثوق بالنسبة لنا. بداية تعاملت الإدارة الأهلية والقوى السياسية وفعاليات المجتمع المختلفة بولاية غرب دارفور بجدية كبيرة مع المبادرة واعدت للمشاركة فيها ورشة صبيحة الثلاثاء الماضي بالقاعة الكبرى بأمانة حكومة الولاية شهدت نقاشات مستفيضة احتدت في حينا وهدأت أحياناً أخرى ولكنها أفلحت في النهاية في بلورة رؤية توافقية باسم الولاية . واشتملت الرؤية على عرض المشكلة التي تعتبر محصلة تراكمية لتعقيدات طبيعية قومية وإقليمية ودولية لم تحظ بالاهتمام الكافي والتدخل الحاسم في الوقت المناسب ، وفصلت الورقة تلك التعقيدات وحملتها لوالي الولاية أبو القاسم إمام الذي سيعرض رؤية الولاية في ملتقى مبادرة أهل السودان. وللوصول لحل شامل لأزمة دارفور طالبت ورقة غرب دارفور ملتقى مبادرة أهل السودان بالتحرك الفاعل والإيجابي في أربعة محاور أساسية، حيث طالبت في المحور السياسي بمشاركة أهل دارفور في السلطة وفق الثقل السكاني للإقليم وفي جميع مفاصل الدولة بنسب معلومة ليكون أهل دارفور شركاء في صناعة واتخاذ القرار في الدولة. عفو سياسي وتضمن المحور السياسي في الورقة كذلك إصدار عفو سياسي عام كمدخل للحوار وأن تحكم دارفور بنظام الإقليم الواحد بزيادة عدد من الولايات فضلاً عن القائمة حالياً إلى جانب الجلوس مع الحركات المسلحة غير الموقعة على السلام بغية الوصول إلى سلام شامل وعادل وإعمال الشورى والتروي عند اتخاذ القرارات . وفي المحور الأمني طالبت الورقة ببناء مؤسسات أمنية مقتدرة تتمتع بحياد قومي وتحظى بثقة الجميع ، وأن تتولى الدولة حماية المواطن وممتلكاته مع النزع الكامل للسلاح من أيدي المواطنين بدون تمييز وألاّ يسمح لأي شخص خارج المنظومة الرسمية بحمل السلاح مهما كانت الدواعي، واستئصال بؤر النهب المسلح والتفلتات مع تغليظ العقوبة الرادعة لمعتادي الإجرام ،هذا إلى جانب معالجات أخرى في المحاور الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ينتظر أن تفضي إلى تحقيق السلام إن وجدت طريقها إلى النفاذ حسبما جاء في ورقة غرب دارفور. تفاعل الديمنقاوي فضل سيسي رئيس دمنقاوية الفور لمحليات الشرقية بولاية غرب دارفور سألته عن مشاركته في مبادرة أهل السودان وتوقعاته بنجاحها فقال إنه حضر مؤتمرات عديدة كانت تخرج بتوصيات جيدة فيما يتصل بأمن وسلامة وسبل تأمين مواطن دارفور ولكن هذه التوصيات لا تجد طريقها إلى أرض الواقع. فالعبرة ليست بعقد المؤتمرات والمبادرات وإنما بتنفيذ توصياتها فإذا تم تنفيذ التوصيات السابقة لما وصلت الأزمة إلى ما وصلت إليه وخلص سيسي إلى أن تفاؤله بنجاح مبادرة أهل السودان رهين بمدى الالتزام بتنفيذ توصياتها. ولاحظت (الرأى العام) ان البعض بغرب دارفور ينظر الى كثرة المبادرات بانها ليست دليل عافية سياسية وان كان البعض يرى بخلاف ذلك، وفى السياق يرى الأمير طارق عبد الرحمن بحر الدين وزير الثقافة والشباب والرياضة بالولاية ، وممثل حزب الأمة الإصلاح والتجديد كثرة الجهات الساعية إلى الحل دافعاً للاطمئنان من جهة أن هنالك جهوداً عديدة منصبة للحل الشامل خاصة عبر مبادرة أهل السودان. مشيراً الى إنها مبادرة مدعومة من كل القوى السياسية الفاعلة لحل الأزمة التي أصبحت هاجساً في الإقليم الامر الذى اوجد لها التفاعل المطلوب. دمنقاوية وتحدثت «الرأي العام» إلى عدد من المواطنين في سوق الجنينة الكبير أعربوا عن أملهم في أن تصل مبادرة أهل السودان إلى النتائج المرجوة منها و دعوا إلى تمدد المبادرة الأفقي والاهتمام المتعاظم بالقواعد حتى لا تكون المبادرة رأسية وصفوية ودعوا كذلك إلى مزيد من التوضيح للمبادرة. وفيما أعرب البعض عن تفاؤلهم بنجاح مبادرتي أهل السودان وقطر، فقد تخوف آخرون من كثرة المبادرات المطروحة في الساحة ، إلاّ أن الأمير طارق عبد الرحمن قال ان مبادرة أهل السودان في الولاية مدعومة من كل القوى السياسية الفاعلة لحل الازمة التي اصبحت هاجساً في الاقليم. تنازلات والي ولاية غرب دارفور أبو القاسم إمام التقيناه في مكتبه شديد التواضع بعد شيء أشبه بالوساطة قام بها مفوض العون الإنساني محمد الحسن عواض . جلسنا إليه كوفد إعلامي ضم فريقاً من الإذاعة وصحيفتى (الرأي العام) و(الرائد). طرحت «الرأي العام» على الوالي صغير السن الكثير من التساؤلات وأجاب عليها جميعاً وإن بدا واضحاً على ملامحه ضيقه من طرح أسئلة إضافية. وقال إمام إن السلام هو الخيار الإستراتيجي بالنسبة له وقال قبل أن نشارك في مبادرة أهل السودان ، لا بد أن نتراضى ونتعايش فيما بيننا تحت سقف وطن اسمه السودان ، داعياً إلى تقديم تنازلات متبادلة من الحكومة والحركات المسلحة بهدف الوصول إلى إيجاد حلّ سلمي عادل وشامل في دارفور. ودعا إمام إلى تحديد قيد زمني للوصول إلى السلام والتركيز على المصالحات بين السكان والعمل على التسويات في قضية الأرض. وقال إن فرص السلام كبيرة جداً خاصة وأن قطر مشهود لها بالنجاح في مجال المصالحات . ومهما يكن من أمر، فان ثمة تفاؤل وتفاعل كبيرين من جهة الغرب ومن ولاية غرب دارفور على وجه التحديد بمبادرة اهل السودان، حيث تتجه انظار المواطنين والنازحين البالغ عددهم بالولاية(534) ألف نازح هذه الايام الى مدينة كنانة فى انتظار ان يسمعوا انباءً سعيدة من هناك.