قبل العام 2005م كانت مدن ولاية مدن نهرالنيل تعاني من عدم انتظام التيار الكهربائي، وكانت المعضلة الاساسية لحكومة الولاية توفير امداد كهربائى مستقر للمواطنين، ونتيجة لعدم إستقرار التيار حدثت هجرات كبيرة الى مدن السودان لدرجة ان الولاية كانت طاردة قبل ذلك الوقت، وقال رياك مشار عند زيارته لمدينة شندي مع وفد الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية السلام (كان الاجدر ان تتمردوا انتم قبل ان يتمرد الجنوب) وفى منتصف العام 2005 دخلت الشبكة القومية للكهرباء مدن شندي وعطبرة والدامر وبربر، وودعت الولاية عهد القطوعات والبرمجة التى كانت تصل فى بعض الاحيان اسبوعا، وبدأت بعض المشاريع التنموية الكبيرة تنتظم الامر الذى أسهم وبشكل كبير فى استقرار المواطنين، ومنذ ذلك الوقت وضعت الهيئة القومية للكهرباء خطة لكهربة الريف من خلال الاستفادة من الشبكة القومية التى تمر اقصى شمال الولاية حتى جنوبها والتى ستكتمل نهائيا خلال الأشهر المقبلة بعد مد مدينة ابوحمد بالشبكة، وبدأت الهيئة فى نوفمبر من العام الماضى فى كهربة وانارة الريف لإحداث التنمية الشاملة وسط سكان الريف فى اطار خطتها لتوصيل الشبكة للقرى والارياف، وبدأت بعض القرى فى محلية شندي من حجر العسل وحتى جبل ام علي جنوبا تنتظم فيها الشبكة داخل المنازل بعد أن فرغت الهيئة من تشييد الخطوط وتركيب المحولات فى القرى كافة بنسبة فاقت ال«5%» وحددت نهاية العام الحالى وبداية العام المقبل كموعد نهائى لانارة القرى فى محليتي شندي والمتمة كمرحلة اولى وبذلت الجهود فى انارة قرى بربر والدامر وعطبرة فى المرحلة الثانية التى انتظم فيها العمل فى القرى. المواطنون الذين كانوا يرون فى وعود الهيئة بتوصيل القرى حلماً قالوا ان الحلم اصبح حقيقة وانهم كانوا يتطلعون لمثل هذا اليوم منذ مئات السنين، وقالوا انهم سجدوا الاسبوع الماضي فى مساجد القرى شكرا وحمدا لهذة النعمة. ووصف المواطن عبدالرحمن محمد الحسن من البجراوية انتظام التيار الكهربائى فى المنازل بالنعمة التى طال انتظارها قائلا انهم سجدوا عقب صلاة الجمعة الماضية شكرا لله. مديرو الوحدات الادارية اكدوا وقوفهم مع الأتيام العاملة لتسهيل الاجراءات كافة لمد المنازل وربطها بالشبكة القومية ووصفوا العمل الذى تم بالمعجزة والحلم الذى كان يراودهم كثيرا. وبعد دخول الشبكة معظم القرى على امتداد نهر النيل يلاحظ العابر بشارع التحدى شريطا ضوئيا موازيا للشارع، وبدأت بعض الوحدات الخدمية التى تعتمد على الكهرباء تدخل القرى كمركز صحى جبل ام علي. كما بدأت محلات بيع الاجهزة الكهربائية تنشط فى المدن والقرى المختلفة. وناشد عدد من المواطنين الى ضرورة الاسراع فى توصيل المشاريع الزراعية لتقليل تكلفة الانتاج. وقال محمود باسباررئيس اتحاد مزارعي البسابير ان الشبكة انتظمت القرى منذ وقت مبكر مناشدا بضرورة مد المشاريع الزراعية بالشبكة القومية. المهندس خالد مصطفى محمد المدير التنفيذي لمشروع كهرباء ولاية نهر النيل قال ان المشروع يهدف لانارة وكهربة الريف ومد المشاريع الزراعية، مبينا بأنهم بدأوا منذ نوفمبر 2007م وتم التنفيذ بنسبة «90%» من تشييد الخطوط وتركيب المحولات وتوقع الفراغ من العمل بداية العام المقبل خاصة فى محليتي شندي والمتمة. وقال ان العمل في المرحلة الثانية بدأ في اغسطس بمحليات بربر والدامر وعطبرة مؤكدا حرص الهيئة على مد قرى الولاية كافة بالشبكة القومية. وقال ان هناك اكثر من «164» مشروعاً زراعياً سيتم مدها بالشبكة مشيراً الى اكتمال الترتيبات لبعض المشاريع. وزير التخطيط العمراني بولاية نهر النيل المهندس ياسين عبدالله اكد اهتمام حكومته بالتنسيق مع الهيئة القومية للكهرباء بمد مدن وقرى الولاية كافة، مشيراً الى اكتمال الترتيبات الاولية لمد ابوحمد بالشبكة خلال الايام المقبلة وعدد المزايا التى تحققت بعد دخول الشبكة لمدن الولاية المختلفة من إحداث التغييرات فى كثير من القطاعات المختلفة والمساهمة فى إحداث هجرة عكسية للولاية بعد أن كانت طاردة الى جانب النقلة التى حدثت فى حياة المواطنين، وقال: إن هنالك ثورة حقيقية حدثت فى الولاية فى النواحى الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الخدمات وتشجيع الاستثمارات.